قصة بطل.. وصية الشهيد محمد المعتز رشاد 

ما أن انتهى من دراسته الجامعية، حتى التحق بالقوات المسلحة المصرية، لأداء الخدمة العسكرية، مثله مثل كل شباب مصر الأبطال تقدم لأداء الواجب.

جاء توزيعه بشمال سيناء، مقاتلًا بين أسود الجيش برفح المصرية، عشق سيناء، ومن ذا الذي لا يعشق أرض يشع منها نور الله الذي تجلى سبحانه لنبيه موسى على أرضها دون غيرها من بقاع الأرض، فبقي نور الله يزيدها بهاءً.

كان بطلنا، جندي مُقاتل محمد المُعتز رشاد، فخورًا بجهاده دفاعًا عن الوطن، في مواجهة أفاعي التنظيمات التكفيرية، بيد أنه خوفًا على والده لم يخبره بحقيقة أدائه الخدمة العسكرية في رفح بشمال سيناء.

في فترات راحته، كان يجلس البطل جندي مُقاتل محمد المعتز رشاد، يكتب رسائل لوالده، يلتمس منه العذر في إخفائه حقيقة خدمته في سيناء، خشية أن يؤثر القلق عليه، على صحة والده.

في مذكراته بكراسة تركها، وأوصى من يجدها أن يسلمها لوالده، فكان لديه يقين أنه سينال الشهادة، قال: "بسم الله الرحمن الرحيم.. لا إله إلا الله محمد رسول الله.. أول يوم في رفح 6-9-2015، أسعد يوم في حياتي لانضمامي إلى رجال يحمون الوطن ويحمون أهلي وعرضي ومالي.. يا رب أكتب لي الشهادة في سبيلك". 

وفي صفحات أخرى طلب من والده أن يسامحه ويعتذر له عن إخفائه مكان تأدية الخدمة خشية عليه وعلى صحته من القلق.

ويأتي يوم الشهادة 31 يناير 2016، ليصاب في انفجار عبوة ناسفة في مزرعته خلال مداهمة لعناصر تكفيرية، ويُنقل إلى المستشفى ولخطورة حالته يتم نقله إلى مستشفى المعادي العسكري ويتم استدعاء فريق طبي، ليكون بين الفريق والده العميد طبيب المعتز رشاد، فتكون المفاجأة للوالد أن المجند البطل الذي حضر للمشاركة في إنقاذه هو ابنه.

وينطق البطل الشهادة بين ذراع والده الذي كتب له مذكراته في سيناء، وأوصى بتسليمها له بعد استشهاده.

وفي الندوة التثقيفية الـ25 للقوات المسلحة مارس 2017، تم عرض قصة البطل الشهيد صاحب الوصية، وتكريم اسمه مع آخرين من الشهداء الأبطال، وبينما كان فيلم تسجيلي بعنوان "الوصية"، يروي قصته ويتلو وصيته، كان والده العميد المعتز رشاد يجاهد عينيه ألا تذرف الدمع فلم يستطع، والكثير من الحضور.