عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"ختان الإناث" جرَّمه القانون وحرَّمه الدين

"ختان الإناث" جرَّمه القانون وحرَّمه الدين

أيام قليلة ويهل علينا اليوم العالمي للتوعية بمخاطر "ختان الإناث" تحت رعاية منظمة اليونيسف، وذلك يوم ٦ فبراير من كل عام لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للبنات.



"الختان" هو عبارة عن استئصال جزء من أحد أعضاء الجهاز التناسلي للأنثى، وحرمانها منه دون مبرر طبي. 

 

وصف القانون عملية "ختان الإناث" بالجناية لما تسفر عنه من جرح عمدي، ونص قانون العقوبات على معاقبة كل من يقوم بإجراء هذه العملية بالسجن من ٥ إلى ٧ سنوات، وقد تصل العقوبة إلى ١٥ عامًا في حالة حدوث عاهة مستديمة أو وفاة، كما يعاقب القانون كل من تواطأ أو شارك في هذه الجريمة من الأهل بالسجن من عام إلى ثلاثة أعوام. سواء كان يدرك هذا الأمر أم لا، لأن الجهل بالقانون لا يعفي من المسؤولية.

 

وجاء حكم الدين مؤكدا عدم وجود أي أمر أو إشارة لعملية "ختان البنات" في القرآن الكريم أو الشرائع السماوية الأخرى، وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى توضح فيها أن الختان حرام ويمثل اعتداء على المرأة، وهو عادة ضارة انتشرت بين عدد من المجتمعات وثبت خطرها على صحة من تجرى لها هذه العملية.

 

أما رأي الطب فهو حاسم وقوي وواضح، ويؤكد أنه لا يوجد في مناهج كليات الطب جراحة أو عملية تحت مسمى "ختان الإناث"، وقد أصدر وزير الصحة القرار رقم ٢٧١ لعام ٢٠٠٧ وينص على معاقبة الأطباء المخالفين الذين يمارسون مثل هذه العمليات، وتعرضهم للمساءلة المهنية والقانونية.

 

ونظرًا لأهمية تلك القضية تضافرت جهود عدة جهات معنية وقاموا بتشكيل لجنة وطنية للقضاء على ختان الإناث في مايو لعام ١٩٩٥، برئاسة مشتركة بين المجلس القومي للمرأة وبين المجلس القومي للأمومة والطفولة، بالإضافة إلى جهود منظمات ومؤسسات دولية منها منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

 

الجدير بالإشارة أن هناك دلائل على أن ختان الإناث عادة قديمة سبقت جميع الأديان السماوية، ربما انتقلت وانتشرت في مصر قرب نهاية حكم الفراعنة، رغم أن هذه العملية تعتبر نوعًا من أنواع العنف ضد الأنثى وانتهاكًا لجسدها، إلا أنه ما زال البعض يعتبر عملية الختان عادة اجتماعية وموروثًا ثقافيًا لا بد من إجرائه، بهدف الحفاظ على شرف الفتاة، وللأسف تتم بموافقة وترحيب أحد الوالدين أو كليهما. 

 

الآن بعد أن تم سرد الحقائق كافة بالأسانيد العلمية والقانونية حول عملية ختان الإناث، أعتقد أن الأمور كافة أوضحت الحقيقة. لهذا أؤكد العديد من النقاط المهمة التي لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار.

 

- "ختان الأنثى" جريمة لما ينتج عنها من جرح وعاهة مستديمة، وفي بعض الحالات تؤدي إلى الوفاة.

 

- عملية الختان يسفر عنها مضاعفات جسدية ونفسية بعيدة المدى تلازم المرأة طيلة حياتها.

 

- استئصال جزء من جسد الفتاة لا يمنع الانحراف.

 

- تربية البنت على التعاليم الدينية وتنمية عقلها بالعلم، هما الضمانان الوحيدان لضبط سلوكها وأخلاقها. 

 

- لا يوجد دليل واحد في السنة النبوية الصحيحة أو الكتب المقدسة على وجوب أو وجود ختان الإناث. 

 

- الختان من العادات وليس من الشعائر ولا الشرائع.

 

وفي النهاية أتمنى أن نواجه هذه العادة السيئة بكل قوة، وفي حالة معرفتك بمن يقوم بإجراء هذه الجريمة عليك أن تكون إيجابيًا وتقوم بالإبلاغ إما في قسم الشرطة أو النيابة العامة أو بالاتصال على خط نجدة الطفل "١٦٠٠٠". " مساعدتك وموقفك الإيجابي ربما ينقذ فتاة من التشويه أو الموت".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز