محمد بغدادى
مقال
عاصم حنفي.. نحن في انتظارك
في صيف عام 2016 كنا نستعد للاحتفال بمرور 90 عاما على صدور مجلة روزاليوسف.. وشاءت الظروف أن أتولى رئاسة تحرير هذا العدد الاستثنائي.. وأن يوكل إلىَّ بمسؤولية الإشراف الفنى على تنيسق صفحات هذا العدد الفخم والضخم؛ حيث بلغت عدد صفحاته حوالي 600 صفحة.. ولم تتسع أي غرفة من غرف مؤسسة روزاليوسف لكم المجلدات والأوراق و(الماكيتات).. وكتيبة المحررين الشبات والشبان المشاركين فى تحرير هذا العدد.. فخصص لنا المهندس عبد الصادق الشوربجى قاعة الاجتماعات الكبرى لتكون غرفة عمليات إعداد العدد التذكاري.
وتشكلت هيئة تحرير لهذا العدد من الأصدقاء الكتاب والصحفيين عاصم حنفي وأسامة سلامة ورشاد كامل.. بإشراف رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف ــ آنذاك ــ المهندس عبدالصادق الشوربجي.. رئيس الهيئة الوطنية للصحافة الآن.
واستغرق إعداد وتنسيق وتبويب هذا العدد قرابة الثلاثة أشهر.. في عمل دائم ومستمر على مدار أكثر من 16 ساعة يوميا.. وكنا كل صباح نلتقي لنبحث المتطلبات والمعوقات وماذا تبقى من الزمن لإصدار هذا العدد التسعيني.
وفى تمام الساعة الحادية عشرة كل صباح يأتي المهندس عبدالصادق والزميل عاصم حنفي.. ويتوالى حضور الزملاء أسامة سلامة ورشاد كامل.. ويأتي الزميل العزيز عصام عبد الجواد رئيس تحرير جريدة روزاليوسف اليومية، آنذاك، ليبدأ عاصم حنفى فى مداعباته اليومية وبأسلوبه الساخر الذي تعود عليه القراء.. لكن بأريحية وخفة ظل منطلقا بلا حدود فى تعليقاته حول المعوقات.. لإنهاء هذا العدد (الجملي) الذي يبدو أنه لن يمر بحالة ولادة متعثرة.. وعادة ما كنا نتناول إفطارنا فى هذ الجلسة.. وبعدها المزيد من أكواب الشاى والقهوة حتى ينتصف النهار.. ويهم عاصم حنفى في الانصراف، قائلً:ا فلنترك (بغدادي) فى سجن العذاب الجميل مستمتعا بأوقاته الطيبة فى رحاب بلاط صاحبة الجلالة.
وفي رحاب ذكريات السيدة العظيمة فاطمة اليوسف لعله ينتهى من هذا الحدث العظيم قريبا.. أما الزميل عصام عبدالجواد الذي كان يواظب على الحضور كل صباح ليستلهم ينابيع السعادة والبهجة الصباحية من تعليقات شيخ الساخرين عاصم حنفي ليتجه بعدها إلى مكتبه ليبدأ عمله الصباحي في جريدة روزاليوسف اليومية.. فيذهب مبتهجا مقبلا على الحياة.
وذات صباح قلت لأصدقائى هانت باقى من الزمن بضعة أيام ويكون العدد التذكارى بين أيادى القراء.. فقال عصام عبدالجواد وإذا انتهى العدد التذكاري أين نذهب كل صباح لعقد حفل السمر اليومى الذي تتصدره تعليقات عاصم حنفى الساخرة التي تشيع فينا البهجة والطاقة الإيجابية التي تعيننا على أن نبدأ يومنا بتفاؤل عظيم، وقال عاصم حنفى هذه (الاصطباحة) لا بد أن تستمر حتى يستطيع عصام عبدالجواد يكمل يومه مرحا متفائلا.
وهذا الطقس الصباحى لا يمكن الاستغناء عنه.. وأين نذهب كل صباح إذا انفض سامر العدد التذكاري.. هل نتظر عشر سنوات أخرى لنحتفل بصدور العدد المئوى بعد عشر سنوات مقبلة.. واقترحت يوميها أن نؤسس بهذه المناسة جمعية فكاهية نطلق عليها "جمعية محبي العدد التذكارى" ويكون مقرها غرفة الكاتب الساخر عاصم حنفي فى الدور الأول بدار روزاليوسف.. ويكون عاصم حنفي، رئيس مجلس إدارة الضحك والفرفشة.
ونعقد هذا اللقاء اجتماعا بشكل يومي لنناقش فيه العدد التذكارى القادم بمناسبة مرور 91 عاما على صدور العدد الأول من مجلة روزاليوسف.. وبالفعل صدر العدد التذكاري، وظللنا نلتقي كل صباح في مكتب عاصم حنفي نستلهم منه أسرار السعادة.. ونقف مبهورين على عتبات البهجة فى رحاب الصديق الغالي الكاتب الساخر عاصم حنفي.
والآن نحن فى انتظارك صديقى العزيز عاصم حنفى.. كلنا ندعو لك بالسلامة ونطلب من الله العلى القدير أن تجتاز هذه الوعكة الصحية بسلام فنحن دائما على موعد مع البهجة.. وعلى موعد مع تعليقاتك الساخرة والساحرة.. أنت فى رعاية الله ورعاية حميمة من زوجتك العزيزة وبناتك.. تحيط بك هالة من الدعوات والتمنيات بالشفاء من كل أصدقائك ومحبيك وقرائك.. فنحن جميعا في انتظارك يا عاصم.