عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
الأزهر الشريف
البنك الاهلي

إحياء ليلة النصف من شعبان ليس بدعة.. ويجب أن نتأسى بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم

الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين السابق
الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين السابق

يحتفل المسلمون اليوم بإحياء ليلة النصف من شعبان، وقد احتفت كتب السنة المطهرة بالشهر الممهد لموسم النفحات ألا وهو شهر رمضان المبارك. 



 

لذا يجب أن نتأسى بما فعله المصطفى في شهر شعبان، ولا نلتفت لما يجري يدعيه البعض أن ذلك بدعة ولم يرد عن النبي ﷺ فالمسلم يجب أن يتهيأ للصيام والعبادة في شهر رمضان، وذلك عن طريق تزكية النفس بإلزامها الطاعة والعبادة والصيام وقيام الليل.

 

في البداية، يؤكد الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين السابق، أن شهر شعبان شهر يتشعب ويكثر فيه الخير ويكفيه شرفا أن هذا الشهر قد نال حب النبي ﷺ، فكان شهر النبي الكريم ﷺ، مضيفا أنه لا عجب أن تحفل كتب السنة النبوية المطهرة بالأحاديث التي بلغت حد الشهرة في فضائل شهر شعبان، هذا الشهر الذي يُعتبر تمهيدا واستعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك.

 

وأوضح عميد أصول الدين الأسبق، أن الذي يستقرئ سيرة السلف الصالح يرى عجبا فيما أخذ به هؤلاء من كثرة العبادة، وقيام الليل وقراءة القرآن الكريم في هذا الشهر، وذلك تأسيا واقتداءً بنبينا الهادي ﷺ؛ مستشهدا بما رواه أسامة بن زيد رضي الله عنه: قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ، قال ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ".

 

وأضاف الدكتور  العواري، أن هناك كثيرًا من الدروس والعبر نستخلصها من شهر شعبان؛ ففيه التدرب والتعود على الصيام والقيام في شهر رمضان المعظم، فإذا أخذ المسلم جرعة من الصيام في شعبان، لم يستشعر مشقة الصيام في شهر رمضان، كما أن كثرة العبادة في شهر شعبان تعطينا درسا في الحياء من الله ﷻ، كما رأينا في الحديث السابق في قوله ﷺ وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ".

من جانبه، أضاف الدكتور عبد الله عزب، العميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة، أن شهر شعبان من أفضل الشهور بعد شهر رمضان المعظم، فقد ثبت أن النبي ﷺ كان يكثر فيه من العبادات والطاعات ففي رواية البيهقيّ: أن عائشة قالت: قام رسول الله -ﷺ- من الليل يصلي فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيتُ ذلك، قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: يا عائشة أظننت أن النبي قد خاس بك؟ قلت: لا والله يا رسول الله، ولكنني ظننتُ أنك قبضت لطول سجودك، فقال: أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: في ليلة النصف من شعبان، الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم".

 

وأكد الدكتور عزب، أن العبادة في شهر شعبان أجرها عظيم لأنها عبادة في أوقات الغفلة، فيجب أن نتأسى بما كان يفعله المصطفى ﷺ، ولا نلتفت لما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي ومن ينادون بما يزعمونه من الأحاديث الضعيفة في فضائل شهر شعبان، فلا نستمع لهؤلاء أصحاب الجهل والتشدد المغلوط في الدين.

 

من جهته، لفت الدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر ، إلى أنه على المسلم أن يتهيأ للصيام والعبادة في شهر رمضان، وذلك عن طريق تزكية النفس بإلزامها الطاعة والعبادة والصيام وقيام الليل، قال الله ﷻ" قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وقد  خَابَ مَنْ دَسَّاهَا".

 

وأضاف الدكتور مهدي، أن صيام بعض الأيام في النصف الثاني من شهر شعبان، هي من الأعمال المستحبة والمندوبة؛ لأنه من جملة الأعمال الصالحة في التقرب إلى الله ﷻ، على عكس ما يثار من الشائعات من عدم صيامه، فيجوز الصيام لمن أراد القضاء أو من اعتاد على صيام الأيام البيض أو الاثنين والخميس من كل أسبوع.

 

ومن جانبه يؤكد  الشيخ رجب رمضان الأزهري أن شهر شعبان شهر تُرفع فيه الأعمال إلى ذي العزة والجلال سبحانه وبحمده، ولقد كان نبينا ﷺ يخبر أن هذا الشهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل، فيحب أن يُرفع عمله وهو صائم صلوات ربي وسلامه عليه.

 

لذا ثبت الحديث في السنن أن النبي ﷺ لما سُئل عن كثرة صيامه من شعبان قال: “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وفيه ترفع الأعمال إلى الله فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم“.

 

ويوضح عبد الرازق أن لهذا الشهر  نفحات من الله عز وجل، لما جاء عن النبيﷺ أنه قال: ”إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداًً”، رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

 

وأشار الأزهري إلى أن هذا الشهر يغفر الله عزوجل  لأن الله تعالى يطَّلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين.. بالإضافة إلى أن  الله تعالى يطَّلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيرحم المسترحمين.

 

علاوة على عطاء الله عز وجل لعباده، لأن الله تعالى يطَّلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيقضي حوائجهم.

ولفت الأزهري الي انه يجب أن نعلم بعض أحاديث سيدنا رسول الله ﷺ بخصوص هذه الليلة: 

روى الطبراني عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( يَطَّلِعُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ)، استثناء من المغفرة، هل أنت مشاحن ؟ إن قلت: نعم، أقول لك: إلى أين تتوجَّه إذاً؟

ألا تحب أن يغفر الله لك؟ فاغفر وسامح واصفح تضمن إن شاء الله تعالى حسن الخاتمة، فهذا زيد بن أسلم: (دُخل على أبي دجانة رضي الله عنه وهو مريض، وكان وجهه يتهلَّل، فقيل له: ما لوجهك يتهلَّل ؟ فقال: ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، والأخرى فكان قلبي للمسلمين سليماً) .

 

وأخيراً اسمع إلى قول عنترة: لا يحملُ الحقدَ من تعلو به الرتبُ ولا ينالُ العلا من دأبُهُ الغضب.

 

واستكمل الأزهري حديثه بقوله لِنَسْعَ إلى إِصْلَاحِ قُلُوبِنَا، وَذَلِكَ بِتِلَاوَةِ القُرْآنِ العَظِيمِ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ تعالى، وَلْنَسْعَ إلى مُجَاهَدَةِ أَنْفُسِنَا وَنَبْذِ الخِلَافَاتِ فِيمَا بَيْنَنَا حَتَّى نَكُونَ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ، فَاللهُ تعالى يَرْحَمُ الأُمَّةَ المُتَمَاسِكَةَ المُتَرَاحِمَةَ المُتَحَابِبَةَ.

 

ولفت الأزهري الي أن هناك أعمالا طيبة يجب أن نقوم بعملها خلال هذا الشهر  منها الحرص على الصلاة والاستغفار والدعاء، والتسبيح وذكر الله، وإخراج صدقة بنية الإفراج على الفقراء والمحتاجين، وكذا الإكثار من الدعاء بالرحمة والمغفرة، والحرص على الدعاء للأقارب المتوفين، وقراءة القرآن وأداء قيام الليل.

 

ومن جانبه أكد القوصي مدير مديرية  أوقاف حجازة بقوص محافظة قنا أن هناك أحاديث تدل على فضل ليلة  النصف من شعبان منها، عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن النبى ﷺ قال يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن، رواه الطبراني وإبن حبان بسند صحيح، وهذه فضل الله تعالى لهذه الأمة يكرمها وليس فقط فى ليله النصف من شعبان بل فى كل أسبوع في يومى الاثنين والخميس فقد ورد في صحيح مسلم وصحيح أبن حبان عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال تفتح أبواب الجنة يومي الاثنين والخميس فيغفر الله لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا.

وقال القوصي، إن لهذا الحديث فوائد الأولى أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا للمشرك والشرك من أكبر الذنوب واخطرها على الإطلاق،  الثانية خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس وأن الله لا يغفر للمتشاحنين والشحناء هي حقد المسلم علي أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه لالغرض شرعى فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة.

 

وتطرق مدير أوقاف حجازة بقوص  لإحياء ليله النصف من شعبان، لافتا إلى أن هناك فريقين “المؤيدين والمانعين”. 

 

المؤيدون يرون أن إحياء هذه الليلة، استنادا إلى حديث رسول الله ﷺ إذا كانت ليله النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول الامن مستغفرنى فأغفر له إلا من مسترزق فارزقه إلا من مبتلى فاعافيه إلا كذا إلا كذا حتى يطلع الفجر، أخرجه أبن ماجه في سننه عن على رضى الله عنه وغيره من الأحاديث الداله على أن النبى ﷺ أكثر فى تلك الليله من العبادة والدعاء وزار القبور ودعا للأموات فاستحبوا بمجموع الأحاديث القوليه والفعليه اكثار العباده فيها، فى حين يرى جمهور أهل العلم أن تخصيص ليله النصف من شعبان بشىء من العبادة بدعة محدثة لم يفعلها رسول الله ﷺ ولا صحبه ولا تابعوهم وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل وكل ماورد من احاديث تخص ليله النصف من شعبان بشىء من العبادة هى أما موضوعه أو في منتهى الضعف.

 

يوضح الدكتور وائل عبد الكريم، مدرس بقسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة أن من فضائل شهر شعبان تحويل القبلة؛ فالنبي ﷺ كان يقلب وجهه في السماء ويرغب في تحويل القبلة، حتى إنه قال لسيدنا جبريل عليه السلام وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود فأنزل الله ﷻ قوله، "قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ".

ولفت الدكتور وائل عبد الكريم إلى أن حادث تحويل القبلة في شهر شعبان جاء عندما كان النبي ﷺ يصلي الظهر في مسجد «بني سالم»، وقد صلى منها ركعتين، ليأخذ جبريل عليه السلام بيده فيحوله إلى الجهة الأخرى إلى الكعبة المشرفة فتحول المؤمنون خلفه وأتموا صلاتهم دون أن يتخلف واحد منهم. 

وأضاف، أن شهر شعبان له فضل عظيم عن باقي الشهور بعد شهر رمضان فحين سُئل النبي ﷺ عن كثرة صيامه في شهر شعبان قال: «أُحِبُّ أن يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ»، فهو شهر يغفل الناس عن العبادة فيه لأنه بين شهري رجب ورمضان وأجر العبادة في وقت الغفلة أعظم من غيره، فشهر شعبان هو شهر السَقي قبل شهر الحصاد شهر رمضان.

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز