عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عندما طرد سعيد مرزوق سعاد حسنى من الاستوديو!!

عندما طرد سعيد مرزوق سعاد حسنى من الاستوديو!!

التليفزيون ليس بعيدًا أبدًا عن تلك المعادلة (إيرادات تقهر إرادات) وإن  اختلف تحديد الرقم من شباك التذاكر إلى ثمن  البيع  عبر الفضائيات.



تستطيع أن تلخص حال السينما  والدراما المصرية خلال السنوات الأخيرة فى  تلك المعادلة،  صراع بين إيرادات تواجه إرادات، إيرادات يحققها النجوم فى دور العرض وفى البيع الفضائى،  وتهافت وكالات الإعلانات، على الجانب الآخر  إرادات  مقهورة منزوعة القدرة، مخرجون لا حول لهم  ولا قوة ولا صوت،  لأنه لا صوت يعلو على صوت الأرقام، ولهذا ازدادت واستشرت سطوة النجوم على مقدرات  العمل الفنى. 

النجم هو الذي يختار الكاتب والمخرج ومدير التصوير حتى من يشاركونه فى التمثيل لا أحد يملك أى قرار فى هذا الشأن من دون الرجوع إلى النجم،  والحقيقة أنه ليس فقط نجوم هذه الأيام هم فقط الذين اكتسبوا أرضًا ليست لهم، ولكن الجيل القديم من النجوم والنجمات كان قد وضع اللبنات الأولى لهذا القانون الجائر.. مثلاً عادل إمام هو الذي يرشح كل من يشاركه البطولة أو حتى من يلعب الأدوار الثانوية ومن المألوف أن تقرأ، وتشاهد فنانة تحكى كيف أن عادل إمام اتصل بها وأنها لم تصدق أنه عادل إمام وأغلقت التليفون فى وجهه ثم عاود الاتصال مؤكدًا أنه عادل إمام وأنه يرشحها لمشاركته بطولة الفيلم.. كل هذا ولا وجود من قريب أو بعيد للمخرج وهو ما انتقل بالمناسبة للدراما التليفزيونية.. المفروض أن المخرج هو الذي يرشح ولكن عندنا المخرج آخر من يرشح وربما وفى أحيان كثيرة أيضًا آخر من يعلم،  فى العادة لا يتعامل أغلب نجوم الكوميديا مع مخرج يملك وجهة نظر، ولكنهم يفضلون التعامل مع مخرج يحيل طلباتهم إلى أوامر وشطحاتهم إلى قانون صارم لا يمكن الخروج عليه،  إذا كان النجم هو الذي يختار الكاتب والمخرج وإذا كان المخرج يعلم تمامًا أن بقاءه فى الاستوديو مرهون بإرادة النجم ورضاه عنه،  فما الذي من الممكن أن تتخيله لحال هذا المخرج.. هل يستطيع توجيه الممثل؟ 

إلا أنه وعبر كل الأزمنة هناك دائمًا استثناءات،  مثلًا نور الشريف حكى كيف أن سعاد حسنى فى عز مجدها الفنى خلال السبعينيات كانت متحمسة جدًا للعمل مع  المخرج سعيد مرزوق وقدمت له أول أفلامه «زوجتى والكلب» ثم فيلمه الروائى الثانى «الخوف» وأثناء تنفيذ إحدى اللقطات  فى الفيلم الثانى، اقترحت سعاد على نور الشريف الذي شاركها البطولة أن يرتدى (تى شيرت) بلون محدد واقترحت على سعيد مرزوق حجم اللقطة التي ينبغى أن يصورها،  فما كان من سعيد مرزوق سوى أن طردها من الاستوديو أمام الجميع فذهبت تشكوه فى مساء نفس اليوم إلى الفنان الكبير محمود مرسى، فقال لها محمود مرسى بعد أن عرف تفاصيل الخلاف (سعيد عنده حق يا سعاد)، وأضاف (إذا كان لك وجهة نظر فى أداء أو ملابس أى ممثل فلماذا لا تخرجى أنت الفيلم). 

تنازل أغلب مخرجى هذه الأيام عن حقوقهم فى الاستوديو وقبل الدخول إلى الاستوديو بعد أن شعروا أن العصمة قد أصبحت بيد النجوم،  ومن يريد أن يعمل عليه أن يخضع تمامًا لإرادة النجم ولى النعم صاحب الجلالة والفخامة (وإلا).. ومع الأسف فإن أغلب مخرجينا يخشون من (وإلا)  التي تعنى أنهم سوف يصبحون خارج الملعب الدرامى بجناحيه السينمائى والتليفزيونى،  فلا أحد منهم على استعداد أن يتعرض إلى.. و«إلا».

 سعيد مرزوق ومن يسير على منواله هم الاستثناء الذي يؤكد القاعدة !!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز