شنطة رمضان تتحدى ارتفاع الأسعار 

في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وأزمة ارتفاع الأسعار التي ضربت الأسواق المحلية والعالمية، ومع حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا باليمن والبركات، ظن الكثير من الناس أن شنطة رمضان "كرتونة الخير" سوف تتأثر بأزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهناك من توقع انخفاض الحصيلة العددية التي سيتم توزيعها على أهالينا البسطاء وربما ستصل الأمور إلى اختفائها، إلا أن بركة شهر الخير تغلبت على كل التوقعات، حيث تسابقت المؤسسات والجمعيات الخيرية بالإضافة إلى الأسر والأفراد في توزيع "كرتونة الخير" بجميع محافظات مصر وبكميات كبيرة.

تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي إطار حرص أجهزة الدولة المعنية على المساهمة في حل الأزمة تم توفير مختلف السلع الأساسية والضرورية من المواد الغذائية بالإضافة إلى اللحوم والدواجن والأسماك، بكميات وأسعار مخفضة تناسب فئات المجتمع كافة، وذلك من خلال تدشين المبادرات الاجتماعية والوطنية على مستوى الجمهورية والتي تصب في صالح المواطن غير القادر. على سبيل المثال لا الحصر مبادرة "أهلا رمضان" التي تنظمها وزارة التموين والتجارة الداخلية بالتعاون والتنسيق بين وزارة التجارة والصناعة، والاتحاد العام للغرف التجارية، ومبادرة "كتف في كتف"، التي أطلقها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، الذي تم تدشينه في شهر مارس 2022، وذلك فور إعلان رئيس الجمهورية عام 2022 عاما للمجتمع المدني، بمشاركة كبرى مؤسسات العمل الاجتماعي والأهلي.

الجدير بالإشارة أن مبادرة "أهلا رمضان" تم إطلاقها هذا العام قبل شهر رمضان بفترة زمنية كافية رغبة في تخفيف العبء على المواطن، حيث تم توفير السلع الغذائية من المنتج إلى المنفذ مباشرة، علمًا بأن السلع المطروحة بجميع منافذ المبادرة بنفس جودة السلع الموجودة بالأسواق ولكن بأسعار مخفضة، من أجل تلبية احتياجات الأسر الفقيرة والمتوسطة.

بينما جاءت مبادرة "كتف في كتف" التي تعد من أكبر وأضخم المبادرات الاجتماعية والإنسانية في مصر والوطن العربي في تقديم المساعدات العينية للأسر الأكثر احتياجا، بهدف الحد من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع المجالات.

في النهاية الكل يتسابق من أجل جمع أكبر قدر من الحسنات، لذا عليك اغتنام الفرصة وفعل الخير، وعدم التباهي أمام الناس والكاميرات بهذا الفعل، احرص على أن تكون الأعمال الصالحة لوجه الله وفي السر وليس العلن، حفاظًا على شعور الآخرين، فهناك طرق كثيرة ومتعددة لتحفيز وإثارة عواطف الناس من أجل المنافسة في سباق أعمال الخير.

برغم أعمال الخير المتنوعة التي يقوم بها الأفراد والمؤسسات، إلا أن هناك من يغرد خارج السرب عن طريق استغلال الشهر الكريم في الدعاية الخاصة به بشكل يجرح مشاعر وأحاسيس أهالينا البسطاء، وذلك من خلال طبع اسم الشخص أو المؤسسة على الشنطة أو كرتونة المواد الغذائية التي يتم توزيعها بصورة مخالفة للإنسانية.

وأخيرا وليس آخرا أتمنى أن يتم توزيع شنط الخير على الأسر الأولى بالرعاية في منازلهم، فلا يوجد داعي لتواجدهم بالمؤسسة في شكل طوابير أو تجمعات تشعرهم بالإحراج أو الانكسار. كما أتمنى منع تصوير الحالات الإنسانية عند استلامهم كرتونة رمضان.

عليك يا صاحب الخير أن تعلم جيدًا أنك تتاجر مع الله وليس البشر، واحرص على أن تكون أعمالك الخيرية في السر بينك وبين الله. ودعواتي أن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.