
بهجة العيد
كعك العيد في المحروسة .. فرحة تتوارثها الأجيال

كتبت وتصوير: سماح زيدان
“ومين يمشي في شوارع المحروسة قبل العيد بإسبوع من غير ما يشم ريحة الخير تهل من البيوت والمخابز ،ويحس الفرحة في الشوارع مع جري الأطفال ،في وسط زحمة السباق بالصاجات المحمولة في الأيادي وعلى الرؤوس، لتسوية الكعك في أقرب فُرن بالمنطقة، بعد ما شبعوا من اللعب بالعجين وتشكيله ،كأنهم بيلعبوا بالطين الصلصال".
تجهيزات كعك العيد وفرحة الأطفال في أواخر شهر رمضان وسط أهاليهم ،هي الفرحة وهي العيد وهي الذكريات اللي بتفضل معانا من طفولتنا.
محفور جوانا مشهد الطبلية حواليها الجدة وأحفادها ،أو الأم وأولادها بيحضروا لاستقبال العيد بطريقتهم في كل مكان في مصر،وعشان كدة مش بس رمضان في مصر حاجة تانية ،دا كل تفصيلة في مصر حاجة تانية،والسر في أهلها وطيبتهم وإصرارهم على الفرحة حتى لو الظروف صعبة ،عادات ورثناها ،كل مناسبة ليها خصوصية وليها تحضير وليها فرحة ،وليها تفاصيل نكبر بيها وتتورث من جيل لجيل.
رصدت عدسة بوابة روز اليوسف هذه الحالة في منزل من المنازل المصرية الأصيلة ،تلك التي جلست فيها “الأبلة” هناء صاحبة المنزل ،التي تعمل بمهنة التدريس بصحبة بناتها وأحفادها ،وانضمت إليها أيضًا جارتها وبدأن في التجهيز للعيد بتشكيل العجين ،كعك وبسكوت، مع الضحك والغناء والتذكر لوالدتها في كل لحظة قائلة:”الله يرحمك يا ماما” ثم تتبادل الحديث مع بناتها ،فاكرين تيتا” ولمتنا قبل العيد!
وفي مشهد آخر يتسابق الأحفاد إلى “أبلة” ،هناء لتعطيهم قطع العجين ،ليبدأوا في تشكيلها ،تقليدًا لما يرونه على نغمات الست:”يا ليلة العيد آنستينا” تليها بهجة صفاء أبو السعود وغنائها:“أهلًا بالعيد..العيد فرحة”والفرحة ميراث شعب المحروسة من جيل لجيل.