أرض الفيروز.. ودعوة المستثمر الوطني للتنمية

ستظل سيناء الغالية "أرض الفيروز" على الدوام، مجالًا خصبًا للطمع من جانب أعداء البلاد، وعرضة للمحاولات المستميتة من جانب الإرهاب، وأصبحت أكبر وسيلة للحفاظ عليها هي تحقيق التنمية الشاملة في مناحي الحياة كافة.

وهذا ما بدأته القيادة السياسية في ظل عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يوجه بصورة دائمة نحو مواصلة جهود تنفيذ المخطط العام للتنمية الشاملة في شبه جزيرة سيناء، حيث أولى اهتمامًا كبيرًا بتنميتها بالكامل وتطهيرها من دنس الإرهاب الغاشم، وبالفعل بدأت عملية التنمية الشاملة في إطار خطة وضعتها الدولة بالتوازي مع الحرب على الإرهاب.

وتشهد أرض سيناء حاليًا تنفيذ العديد من المشروعات التنموية العملاقة، منها البنية التحتية والمرافق الكاملة لمدن سيناء. بما في ذلك مشروعات استصلاح الأراضي الهادفة إلى زيادة الرقعة الزراعية في وسط وشمال سيناء، وتعظيم المساحة العمرانية والإنتاجية، وذلك في إطار استراتيجية الدولة الشاملة للزراعة واستصلاح الأراضي على مستوى الجمهورية.

وأيضًا إقامة مدينة رفح الجديدة، التي تمثل صرحًا جديدًا على أرض سيناء، على مساحة تصل إلى أكثر من 535 فدانًا على الطريق الدولي العريش- رفح، عند منطقة الوفاق، وتفصلها مسافة 45 كيلومترًا عن مدينة العريش.

كما وجه الرئيس السيسي بالتنسيق والتكامل بين مختلف أجهزة الدولة لتوفير قواعد البيانات الخاصة بجميع المشروعات التنموية في شبه جزيرة سيناء، بالنظر إلى أنها تمثل عنصرًا أساسيًا لتعظيم النتائج، وتعزز من نشاط الدولة لمراجعة مستوى الخدمات المقدمة والارتقاء بها، مع إيلاء أهمية متزايدة لموضوع الميكنة.

ولكن بالنظر إلى كل ذلك، فالحقيقة أنه لن يتم التنفيذ إلا بتوجه المستثمر الوطني، سواء في الزراعة أو الصناعة وغيرها، للعمل على تعمير سيناء في المشروعات كافة باعتبار ذلك أمنًا قوميًا للبلاد، مع الاستفادة من المزايا المقدمة من جانب الدولة للاستثمار في سيناء الغالية.

وإذا كان البعض يقول كيف يتم الاستثمار في ظل أن المنطقة غير مؤهلة، فالحقيقة عكس ذلك، حيث إن الحياة الطبيعية تسير بشكل كامل خاصة في شمال سيناء، وتم تطهير المحافظة من غالبية العناصر الإرهابية على أيدي أبطال القوات المسلحة والشرطة.. وهو ما أكده الرئيس السيسي، عندما أعلن عن تنظيم احتفالية كبيرة في العريش ورفح والشيخ زويد، قريبًا، في إطار الاحتفال بالقضاء على الإرهاب.

إلى جانب الزيارات المتتالية من المسؤولين، ومن بينها الزيارة المهمة للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه 7 وزراء، والقيام بجولة تفقدية موسعة بمحافظة شمال سيناء، في إطار متابعة المشروعات التنموية العديدة التي يتم تنفيذها على أرض الفيروز، والتوجيهات الرئاسية المحددة لتنمية سيناء، وبأن يكون هناك مسار تنموي متطور ومتكامل يشمل مدنها وقراها، ويتسق مع أهمية وخصوصية المكانة الفريدة لهذه الأرض الغالية.

أولستم تتفقون معي، في أن هناك ضرورة لحث المستثمر الوطني على التوجه نحو الاستثمار في سيناء، وعدم الاستماع إلى الأقاويل التي تردد أنها غير آمنة، فهي أرضنا التي شهدت تضحيات أولادنا على مر السنوات، للحفاظ على أرضها الطاهرة من أيدي أي معتد يحاول الاقتراب من أمنها.