عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

دينا توفيق
دينا توفيق

أخذت "حواء" تتأمل غروب الشمس الذي يثير فيها مشاعر مختلفة... فهى تنظر الى الشمس التي تغيب على استحياء وخجل مودعة مكانها الأبدى فى السماء الواسعة لتعلن عن غيابها المؤقت الذي يكتسي بحمرة الخجل، وكأنها تبكى من حرقة الوداع..



إن غياب الشمس فى نظر "حواء" ليس مجرد ظاهرة طبيعية تراها كل يوم بل هو درس يكشف لها أن لكل شىء نهاية... وأن كل بداية مقرونة بنهاية... كما تشعر "حواء" أيضا بالحب والحنين، كلما شاهدت غروب الشمس... ففى تلك اللحظة تتجلى المشاعر الجميلة الممزوجة بالهدوء والحب والرومانسية...  وبالرغم من تقلبات الأيام وقسوة الحياة، الا أن "حواء" مازالت تحتفظ بتلك المشاعر الرقيقة التي لم يشوهها الزمن…

 

كانت "حواء" تكره دائما لحظات الوداع، لكنها أدركت أنه عندما ينغلق فى وجهنا باب، ينفتح آخر... فالنهايات تكن أحيانا بدايات لأشياء أجمل بكثير... ولا شك أن البدايات والنهايات هى من صنع أيدينا، فنحن من نجمل البدايات ونلبسها أجمل الحلل لتبدو لنا الأشياء الجميلة التي كانت فقط مغطاة بالأقنعة الكاذبة وصدقتها أعيننا....ثم نندفع بالإفراط فى العطاء....يا "حواء" انتى الوحيدة القادرة على  اختيار الطريق الذي سيعوض قلبك عن آلامه..

 

وتأكدى أن كل نهاية ليست بالضرورة خسارة.. فقذ تخسرين شخصا ما وتكسبين نفسك…

 

فلتستمرى يا عزيزتى فى تأمل مشهد الغروب وتمسكى بلين قلبك وصفاء روحك لأنها من النعم التي يحرم منها الكثير من البشر... 

قد تواجهين يا "حواء" شيئا من الخيبات التي تجرح صفاء ذهنك وبعض الكلمات التي تعبث ببهجة أيامك، والحل يا عزيزتى فى التجاوز من أجل الحفاظ على راحة قلبك وسلامك الداخلى... اطمئنى يا "حواء" ستجدين ذلك الشخص الذي يشبه روحك كثيرا، يقرأك دون حروف ويفهمك دون كلام.... يا "حواء" لن يمكنك محو الماضى لكن يمكنك التصالح معه وتجاوزه... فلتهونى على نفسك وتفتخرى بصمودك ولا تسمحى لأى مخلوق فى الكون بإطفائك... ان حياتنا يا عزيزتى أكبر من أن يدمرها أشخاصا زائفون وأصغر من أن تسعهم... فلتفكرى فى أولئك الرائعين فى حياتك…

 

اصمدى لأجلك ولأجلهم... انهضى يا "حواء" ولملمى بقايا جروحك وصدى آهاتك واجمعى ما تبقى من ألمك وارحلى بعيدا عن مدينتهم... ارحلى برأس مرفوعة وثقة عمياء بأنك المنتصرة.. وامضى قدما، فما تبقى من الطريق جميل كهذا الجمال الساكن بداخلك…

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز