عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الكتاب المقروء.. ومبادرة "برايل" بالأزهر! 

همس الكلمات ..

الكتاب المقروء.. ومبادرة "برايل" بالأزهر! 

لا يزال الكتاب الورقي المطبوع، يحتل أولوية مهمة على أجندة الثقافة المصرية، ولم يندثر، في ظل التكنولوجيا المقروءة والتحول الرقمي الذي يسود العالم أجمع.



وهذا ما كشف عنه معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ54، على مدى أسبوعين، من خلال تحقيق جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب أعلى عدد مبيعات في تاريخ المعرض، والإقبال على زيارة الجناح، ليصل حجم المبيعات إلى نحو 100 ألف نسخة كتاب مبيعات فقط من هيئة الكتاب بخلاف الأجنحة الأخرى.

 

وحرصت جميع الأجنحة المشاركة بالمعرض- التي تضمنت مشاركة 1047 ناشرًا من 53 دولة مختلفة- على العمل على جذب الزوار الذين تخطى عددهم 2.5 مليون زائر.

 

ولكن من أكثر الأجنحة التي شهدت إقبالًا ملحوظًا من الزوار، كان جناح الأزهر الشريف، نتيجة ما قدمه الجناح خلال مشاركته للعام السابع على التوالي من أنشطة متنوعة ومعاصرة جذبت جميع الفئات، حيث لم يكتف بعرض الإصدارات العلمية والكتب باللغة العربية واللغات الأجنبية التي تتناول أبرز القضايا الفكرية المهمة المعاصرة.. لكن حرص على عقد الندوات الثقافية في مختلف المجالات ولجميع الفئات بالجناح.

 

ففي البداية حرص جناح الأزهر على أن يقدم لزواره أكثر من ١٠٠ كتاب بأسعار لا تتجاوز العشرة جنيهات للكتاب الواحد، في القضايا الاقتصادية والتفكك الأسري وآثاره الاجتماعية، إلى جانب القضايا الفقهية.. مع منح تخفيض 30% على الكتب الحديثة.

 

كما قام لأول مرة جناح الأزهر، بتقديم ورش عمل لذوي القدرات الخاصة من المكفوفين لتدريبهم وتعليمهم على طريقة برايل، بمبادرة تحت اسم "أنا أقرأ.. أنا أرى"، وعمل هدايا تذكارية تحمل أسماءهم وأسماء من يحبون، لرسم البهجة والفرحة على وجوههم.

 

واحتفى جناح الأزهر، بالطلاب الموهوبين والمبدعين من ذوي الهمم، في إطار مبادرة "كلنا واحد" لدعم ذوي الهمم الموهوبين، التي أطلقت برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبإشراف عام من د. محمد عبدالرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، بهدف إلقاء الضوء على مبدعي الأزهر الشريف من ذوي الهمم الذين حرصوا على المشاركة من مختلف المحافظات، وأبدعوا في مجالات التلاوة والإنشاد والابتهالات الدينية والمسرح، وإلقاء الشعر ليكونوا نواة للمستقبل رغم معاناتهم.. وكان من بينهم المبدع "يوسف جمعة"، الطالب بالصف الأول الإعدادي من الدقهلية، فرغم معاناته من مرض العظم الزجاجي أبدع في الطرب بصوت مميز.

 

كما ألقى جناح الأزهر، الاهتمام الكبير بالطفل وتعريفه بأهم القضايا المعاصرة ومنها نهر النيل، من خلال كتاب "رحلات قمر في إفريقيا"، للكاتب "إبراهيم حفني"، الذي يضمُّ ١٠ قصص مُمتعة، تتضمن رحلة الطفلة "قمر"، إلى دول حوض النيل، "مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وتنزانيا ورواندا وكينيا إريتريا وأوغندا وإثيوبيا والسودان"، وتوفير معلومات عن نهر النيل والقارة السمراء وعاداتها. 

 

وبطبيعة الحال، لم ينس الجناح الاهتمام بركن الخط العربي من خلال جذب الزوار لكتابة أسمائهم بالخطوط العربية المختلفة، مثل الخط الديواني والفارسي والثلث والنسخ والرقعة، والتعرف على فنون الخط العربي.

 

كما استمر ركن الفتوى، على مدى أسبوعي المعرض، في استقبال العلماء ووعاظ وواعظات الأزهر، للزوار من مختلف الشرائح العمرية للإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم الدينية في أمورهم وحياتهم. إلى جانب تقديم دليل المشورة والفحص لراغبي الزواج، والمشكلات التي يجب على المقبلين على الزواج مراعاتها من الجوانب كافة الطبية والاجتماعية والنفسية ووسائل مواجهتها والوقاية منها قبل وقوعها ومعالجتها من منظور إنساني، حتى لا تكون سببًا لفشل الزواج وهدم الأسرة.

 

كما أنه للمرة الأولى، تعرض بانوراما الأزهر بالمعرض عرضًا خاصًا عن الشيخ الشعراوي، وهو ما لاقى إعجاب زوار جناح الأزهر، حيث طلبوا إعادة العرض لأكثر من مرة، تكريمًا لمسيرته العطرة وجهوده العلمية الكبيرة في خدمة القرآن الكريم والفكر الإسلامي.

 

 

وتعرض جناح الأزهر، إلى قضية مهمة، وهي مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، التي قد يكون صداها أقوى من الهجمات العسكرية، حيث إن الأخبار المفبركة قد تهدم اقتصاديات دول.

 

وأخيرًا كان هناك تجمع ملحوظ لزوار المعرض خلال عرض فيلم الأزهر الشريف الذي أنتجه عن "انتصارات حرب أكتوبر المجيدة"، التي أكدت حكمة قادتها وعزيمة الجندي المصري وشجاعته، ودور الأزهر وقيادته وعلمائه الأجلاء بالوقوف جنبًا إلى جنبٍ مع جنودنا البواسل، دعمًا لهم، والتأكيد أن الشهادة في سبيل الله دفاعًا عن الدين والوطن والعرض؛ من أعظم الأعمال وأرفعها درجة عند الله.

 

أولستم تتقون معي، أن هناك حاجة إلى تركيز الأجنحة المشاركة بأي معرض ثقافي، على تناول القضايا المعاصرة للمواطن والتعريف بجوانبها كافة، والمساهمة في طرح الحلول للتساؤلات الخاصة بها، وليس مجرد الحديث عن قضايا إنشائية لا يستفاد منها كعبر وعظات للأجيال الحالية والقادمة؟!

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز