جوانب من أساطير شعب البمبارا الوثنيين

يُعد شعب "البمبارا" People of Bambara من بين الشعوب القديمة التي سكنت مناطق الغرب الإفريقي منذ القدم، ويعيش البمبارا في أراضي دولة مالي حاليًا. ويُكتب اسم هذا الشعب: "البمبارا"، وكذلك "البمبارة" (أي يُكتب الاسم بتاء مربوطة دون بدلًا من الألف)،  ويكتب اسمهم أيضًا: البمبارة، أو البامبارا، كما قد يقال لهم أيضًا تسمية: شعب البامانا Bamana، أو بامانا، وهي تسميتهم القديمة قبل قدوم الإسلام إلى بلاد غرب إفريقيا. ومن المعروف أن البمبارا هم فرع من فروع شعب الماندي (أي الشعوب التي تتحدث بلغة الماندي)، أو شعب الماندنغو.

ولدى هذا الشعب تراثٌ عريض من التصورات والأفكار الميثولوجية لا سيما فيما يخص أمور الخلق، ونشأة البشر على هذه الأرض، حيث يزعم شعب البمبار أن "الصيادين" كانوا من أوائل المخلوقات التي أوجدها الإله الخالق على هذه الأرض، وهو ما يشير لمكانة الصيادين في أوساط مجتمع شعب البمبارا. 

ويعتقد هذا الشعب بوجود إله يُدعى "بمبا"، وهو يُعتبر رمز الأرض وتربتها، ولعله من اسم هذه الإله اشتق اسم "البمبارا" في رأي المؤلف. والبمبارا يعتبرون من الشعوب ذات التاريخ الوثني القديم، حيث اشتهروا بعبادة الأوثان، وكذلك عبادة الأرواح The Annimism، وكذا عبادة الإسلاف والأجداد، ولهذا يمتلك هذا الشعب العديد من التراث الفكري المرتبط بالعقائد الوثنية. 

وبرز دور شعب "البمبارا" بعد حوالي سنة 1600م، وذلك عندما أسس هذا الشعب مملكتين كانتا قد اشتهرتا باسم: سيجو وكارتا. 

ويمكن القول بأن البمبارا هم شعب يستوطن مناطق غربي إفريقيا، وأغلبيتهم يعيشون في أراضي مالي، كما تتواجد جماعات منهم في غينيا، والسنغال، وكذلك في أراضي بوركينا فاسو والنيجر. وهم أغلبية العرق الماندي وبخاصة في دولة مالي، و80 بالمئة منهم يتحدثون لغة البمبارا. ويتحدث شعب الماندي لغة محلية اسمها: البامانا، وهم من فروع اللغات التي يطلق عليها لغات النيجر– الكونغو. 

ولأن شعب البمبارا كانوا قديمًا من الوثنيين، ومن ثم كانوا من أكثر الشعوب والقبائل في غرب إفريقيا التي عارضت انتشار الإسلام، وذيوعه في هذه البلاد. وتميل أكثر موروثات شعب البمبارا بدورها ناحية التصور الميثولوجي أكثر منها ما يمكن أن تكون تصورًا حقيقيًا لدى هذا الشعب الإفريقي القديم.

ولهذا كانت لدى البمبارا العديد من العادات والتقاليد الموروثات الوثنية القديمة الذين أخذوها عن الأسلاف القدامى. وبحسب بعض الروايات عن أصل بعض العادات الاجتماعية القديمة، ولعل من أبرزها عادات الختان، لدى شعب "البمبارا". 

وتذكر بعض المرويات الميثولوجية لشعب البمبارا أن الرجال في بدايات الخلق كانوا يعيشون عُراة الهيئة، وكانوا يتسمون بأنهم أقوامٌ من الكسالى، وكانوا لا يقومون بعمل، وكانوا لا يتكلمون إلا عن طريق وسيلة غريبة، وهي "الهمهمات". 

وفي ذات الصدد، تشير رواياتهم إلى أن خلق الكون ينسب لأحد الأرواح، تدعى عندهم: (يو) YO، وهي تعد في تراثهم بمثابة "الروح الخالقة الأولى"، ويقال إنها هي التي خلقت السماء والأرض، وكل الكائنات الحية، وحتى الكائنات غير الحية.