ناهد إمام
همس الكلمات ..
الزلازل.. وصحوة الضمائر!
مع تزايد الزلازل المدمرة تلك الفترة في مختلف دول العالم، ومنها تركيا وسوريا وغيرها، والقصص المؤثرة نتاج تلك الزلازل؛ أصبح يحتم علينا أخذ العظات من جراء ذلك، وأن يراعي الفرد ربه، خاصة فيما يتعلق بمصالح الآخرين وفي مقدمتهم جشع التجار.
فلا جدال أن زلزالي تركيا وسوريا، وما نتج من ضحايا أعداد ضخمة.. قد فجرت الكثير من القصص التي لا يجب أن تمر علينا مرور الكرام.
فإذا كانت هناك قصص بطولة وشجاعة كبيرة لفرق الإنقاذ.. فهذا يعد أمرًا طبيعيًا، ولكن اللافت، المواقف البطولية للحيوانات، ودورها الكبير في إنقاذ حياة عدد كبير من الأشخاص من تحت الأنقاض.. خاصة الكلاب، التي نجحت العديد من المشاهد أن تكشف عن دورها والنباح الذي ساهم في العثور على أشخاص تحت الأنقاض نتيجة ذلك.
وهنا نقف كثيرًا ونتساءل: إذا كان الحيوان شعر بخطورة ما يتعرض له الضحايا والمصابون تحت الأنقاض، فأين التجار في الوقت الراهن من تلك المشاعر الإنسانية ودورهم في السيطرة على الارتفاعات المتتالية في الأسعار بصورة غير مقبولة؟
فكيف نفسر جشع التجار حاليًا في مختلف السلع الغذائية الأساسية، فإذا كان مسؤول قطاع التجارة الداخلية في وزارة التموين، عبدالمنعم خليل، يؤكد أن تجار الدواجن لو طبقوا التكلفة الحقيقة لأسعار الأعلاف في الأسواق لانخفضت أسعار الدواجن، ولكن يوجد جشع من البعض في استغلال أزمة الأعلاف.. فهذا يعني أننا لا نظلم التاجر وجشعه.
وأيضًا إذا ناشد بشدة، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، عبدالعزيز السيد، بضرورة تحجيم الارتفاعات غير المبررة والمنفلتة في أسعار مستلزمات الإنتاج والكتاكيت، وأن السعر الحالي بالأسواق مبالغ فيه.
ويأتي محتكرو الأرز المصري، عندما يؤكد رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات رجب شحاتة، أن مصر لا تعاني من نقص في الأرز بل لديها فائض منه، ما نفهم معه أن محتكري الأرز وراء ارتفاع أسعاره واختفائه من السوق.
ولا بد أن نتوقف كثيرًا ونتساءل: كيف تكون المبادرة التي أطلقها رجل الأعمال الأردني، في منطقة شبرا وأثارت جدلًا كبيرًا على مواقع السوشيال ميديا، وتضمنت عرض زجاجة الزيت بـ10 جنيهات.. الـ300 مللي، وبسؤاله، كشف عن شرائه كميات كبيرة من الزيت من إحدى الشركات الخاصة، ليس بهدف الاحتكار بل لطرحها في المبادرة من خلال منافذ بيع في القاهرة وشبرا.
ونتوقف أمام مبادرة أخرى، مبادرة شعبية في محافظة قنا، وعرض كيلو اللحمة فقط بـ150 جنيهًا لمواجهة جشع الجزارين.
أولستم تتفقون معي أنه إذا كانت هناك مبادرات تؤكد قدرة التاجر على البيع بأسعار منخفضة، وسيحقق الربح المقبول دون مغالاة أو احتكار، فلماذا لا تكون هناك صحوة الضمير لدى جميع التجار، خاصة مع اقتراب شهر الرحمة، شهر رمضان الكريم وزيادة معدلات الاستهلاك.. وما أحوجنا من مراعاة الله واستيقاظ الضمائر الغافلة!
















