عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نقاد بندوة الكتاب الذهبي: كتاب عزة بدر يكشف دور نجيب محفوظ في فن القصة القصيرة

ندوة الكتاب الذهبي بروز اليوسف
ندوة الكتاب الذهبي بروز اليوسف



- شوقي عبدالحميد: الكتاب مهم.. لأن مؤرخي القصة القصيرة لم يذكروا نجيب محفوظ ككاتب للقصة القصيرة

- أحمد فضل شبلول: كتاب د.عزة بدر يرفع الظلم عن نجيب محفوظ كالقاص.. ويكشف حيرته فى قصصه المجهولة

 

عقدت بقاعة إحسان عبد القدوس بمؤسسة روزاليوسف الصحفية، ندوة نقدية لمناقشة كتاب "قصص نجيب محفوظ المجهولة– سحر المنابع الأولى" للمؤلفة الدكتورة عزة بدر، الكاتبة الصحفية بمؤسسة روزاليوسف، الصادر عن "الكتاب الذهبي" برئاسة تحرير الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، ورئيس تحرير بوابة روزاليوسف، والتي ناقشها كل من الكاتب والناقد أحمد فضل شبلول، والشاعر والناقد الأدبي شوقي عبدالحميد، وأدار الندوة الكاتب الصحفي زين ابراهيم، سكرتير تحرير "الكتاب الذهبي"، بحضور عدد من الكتاب والنقاد وصحفيين من مؤسسة روزاليوسف وقراء الكتاب الذهبي.

 

 

 

 

- نجيب محفوظ صاحب رؤية فكرية مهمة

 

وفي البداية تحدثت الكاتبة الدكتورة عزة بدر عن فكرة الكتاب وأن علاقتها بنجيب محفوظ وثيقة منذ قابلته أكثر من مرة، موضحة أن فكرة الكتاب جاءتها عندما وجدت أن هناك قصصًا مجهولة للاديب الكبير نجيب محفوظ لم يتم توثيقها بشكل علمي، مشيرة إلى أن هذه القصص نشرت في مجلات أدبية شهيرة في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي، وقد قامت برصدها وتوثيقها وتحليلها، واكتشفت أن الأديب نجيب محفوظ كان صاحب رؤية مهمة وفكرية، موضحة أن له فنا في القصة القصيرة، كما أن معظم أفكار هذه القصص استلمها في أعماله الروائية التالية، خاصة فيما يتعلق بقصص الحب.

 

- تصنيف الكتاب

 

وفي البداية أكد الناقد الأدبي الكاتب أحمد فضل شبلول، أن هناك عددا من الأدباء والنقاد ذهب إلى أن روايات نجيب محفوظ أهم كثيرا من قصصه القصيرة، وصنفوا الكاتب يوسف إدريس على أنه كاتب القصة المجيد، ونجيب محفوظ كاتب الرواية المجيد، وقد أدرك نجيب محفوظ هذا الأمر وقال إن يوسف إدريس سيظل، عند الناس، كاتب قصة قصيرة، مهما كتب من روايات، ثم عقب قائلا: والمضحك والغريب أن قصصي القصيرة منتشرة بين القراء أكثر من انتشار كتاب القصة القصيرة الفعليين، كل مجموعة طبعت خمس مرات على الأقل، وكل طبعة بالآلاف، على أي حال إذا كان النقد قد ظلمني في هذا المجال، فقد عوضني القراء، ومن وجهة نظر محفوظ أن الظلم لا يقع على الأديب بقدر ما يقع على الأدب ذاته.

 

وأشار "شبلول" إلى أن الكاتبة والشاعرة والناقدة الدكتورة عزة بدر حاولت في كتابها الجديد "قصص نجيب محفوظ المجهولة– سحر المنابع الأولى" الصادر عن سلسلة "الكتاب الذهبي" بمؤسسة روزاليوسف العريقة- أن ترفع هذا الظلم عن نجيب محفوظ القاص، فلا تزال القصص المجهولة لنجيب محفوظ تثير خيال الباحثين؛ ففيها باكورة أفكاره، وجذور فنه؛ بل وتصوراته عن فن القصة القصيرة التي عشقها وأطلق عليها "شعر الدنيا الحديثة"، وحتى لو كان قد اتخذ من أفكار رواياته مادة خصبة لكتابة قصصه وليس العكس؛ فإن فيها جوهر فنه الذي استوى على مهل ليكون هذا العالم الثري الفاتن في القصة القصيرة والرواية.

 

وأكد الناقد فضل شبلول: أن عزة بدر توضح في مقدمة كتابها أن نجيب محفوظ أصدر أكثر من خمس عشرة مجموعة قصصية، منها: ”دنيا الله“ 1963، وبيت سيئ السمعة 1965، و"خمارة القط الأسود" 1969، و"تحت المظلة" 1969، و"حكاية بلا بداية ولا نهاية 1971، و"شهر العسل"1971، و"الجريمة" 1973، والحب فوق هضبة الهرم" 1979، و"الشيطان يعظ" 1979، و"الفجر الكاذب" 1988، و"القرار الأخير" 1996، و"صدى النسيان" 1999 وغيرها.

 

 

 

سحر البداية

 

وتسأل: إذن ماذا أضافت د.عزة بدر إلى هذه القصص المنشورة في مجموعات قصصية مطبوعة في كتب ومثبتة التواريخ؟، وأجاب: يبدو من الوهلة الأولى أن هناك قصصا لمحفوظ نشرها في بدايات حياته في بعض الصحف والمجلات التي كانت تصدر في أيام شبابه، ولم يشأ أن يجمعها مع المجموعات القصصية التي ظهرت لاحقا، ومثل هذه القصص الأولى تؤكد د. عزة بدر أنها تمثل سحر البداية، ولا تزال تخايل الباحثين سواء في البحث الشاق عن هذه البدايات التي لا تزال مطمورة في أعماق الصحف والمجلات الأدبية القديمة، أو التي نشر بعضها في كتاب محمود على الصادر 2016 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان "قصص نجيب محفوظ التي لم تُنشر"، ومحاولة قراءة قصص هذا العالم البكر لنجيب محفوظ في العديد من الكتابات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر رؤية لطيفة الزيات لعالم نجيب محفوظ في كتابها "نجيب محفوظ الصورة والمثال"، الصادر عن هيئة للكتاب 2012 وإبراهيم فتحي في كتابه "نجيب محفوظ بين القصة القصيرة والرواية الملحمية" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة 2010 وغيرها من الكتابات المرجعية التي رجعت لها د.عزة بدر.

 

وأوضح أن الدكتور عزة بدر في كتابها "الحياة في مقام الحيرة"ـ الصادر عن دار المعارف عام 2019، قدمت رؤية لبعض قصص نجيب محفوظ المجهولة التي كشف عنها الباحثون من خلال ما كتبه د. سيد حامد النساج في كتابه الرائد "الرؤية والأداة - نجيب محفوظ" أو "نجيب محفوظ - الرؤية والأداة"، والذي أرخ فيه لأمكنة وتواريخ نشر هذه القصص، وكتاب "نجيب محفوظ- ببليوجرافيا تجريبية وسيرة حياة ومحل تقدي" لحمدي السكوت، وما جمعه محمود على في كتابه "قصص نجيب محفوظ التي لم تُنشر" الصادر 2007، وأشير هنا إلى "ببليوجرافيا نجيب محفوظ" التي أعدها الناقد شوقي بدر يوسف وصدرت– في جزئين- عن المجلس الأعلى للثقافة عام 2011.

 

وقال "شبلول": أرى أن كتابي عزة بدر "الحياة في مقام الحيرة، وسحر المنابع الأولى" يكملان بعضهما البعض، وحبذا لو جمعتهما في كتاب واحد، لأنني أعتقد أنهما ينتميان لرؤية واحدة ويستخدمان منهجا واحدا إنها تستكمل في الكتاب الثاني رحلة الكشف عن القصص المجهولة ليمكن وضعها في مرحلتها التاريخية وفي ظروف تكونها ونشأتها وهو ما بدأته في كتابها الأول "الحياة في مقام الحيرة".

 

وقال: أنا أعتقد أن نجيب محفوظ ظل يعيش في مقام الحيرة حتى لحظة رحيله عام 2006، وقد تجسدت لحظات الحيرة في دار الحيرة بروايته "رحلة ابن فطومة" التي قسمها إلى سبع رحلات هي: "الوطن، ودار المشرق، ودار الحيرة، ودار الحلية، ودار الأمان، ودار الغروب، والبداية".

 

وفي رؤيته النقدية أكد الكاتب والناقد الأدبي شوقي عبد الحميد، رؤيته حول كتاب "القصص المجهولة عند نجيب محفوظ"، مشددًا على أن الكاتب يوسف إدريس قاص ولو كتب الرواية.. والكاتب نجيب محفوظ روائي ولو كتب القصة القصيرة.

 

- مشاعر إنسانية

 

 

وقال شوقي عبد الحميد، أنه لاشك أن محفوظ كان محظوظًا أن وجد في أعقاب فترة التفتح القومي على الغرب في بدايات القرن العشرين، والتي شهدت أزهى فترات البعثات الخارجية "إنجلترا وفرنسا تحديدا" ونهضة الترجمة، التي أتاحت التعرف على فنون القص، والتي بدأ ظهورها مع العقد الثانى من القرن العشرين- الذي ولد فيه محفوظ- ففى هذه الفترة، تم التعرف على الواقعية في الإبداع، كما تم التعرف على إنجاز جي دي موباسان الذي أدرك أن الحياة "لحظات" تمر على الإنسان قد لا يدركها، فكانت القصة القصيرة هي تسجيل هذه اللحظات، لكشف ما بها من خبايا مؤثرة في مسيرة حياة الإنسان، فلا تصبح القصة القصيرة، قصيرة فقط من حيث المساحة الكتابية، كما تم التعرف على تشيكوف والذي أعتمد على أن الحياة لقطات سريعة مركزة، تحمل مشاعر إنسانية فياضة، وحس متدفق بالإنسان، وهو ما برز بشكل واضح في قصص نجيب محفوظ، ومثلت أحد روافد الكتابة عنده.

 

 

 

 

- إشباع القارئ

 

 

وأوضح "عبد الحميد" أنه لم تكن الرواية قد استقرت بعد، فكان على القصة القصيرة أن تمنح قارئها الإشباع الذي تولته الرواية فيما بعد، قائلا: إن أهمية هذا الكتاب تكمن في النشر في المجموعة يختلف في تاريخه عن النشر المنفرد، وبالتالي فهو يمثل صورة العمل وقت النشر في مجموعة، وليس النشر الفعلي، كما أن كثيرا من الكتاب يغفلون بعضا من الأعمال التي نشرت في الصحف قبل النشر في المجموعة. مثل يحيى حقى المولود 1905- 1992، الذي لم ينشر في كتاب إلا بداية من نشر "قنديل أم هاشم" التي كتبت ما بين 1939- 1949 ودماء وطين" التي لايعرف لها تاريخ إلا بنشرها في هيئة الكتاب سنة 1994 أي بعد وفاته بعامين. فهل يعني هذا أنه لم ينشر قبلهما؟ في حين أنه نشر في الفجر والسياسة والمجلة الجديدة، وحتى نجيب محفوظ نفسه، لم يرد نشر كل قصصه في مجموعته الأولى "همس الجنون" عام 1947 في حين كتابتها عام 1938 بمعرفة جودة السحار وكذلك بهاء طاهر.

 

ولفت إلى أن هناك نقطة أخرى تؤكد أهمية هذا الكتاب، أن غالبية مؤرخي القصة القصيرة في فترة الثلاثينيات والأربعينيات، لم يذكروا نجيب محفوظ ككاتب للقصة القصيرة، مشيرا إلى رؤية الكاتبة الدكتورة عزة بدر لخصائص القصة عند محفوظ، تقدم الكاتبة "المفارقة" على أنها أحد سمات القص عند محفوظ في قصصه الأولى.. وبعد سنوات طوال، تُصبح هذه السمة أحد عناصر ما يسمى بالقصة القصيرة جدا، كما تجيء "المصادفة" كأحد عناصر القصة القصيرة عند محفوظ وهي تعتبر أحد ظواهر الحياة، والتي لم يجد الإنسان تفسيرا لها، سوى الغيبيات، التي تسيطر على فكر الإنسان العربي حتى اليوم.

 

 

 

 

تجديد نجيب محفوظ في القصة

 

 

وأضاف: إلى تأثر محفوظ بالاتجاه الواقعي، تخليا عن الاتجاه الرومانسي. كما تخلص من الحشو والتقعر اللفظي. فإذا قرأنا قصة "الشر المعبود"، التي نشرتها د. عزة في نهاية كتابها: "وقرأ فصولًا من مخطوطه على صديقه فأصغى إليه في شغف وإعجاب وصارحه مخلصًا بأن ما يسمع من أمتع ما يقرأ من الأدب الحي، وأنه لا يقدر من يطالعها أن يمنع قلبه من الوجيب وعواطفه من اليقظة والهيام ونفسه من التوثب والحماس".

 

 

واستشهد "عبد الحميد" في قصة "حزن وسرور" نستطيع تلمس الرضا بالقضاء، وفي قصة "العرافة تتناول سيطرة المعتقد الغيبي على أفكار البسطاء من الناس. هو الأمر الذي نعيشه حتى اليوم "الحالم بسوق العيش". المتعة القرائية.. الوصف وأحلام اليقظة، وبساطة الأحلام. فضلا عن تصوير طائفة من المجتمع.

 

يقول عبد المحسن طه بدر: التشابه بين قصة "ذكرى" ورواية "الثلاثية" وشاعرية تعبير "الكاتبة" عن حالة الحب ودفء الصوت، وكذلك تشابه القصة مع قصة "فترة من الشباب". وفي الحالتين نلمح الفارق الطبقي بين الحبيب والمحبوب عن قصة "ذكرى".

 

ويؤكد عبد المحسن طه بدر في كتابه “الرؤية والأداء– نجيب محفوظ” نزوع كاتبنا إلى التجريب، الذي يكشف عن نفسه في ظواهر ثلاث؛ الظاهرة الأولى هي أنها: تكاد تمثل في غالبيتها روايات طويلة اختزلها لتأخذ شكل القصة القصيرة، أمّا الظاهرة الثانية فتتمثل في أن هذه القصص تعتمد في بنائها على المفارقة، وأمّا الظاهرة الثالثة فتتمثل في سيطرة المؤلف سيطرة كاملة على هذه القصص فيما يعرف بالسارد العليم.

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز