عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. إيمان ضاهر تكتب: سيناء الأرض التي ينيرها القمر

د. إيمان ضاهر
د. إيمان ضاهر

يا أيها السائل عن الحرية، تبحث عن عطية سنية، تنير أرواحا لنا بهية، منة الحياة بالحرية، طاهرة ونقية، تبعث في صدورنا الحسنة الآبية، أنها في سيناء، لؤلؤة مصر.



سيناء، الأرض التي يتلالأ فيها القمر.. هل رأيتم شروق الشمس وغروبها من أعلى جبل سيناء؟

 

إنه الشعور بالآلفة والأصالة الحاضرة في هذه البقعة من أرض البشر، كما يقول كاتب الأمير الصغير أنطوان دي سانت اكزوبيري، إنه إكرام الضيف، وقدرة أهلها على العيش بسلام وحب الأرض، أليسوا هم الأغنياء وفقا للمعايير الإنسانية، فهم يتمتعون بصفات أصيلة يندر وجودها في أي مكان؟ إهداء الوقت، وغوص لا متناهي في السعادة، وقلوب مرصعة بالذهب.

 

فلنتأمل كيف يحتسون الشاي ببطء، رمزيتهم الأصيلة!.. أليست حكمة وثقافة علينا أن نتبادلها ونتوارثها لتكون مغزى لحياتنا؟

 

سيناء أرض الفيروز، أرض النار، طور سيناء، أليست أرضا مقدسة، ملهمة بمناظرها المعبرة؟ 

 

أليست الأرض المباركة على ممر التاريخ؟

 

هو البوابة لمصر الشرقية، من هنا دخلت الحملة الإسلامية إلى سيناء، مدينة التجلي الآمنة والصالحة، أصل العلا والسؤدد، توسم فيها الخير، والخير يتبع..

 

سيناء فازت ببركة الله عز وجل في القرآن الكريم، وذكراها في سورة الكهف جبل طور سيناء، في الآية المباركة "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين" صدق الله العظيم.

 

والتين والزيتون رمز المقدس، وطور سنين جبل الطور بسيناء، أما البلد الأمين فهي مكة المكرمة. 

 

وفي سورة المؤمنون حيث قال تعالى "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للأكلين" صدق الله العظيم.

 

وفي هذه الأية امتنان ببعض ما أنعم الله عز وجل، وتفضل به على العباد من طبيعة غنية ينبت بها الزرع والثمار مورد الرزق والخير طوال العام، وتميز أرض سيناء موطن الوفاء والإخلاص.

 

سيناء أرض المعجزات الدينية، حديث الخالق مع النبي موسى عليه السلام وإلهامه، وفي هذه الأرض يقع دير سانت كاترين التاريخي، وما زال يحكي لنا الحكايات الدينية العظيمة. سيناء، أرض مدينة المساعيد، إذ أن الحملة الإسلامية وصلت مساء وكان الحدث عيدا سعيدا.. هنا على شاطىء العريش شفي النبي أيوب من أمراضه وابتلائه، حيث أمره رب العالمين بنزول البحر لتلامس المياه النقية المنزهة أماكن المرض ليشفى حالا.

 

وما زال حتى اليوم يتم الاحتفال بـ "أربعاء أيوب"، حيث آلاف من البشر تتجمع بالقرب من شواطى المتوسط في مدينة العريش لتغمر المياه أجسادها حتى غروب الشمس. 

 

دير سانت كاترين العظيم في تاريخه، وعهد الرسول عليه الصلاة والسلام، بالمحافظة على أرواح كل النصارى. 

 

سيناء، أليست جزءا لايتجزأ من الجذور البدوية في شبه جزيرة سيناء المصرية، حيث حب البدو لأرضهم يضيء طريق الجبل، الوفاء والأمل. 

 

وكيف تتجسد روعة سيناء؟

روعة سيناء المعدنية، خالدة في تضاريسها الوعرة والمتعرجة، منبع أجمل معالم للديانات التوحيدية العظيمة، وأحشائها، صحرائها، كون صخري محمي من الرياح، حيث يسود صمت الكاتدرائية سانت كاترين. 

 

وماذا يبهر عيوننا؟

الوادي الملون في سيناء المصرية والتفاصيل المعدنية المصقولة لسيناء، لا منظر في هذه الدنيا يضاهيها. فلنغوص قدر المستطاع في  عمق القداسة في باب الوادي الملون، في قلب دهب الخلابة. معبر منحوت بمياه أشكالها قد تبدو خارقة وبألوانها مبدعة، أليست أروع التكوينات الجيولوجية على الأرض؟

 

"خلق الله عز وجل الصحراء ليعثر المرء على حريته وروحه".

 

سيناء، بلد العبور، أرض الفيروز في الإنجازات الهائلة والشاملة لخطط الجمهورية الجديدة العبقرية، سيناء ألا يليق لها المشروعات العملاقة مد الجسور وإعمار الطرق الفسيحة وإنشاء المجمعات السكنية والصناعية والزراعية؟

 

فماذا ينتظرها؟ سيناء، وأربع تجليات لدعم العالم، إنها مصر أم الدنيا، في تعلم الحكماء، عدالة العظماء، صلوات الخير، وبسالة الشجعان.

 

دفعت ثمناً باهظاً لمواجهة الإرهاب والتطرف ووحشية العنف، ومازالت بدماء أبنائها الأبطال وستبقى فخراً وعظمة لكل مصري يحمل هوية ابن أم الدنيا.

 

أعادها الإسرائيليون إلى أحضان أمها "مصر الأبية" عام 1982 لتصبح عروسا جميلة، وأرضاً مفتوحة للاستثمارات الاقتصادية من قبل إدارة وقيادة واعية ورائدة في التصاميم الناجحة والمتطورة في كل ميدان وأي مكان في ربوع هذه الأمة العربية الحضارية بقيمها وتاريخها. 

 

أليست سيناء واجهة جغرافية عريقة المستوى وطنياً وإقليميا؟

 

أليست المنطقة البارزة في إطار التكوينات الجيوسياسية والاقتصاية، سواء من ناحية البنية التحتية، ومشاريع تنمية السياحة في استراتيجية التنموية والديناميكية التي تجعل أرجائها نوافذ مفتوحة لصناعة وابتكار منظم يعزز الطابع الريادي، ليصبح هذا الفضاء الأسطوري مثال لمدينة مستدامة في السياق الدولي والتحديات الخيالية للجمهورية الجديدة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

 

تخطط الدولة الراعية والحامية لسيناء وكنوزها الدينية والطبيعية والتاريخية، وكل ما تختزنه من ثروات لربطها بوادي الدلتا وتنمية الأنفاق، أنفاق الإسماعيلية وبور سعيد والسويس، إنه حلم الدولة، وسينجز من خلال مفكرين يخططون بحكمة وينجزون بعظمة.

 

أنها الرؤيا البشرية الصائبة لبناء مجتمعات العبور وتعمير متكامل متكافئ لأرض البطولة والوفاء. 50 مليارا لإعادة إعمار أرض الفيروز، ملحمة سيناء في تحرير الأرض والحفاظ عليها..

 

سيناء الغد، وذراعيها الواسعة الممتدة تنمي أحلام الشباب والأمة التي ستوفر فرص أعمال هائلة أمام الملايين من أبنائها.

 

سيناء رمز التسامح الديني واحتوائها على كنوز نادرة ممنوعة على الزوار، من أثمن مخطوطات الدين في العالم. 

 

وأخيراً، رياح الحرية تعطر سماء سيناء الملهمة التي نبذت وقضت قضاء مبرماً على الأوكار الإرهابية والمتطرفة، وجعلتها جاثمة أرضا دون حراك.

 

مصر في فجر التقدم والتطور الذي تحلم به البلاد بصحاريها، بسواحلها، بمدنها، وكأننا في كوكب أخر وسط المناظر الطبيعية على سطح القمر. 

 

نردد ما يقوله الشاعر في الأمة الطموحة والمباركة: أبارك للناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر، وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش عيش الحجر.

 

هو الكون حي ويحب الحياة، وأعلن للكون أن الطموح لهيب الحياة وروح الظفر.

 

د. إيمان ضاهر- أستاذة اللغة والأدب الفرنسي

 خريجة جامعات السوربون في باريس  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز