ناهد إمام
همس الكلمات ..
العزيمة .. لا تعرف المستحيل !
لا جدال أن الإرادة الصادقة للإنسان والعزيمة تواجه التحديات مهما كانت بما فيها العمر، فدائما الإرادة تمثل قوى خفية للإنسان تدفعه إلى الأمام دون تراجع.
وحديثي حول ذلك، كان نتيجة الفخر بالنموذج الذي ضرب أكثر الأمثلة في العزيمة وتحقيق التفوق والنجاح الذي لا يتحقق إلا نادرا، وهي الباحثة "آمال إسماعيل"، التي نجحت في الحصول على درجة الماجستير من كلية الآداب جامعة المنصورة.
وهي في عمر الـ"80"، ولم تمنعها السن من تحقيق طموحاتها في التعليم وتحقيق مراتب عليا فيه.
ولم تكتف فقط بالحصول على الماجستير ولكن حصلت على تقدير ممتاز.
وما شدني أيضًا وجعلني أشعر بالفخر، هو موضوع الرسالة، حيث اختارت موضوعًا جريئًا ولم يتعرض له باحث من قبل، وهو "أسلوب الحياة الاجتماعية والثقافية للفئات العمرية المتقدمة". ما أدى إلى توصية اللجنة العلمية- التي ناقشت الدراسة- بطباعة رسالة الماجستير وتبادلها مع الجامعات.
وفي الواقع أثبتت تلك السيدة، أن ليس هناك شيء اسمه المستحيل، مثلما قال الإمبراطور نابليون بونابرت، أنه "لا توجد كلمة مستحيل إلا في قاموس الضعفاء".
قررت "آمال" الالتحاق بالتعليم في سن متأخرة من عمرها، وحصلت على الشهادة الإعدادية وهي في سن الـ38 عامًا، وبعدها حصلت على الثانوية العامة والتحقت بقسم الاجتماع كلية الآداب جامعة المنصورة... لكن توقفت مسيرة التعليم مرة أخرى دون توقف سنوات العمر، مع إصابتها بمرض السرطان، وكسر بالحوض، ما جعلها تواجه صعوبات بالغة في الحياة العادية، وتأخرت في التعليم، لكنها لم تيأس وتحدت الظروف ولم تعرف المستحيل أو الاستسلام.. حتى تخرجت في الجامعة وأصرت الحصول على درجة الماجستير، وما زالت تحلم بالحصول على درجة الدكتوراه.
هناك الكثير من قصص النجاح في مختلف المجالات التي تثبت أن الإرادة والعزيمة لا ترتبط بأي مرحلة عمرية، ومنها السيدة "أماني خليل" المصرية التي تخطت سن الـ"50" وحصلت على النجمة السادسة للماراثونات في طوكيو، كأول عداءة مصرية.
وأيضا السيدة "إديث" وعمرها 100 عام.. عجوز أمريكية دخلت موسوعة جينيس كأكبر رباعة في رياضة رفع الأثقال.
لقد أثبتت تلك القصص من النجاح وغيرها، أن الإنسان في حاجة دائمة إلى البدء بالمبادرة وأخذ القرار، وتحمّل المسؤولية، والتحلي بالشجاعة، ومواجهة أي صعوبات.. لتحقيق أحلامه وأهدافه.
أولستم تتفقون معي أن قصص النجاح والتفوق، لا بد أن توضع نصب أعين شبابنا، بأن الحياة لا تقف عند محطة ثابتة، ومهما مرت السنون، لا بد أن تكون هناك طموحات للوصول أعالي القمم، وتحقيقّ الأهداف والأحلام، بقوّة الإيمان والإرادة، وسلاح العلم والعزيمة.. ما ينعكس على تنمية وطننا الغالي!
















