عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
في كل أزمة منحة.. وبعد كل أزمة مكتسبات

في كل أزمة منحة.. وبعد كل أزمة مكتسبات

"أؤكد لكم بشكل قاطع أننا ماضون في استكمال مسيرة البناء والتنمية، التي بدأناها سوياً والتي تزامنت مع إرادتنا الوطنية في استعادة الوطن والحفاظ على بقائه واسترداده ممن أرادوا سلب هويته".



 

رسائل بليغة، بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته اليوم بافتتاح عدد من المشروعات التنموية بمحافظة المنيا، بصعيد مصر.

 

صعيد مصر، الذي يشهد تنمية حقيقية، بعد عقود من الإهمال لقطعة غالية من أرض مصر، التي نبتت منها الحضارة، وقدمت للوطن نخبة من شعب مصر كريمة وطنية بناءة على مدار التاريخ.

 

بالأمس كانت مشروعات التنمية في سيناء، وكافة ربوع مصر من شرقها لغربها، شمالها وجنوبها، مدنها وقراها ونجوعها، وهنا الرسالة، الجمهورية الجديدة تمتد أياديها البيضاء التنموية إلى ربوع الدولة المصرية كافة، تنمية شاملة ومستدامة.

 

وجّه الرئيس التحية للشعب، "الذي يُسطّر كل يوم ما يُدلل على عظمته وأصالته الممتدة بامتداد تاريخ أمتنا العظيمة.. الأمة المصرية التي صنعت الحضارة وكتبت التاريخ وتسعى بدأب في الحاضر لصياغة المستقبل".  

أيادي المصريين، هي من صنعت الإنجاز، ورسمت جهودهم المخلصة خارطة جديدة للوطن، يقول الرئيس معربًا عن سعادته، وتفاؤله بشباب مصر الذين يصنعون ويزرعون الأمل ويبنون مجداً بلا حدود.. "وثقتي في قدراتهم مطلقة".

 

يقول الرئيس "مش خايف على الغد"، إنهم يحاولون إفقادكم الثقة في أنفسكم وفي قيادتكم، وهي بالفعل حرب لكسر الإرادة، لكن شعب مصر بعزيمته وقوة إرادته أقوى من كل المؤامرات.

 

يوضح الرئيس، "مش خايف لسببين: الأول؛ لأن ربنا موجود يحمينا كلنا، وهناك دول ما زالت متضررة مما حدث في 2013، والله وحده هو من حفظ مصر، كنت أرى بفضل الله الخطر والترتيبات، وعملنا وضحينا، وإرادة الله وفضله حفظا مصر".

 

يضيف الرئيس: السبب الثاني: "إننا ندير الأمور بأمانة وضمير وشرف، في وقت عز فيه الشرف، أوعوا حد يخاف من بكرة، بكرة بإذن الله أفضل من اليوم".

 

  "الإنجازات التي تُصنع بعزائم المصريين جميعاً، إنما هي دلالة واضحة وإشارة أكيدة على حيوية أمتنا وامتلاكها القدرة"، رسالة أخرى للرئيس السيسي.

 

يقول الرئيس عن أعداء الوطن: "هم في حرب معنا على طول، يستخدمون الكذب والغش والشائعات والتزييف، ونحن كمصريين أتصور أننا الآن بات لدينا حصانة ضد ما يُثار من أكاذيب على وسائل السوشيال ميديا، فخلال عشر سنوات، وقفت كل أسرة مصرية إلى جواري، وطول ما إحنا مع بعض لن يستطيع أحد فعل شيء ضد مصر".

 

مصر مثلها مثل الدول التي تأثرت سلبًا بالآثار الاقتصادية  للحرب الروسية الأوكرانية، التي تُمثل صراعاً اقتصادياً بين الشرق والغرب، والتي تسببت في ارتفاعات قياسية في أسعار الطاقة والغذاء عالمياً، وأثرت بشكل ملحوظ على سلاسل الإمداد العالمية.

 

إلا أن الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الدولة منذ العام 2016، وحجم الإنجاز المُحقق في تعظيم أصول الدولة وتطوير البنية التحتية قد أسهما بشكل ملحوظ في احتواء آثار هذه الأزمة العالمية على مصر بشكل كبير، كما أسهمت إجراءات الحماية الاجتماعية المُتخذة في توفير غطاء آمن للفئات الأكثر تضرراً.

 

والأهم هنا هو تأكيد الرئيس، أنه بفضل من الله وبتخطيط قائم على أسس علمية، واجهنا هذه الأزمة  - ولا نزال – بخُطى واثقة وبأهداف محددة، وطوّرت الدولة من خطتها الاقتصادية لتشمل اهتماماً بتوطين الصناعة وتقليل الفجوة الاستيرادية، والتوسع في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، بجانب التحول لجذب الاستثمارات الأجنبية..   والرسالة الأقوى، "إننا تجاوزنا معاً على مدار عقد كامل أزمات وتحديات.. وقد تجاوزنا كل تحدٍ سوياً بعزائم لا تلين وإرادة على النجاح.. ولم تعق إرادتنا تحديات أو تنل منها حملات تشكيك أو يخمدها إرهاب".

 

ويؤكد الرئيس: "أن في كل أزمة منحة.. وبعد كل أزمة مُكتسبات".. وهذه رسالة بليغة، فقد هزم المصريون كل محاولات تأليب الرأي العام، ومحاولات كسر جدار الثقة بين الشعب وقيادته، تلك المحاولات التي تزداد وتيرتها مع كل محنة، فإذا بإرادة المصريين تحوّلها إلى منحة.  

 

إرادة ووعي المصريين، رغم معاناتهم اليومية، نصب عين الرئيس الذي قال: "المواطن المصري هو نصب عيني، وجودة حياته هي الهدف المُحدد الذي لا نحيد عنه".

 

ويضيف الرئيس: "وبقدر شعوري بحجم الضغوط التي يواجهها المواطن في الوقت الحالي، بقدر ثقتي في قدراته وتجرده في تجاوز التحديات.. أتابع عن كثب شواغل الرأي العام المصري، وأستمع لكل الأصوات من هنا وهناك".

 

واستجابة لهذه الأصوات، وجّه الرئيس الحكومة بالتنفيذ الفوري لحزمة إصلاحات لمستوى دخول المواطنين.

هذه القرارات التي تعزز قدرة المواطن على مواجهة أعباء الحياة، دليل إدراك القيادة السياسية للتحديات المعيشية، وفي الوقت ذاته دليل تجاوز العثرة الاقتصادية، فقد دبرت الحكومة بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي من ميزانيتها ما يحقق زيادة في مستوى دخول المواطنين، موظفين أو من تشملهم حزم الحماية الاجتماعية تكافل وكرامة.  

فقد وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكومة بالتعجيل بإعداد حزمة لتحسين دخول العاملين بالجهاز الإداري للدولة وأصحاب الكادرات الخاصة، اعتباراً من أول إبريل 2023، بحيث يزداد بموجبها دخل الموظف بحد أدنى ١٠٠٠ جنيه شهرياً.  

وزيادة الحد الأدنى للأجور للعاملين بالدولة، وذلك على النحو التالي:

- بالنسبة للدرجة السادسة، وما يعادلها لتكون بقيمة 3500 جنيه شهرياً.

- بالنسبة للدرجة الثالثة النوعية، وما يعادلها، لتكون بقيمة 5000 جنيه شهرياً.

- بالنسبة لحاملي درجة الماجستير من العاملين بالدولة، لتكون بقيمة 6000 جنيه شهرياً.

- بالنسبة لحاملي درجة الدكتوراه من العاملين بالدولة، لتكون بقيمة 7000 جنيه شهرياً.  

ولم يغفل الرئيس أصحاب المعاشات والمستحقين عنهم، فوجّه الرئيس بزيادة المعاشات المُنصرفة لأصحابها والمستفيدين عنهم؛ لتكون بنسبة 15% اعتباراً من أول إبريل 2023.  

ولمزيد من الحماية المجتمعية، تم التوجيه برفع حد الإعفاء الضريبي على الدخل السنوي من 24 ألف جنيه، ليكون بقيمة 30 ألف جنيه سنوياً، اعتباراً من أول إبريل 2023، وهذا يعفي أصحاب الدخول المحدودة من ضريبة الدخل.

 

وهنا يأتي دور الفئات المستفيدة من برامج الحماية المُجتمعية، بزيادة الفئات المالية الممنوحة للمستفيدين من برامج تكافل وكرامة بنسبة ٢٥٪؜ شهرياً، اعتباراً من أول إبريل ٢٠٢٣.  

وبهذه الإجراءات يؤكد الرئيس على أهم رسالة، وهي أن  عزيمة المصريين في مواجهة التحديات، ووعيهم الذي هزم المؤامرات، حوّل المحن إلى منح، وحفاظهم على استقرار وطنهم وسلامته، يحوّل المحن لمنح ومكتسبات.

 

وها هو الشعب يجني مكتسبات الوعي، فرغم التحديات سيتجاوز الوطن أزماته، وستتحسن تدريجيًا دخول المواطنين، وتقوى القدرة الشاملة لمصر، وفي القلب منها التنمية الاقتصادية.

 

وتبقى الرسالة الأشمل: "إن مصر الوطن الأعظم الذي ننتمي إليه وينتمي إلينا، هو منتهى الأمل، وغاية الحلم، وأبناؤه الذين واجهوا التحديات، منذ أن كُتب التاريخ على أرضه، هم وحدهم القادرون على صون مُقدراته وصناعة حلمه، وتجرُد أبنائه اليوم في حبه، سيُكتب بحروف الفخر، ليقرأه الأبناء والأحفاد في الغد، ومن أجله سنعمل ونعمل، مرددين بقوة وعزيمة.. تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر".

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز