عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

كفيفة ترفض لقب معاقة وتسعي لافتتاح مدارس التعليم الفني والصناعي خاصة بالمكفوفين

السيدة احلام جلال
السيدة احلام جلال

"من المحن تأتي المنح" بهذه الكلمات بدات السيدة احلام جلال البالغة من العمر ٦٢ عامًا حديثها ؛ فهي  تعتبر إن فقدها نعمة البصر "محنة" وليست إعاقة كما يعتقد البعض؛.



 

وتقول احلام جلال : اعتقد ان" الإعاقة "بمفهومها تعني إعاقة الفرد عن إنجاز او تحقيق اي من نجاحات الحياة، ولكن ما انا به من فقدا للبصر ماهو الا محنة في البداية اعقبها منحة، منذ ان فقدت بصري في الثالثة من عمري عندما ارتفعت حرارتي واصبت خلالها بحمي شوكية افقدتني نعمة البصر.

وبمرور الوقت حصلت علي العديد من المنح من الله تعالى، حيث تدرجي الوظيفي إلى إن وصلت لمنصب وكيل مدرسة النور والامل للمكفوفين بمحافظة الإسماعيلية، خلال هذه الفترة الزمنية حصلت علي درجة الماجستير وتعلمت جميع الانواع من فنون الهاند ميد من "الكروشيه ،التريكوه، الخرز ، حتي وان وصلت إلي اعمال وفنون "الاركت "التي تحتاج إلي رؤية وتركيز بصري عال ليكون هذا اكبر التحديات بالنسبة لي خلال مسيرتي العملية والشخصية.

وبالفعل نجحت في مجال الاركت، ومنه تبادر إلى ذهني فكرة "للتدريب علي فنون الهاند ميد " والدمج بين الكفيف والمبصر ومساعدتهم في خلق مشروعات جديدة تدر عليهم بالدخل المادي، وتغنيهم شر السؤال، ليس هذا فحسب ولكن اقوم بتجميع المنتجات وتسويقها لهؤلاء من المتدربين مقابل نسبة زهيدة من الربح.

وتتوالى المنح من المولى تعالى حتى أحظى بقبول جميع أهالي محافظة الإسماعيلية، الذين لقبوني بأم الاسماعيلاوية، حتى وإن العديد من الأهالي يتعامل معي كوني مبصرة وليست كفيفة،

وتعود احلام جلال الفضل في كل هذه من المنح الإلهية الي تربية والدها والنشأة الدينية التي تربت عليها، فوالدها كهربائي المهنة بسيط الحال فريد الشخصية، ساعدها في رؤية الاشياء والتفاصيل كلها لكن بعينه التي ترى، ووصل بها الحال وان يتعامل معها والدها كما لو كانت بصيرة يأخذ رأيها في كل شيء ويستشيرها في الأوان ومدى تناسقها التي لم ترها لكنها تتحسسها وتشعرها أكثر من أن تراها.

ومن هنا أجابت عن سؤالنا عن كيفية قدرتها على تنسيق الألوان، تجيبنا قائلة: نعم يشهد الجميع على تناسق الألوان في أعمالي اليدوية، والتي جاءت من خبرة والدي وتدريبية لرؤتي لجميع الأشياء حولي ووصفه للألوان ومدى تناسقها، والسبب الآخر هو العامل الوراثي من  والدتي التي كان معروفًا عنها "الشياكة والذوق الرفيع "وبالتبعية ورثتني هذا الذوق. 

وتختتم احلام جلال حديثها قائلة: فقدت بصري منذ الثالثة من عمري وانا الآن ابلغ من العمر ٦٢ عام، طوال هذا العمر لم أعتبر نفسي ولو للحظة كوني معاقة لكني كنت أمتزج في المجتمع كما لو كنت بصيرة ولم اشعر يوما بعجزي في رؤية ماحولي ولكني اراه بالبصيرة، واحمد الله علي جميع المنح التي وهبني إياها طوال ايام عمري وحتي افارق هذه الحياة، ولم اتمني في هذه الايام الا وان يسمح لاصحاب الإعاقة البصرية "والتعليم الفني والصناعي" حتي يستطيع كل منهم ممارسة والعمل في مختلف المجالات الفنية والصناعية وعدم اقتصارها فقط على كليات الثانوية العامة.    

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز