السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"بوابة روزاليوسف" تدق ناقوس الخطر.. أين صناع الدراما المصرية من إفريقيا؟ 

بوابة روز اليوسف

بينما عادت مصر إلى قلب إفريقيًا حاضرة من خلال شركاتها وجهود الدولة في دعم العلاقات المصرية الإفريقية، حيث أسهمت فى إنشاء 5 سدود، و6 محطات مياه شرب جوفية، وحفرت أكثر من 250 بئرا بعدد من الدول الإفريقية  عن طريق شركاتها بواقع  75 بئراً جوفية، وميكنة 2 بئر جوفية لتوفير مياه الشرب النقية بأوغندا، إضافة إلى حفر 180 بئراً جوفية فى كينيا، و60 بئراً جوفية في تنزانيا، و10 آبار جوفية بإقليم دارفور، بالإضافة لمشروع النقل العملاق مشروع القاهرة - كيب تاون يستهدف الربط بين 9 دول إفريقية من خلال إنشاء طرق برية عابرة لدول القارة، لتسهيل حركة الاستثمار والتجارة، حيث سيمر الطريق البرى العملاق عبر دول "مصر، والسودان، وكينيا، وإثيوبيا، وتنزانيا، وزامبيا، وزيمبابوي، والجابون، وحتى كيب تاون عاصمة جنوب إفريقيا،.

 

وكانت شركة النصر المصرية صاحبة باع طويل في القارة السمراء، وتقوم شركة المقاولون العرب بمشروعات عملاقة في عدد كبير من الدولة الإفريقية، عندما شرعت "بوابة روزاليوسف" في البحث عن دور الدراما المصرية وقوى مصر الناعمة في القارة السمراء لم نجد أعمالًا على نفس الاهتمام المصري في مختلف المجالات الأخرى.  

 

فيلم "إسماعيل ياسين طرزان"

 

ونرصد في هذه السطور ما تناولته الأفلام المصرية عن إفريقيا بعيدًا عن تناول قضاياها، من زاوية الظلم والإجحاف الذي طالها، حتى أنها تكاد تكون غير موجودة، إنما بطريقة عملية يمكننا أن نرصد هذا الغياب ونناقشه في إطار واقعه، بمعنى البحث وراء الظاهرة بغرض إدراكها على الأقل، كأن نفهم المغزى وراء فيلم "إسماعيل ياسين طرزان" الذي أخرجه نيازي مصطفى عام 1958، محققًا خطوة جديدة في التعاون بين بطله إسماعيل ياسين ومؤلفه أبو السعود الإبياري، والذي ظهر في خضم دور مصر الفاعل فى حركات التحرير والنهضة الإفريقية شمالًا وجنوبًا، لكنه عُرض كفيلم كوميدي لا يحمل قضية عميقة، إنما يحكي عن موت شخص ثري، تاركًا ثروة ضخمة، لن يستطيع أحد من أقاربه أن يرثها إلا بعد أن يعثروا على ابنه المفقود بأحد الغابات الإفريقية.

 

فيلم " أفريكانو"

 كما عرض فيلم " أفريكانو"، عام 2001، إخراج عمرو عرفة بنفس الطريقة تقريبًا وبعد نحو 43 عامًا، حيث قدم قصة بسيطة مدعومة بصورة سياحية لجنوب إفريقيا، ومزيج من الأكشن والكوميديا، لنرى شابًا مصريًا آخر في الغابات، لكن الغابات هذه المرة هي محمية طبيعية مفتوحة، والشاب هو طبيب بيطري يشترك مع ابنة عمه في ميراث المحمية.

 

فيلم "مراتي وزوجتي"

 

ليأتي بعدهما فيلم "مراتي وزوجتي" عام 2014، إخراج معتز التوني، بقدر كبير من الكوميديا الغليظة والعنصرية، إذ لديه ذلك الأسلوب المزعج في تناول موضوعه، والتعرض للشخصية الإفريقية باستهانة وتقديمها كشخصية بدائية لا كرامة لها، خاصة زوجة البطل الإفريقية التي صورها كخادمة أو أداة للمتعة الشخصية، تنام تحت قدميه وتعد له "الشيشة"، هذا غير ملابسها وإكسسوارتها الغريبة، صورة مهينة تحتوي على قدر كبير من الاحتقار والاستصغار.

 

فيلم "عماشة في الأدغال"

 في حين كان "عماشة في الأدغال" عام 1972، إخراج محمد سالم، واحد من أفلام المغامرات الكوميدية، بطلها عماشة الرابع عشر الذي يسافر بصحبة صبيانه وعالم الآثار محروس إلى أدغال إفريقيا، بحثًا عن كنز تركه عماشة الأول، ويقال أن الغرض من الفيلم كان تمويهًا من المخابرات المصرية، للتغطية على عملية تفجير الحفار الاسرائيلي " كينتنج" عند سواحل أبيدجان في ساحل العاج  "كوت دي إيفوار" حاليًا، نجحت عملية الحفار، فيما لم يعرض الفيلم إلا بعد أربع سنوات.

 

فيلم "ابن إفريقيا"

 

وجاء فيلمًا ثانيًا شارك في عملية التمويه هذه وهو "ابن إفريقيا" عام1970، إخراج حلمي رفلة، الإنتاج مصري نيجيري، يحكي عن رجل شرطة من إفريقيا، يتولى مهمة القبض على عصابة نساء تخصصن في تهريب المخدرات.. فيلم يفتقر للعمق والشخصيات المرسومة بدقة، أهميته فقط في مساهمته ضمن عملية التمويه المخابراتية التي ذكرناها.

 

فكل هذه الأفلام المذكورة هي نماذج لأفلام تم تصويرها في إفريقيا، لكنها لم تتماس بأي حال من الأحوال مع العمق الإفريقي، ولم تكن طموحة في تقديم عمل فني كبير، سواء كان موضوعه إفريقيًا، أو كانت القارة الأم فيه مجرد موقع تصوير.  

تم نسخ الرابط