عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نشوى سلامة تكتب: المستبدة  

نشوى سلامة
نشوى سلامة

توقفت أمام ذاك الرف طويلًا، كلي إعجاب بها، وراح عقلي إلى تخيل بعض المشاهد البطولية، التي ستكون فيه هذه العظيمة متربعة، وكيف لا، ولونها ساطع كالذهب ولمعانه، بل كالكهرمان وصفائه، تزن خمسة ليترات، يعني مشمر ومحمر ومقلي وحلويات، وسعرها يقفز يوميًا، كأسعار البورصة، الحقيقة هي تستاهل تتربع، وتسيطر، وتستبد فينا كمان، وإحنا كمان نستاهل.



أخذت أفكر لو أن أسرة من أربعة أفراد حظوا بتلك الزجاجة، يا ترى هيستخدموها الاستخدام العادل وإلا هيستهتروا بيها، يا ترى هتخلص منهم بعد شهر وإلا أكتر، طيب لو الأسرة أكبر قليلًا، ستة أفراد مثلًا  كيف سيكون الحال؟ وده طبعًا على أساس إن البطاطس المحمرة هي كمان تتقاسم البطولة في حياتنا.

 

 

يا ترى المفروض ننصح الناس بأنهم يقللوا من استخدام الزيوت أساسًا، أم أن يوفروا في طريقة استخدامه، يعني نقولهم اقطعوا نفس الزيت مرة واتنين وتلاتة علشان خسارة نرميه، ومش مهم نَفَسكم أنتم ولا كولسترول بقى ولا الحاجات دي، وإلا نقولهم القلي بكمية الزيت كل مرة لازم تكون جديدة ومش مهم الزيت  يخلص والمهم صحتكم هي اللي متخلصش بدري بدري. 

 

 

يا ترى مثلًا نقعد نفكر في بدايل المأكولات اللي اتعودنا عليها واصبحت ملاصقة لنا، فطار فول وبطاطس محمرة، غدا بانيه وبطاطس محمرة، عشاء خفيف بقى، يا دوب بطاطس محمرة وكاتشب، وكل ده وزجاجة الزيت إذا صمدت معانا، إحنا مش هنقدر نصمد معاها، لا صحيًا، ولا ماديًا، لأننا لو فضلنا ماشيين بالنسق ده إحنا محتاجين مستودعات زيت مش مجرد زجاجة من على الرف. 

 

 

طيب لو افترضنا- لأي سبب- صعوبة وجود الزيت، وإحنا لسه بنقول يا هادي ولم ننتج زيتًا محليًا، يا ترى هنعيش إزاي، الحقيقة معنديش حل غير الاستغناء بس ده صعب جدًا على الناس كلها، طيب حد فكر يعيش وكأن الظرف ده واقع بالفعل؟ 

 

للأسف طول ما إحنا هنفضل متفرجين والحاجات دي بتلعب بطولات، مسير العرض يخلص وينفض المولد، ونقعد نغني ظلموه، يعني لو مش إحنا اللي هناخد الخطوة ونتحرك ونحاول نعمل بطولات في التصنيع، ووفرنا لدينا هذا المنتج الاستراتيجي محليًا، هنتركن إحنا على الرف بس من دون متفرجين، ولن نتحرر وسنظل عبيدًا لتلك المستبدة. 

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز