عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

إمام الجامع الأزهر يخطف قلوب الطرق الصوفية

الآلاف يحتشدون للاحتفال بمولد سيدى صالح الجعفري

احتفلت الطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية، مساء يوم الخميس، بمولد سيدى صالح الجعفرى أمام جامع الأزهر رضي الله عنه وارضاه. 



 

وكان شعارها فى الاحتفال لهذا العام، تحت عنوان "الطريقة الجعفرية فى أربعة عقود .. نهج سوي وعهد قوي".

 

بحضور شيخ مشايخ الطرق الصوفية الدكتور عبدالهادى القصبى الأيدي متشابكة، والأناشيد متواصلة، والحلقات تصدح بالمديح، وتترنم بالذكر والتسبيح، والأجواء روحانية، تزينها هيبة وإجلال لصاحب الضريح، فتتلألأ الأنوار، ويزدحم الزوار.. إنها ساحة مسجد العارف بالله الشيخ صالح الجعفري، بمنطقة الدراسة بالقاهرة، مقر وملتقى الطريقة الجعفرية، ومعلم مقصود من معالم أبناء ومريدى  الطرق الصوفية في مصر والعالم.

ومن جانبه  الشيخ الحسين عبدالغني الجعفري في كلمته خلال الأحتفالية إن شعار الطريقة للأحتفال هذا العام له مدلوله، لأنه يؤرخ للأنتماء والولاء، مؤكدا أن الأنتماء في الطريقة الجعفرية هو الأنتماء بالشكل والمضمون، مستشهدا بقول سيدى الشيخ صالح :"يراه الناس في زيي ومضموناً بالتمسك بالمنهج الجعفري القويم، وأركان الطريق عندنا : شيخ، ومنهج، وتلميذ، تلميذ يتتلمذ حقيقة بتلقى العلوم أو الإرشاد، فلدينا الشيخ، ولدينا المنهج، ولدينا التلميذ، ويبقى الولاء والانتماء".

 

 

يقول المؤرخ والكاتب محمد أبوالفضل أن سيدى صالح الجعفرى هو العالم الأزهرى الشيخ صالح الجعفرى شيخ الطريقة الجعفرية، وحفيد “النبى”- عليه الصلاة والسلام- حيث ينتهى نسبه إلى جعفر الصادق ثم إلى محمد الباقر إلى زين العابدين بن الحسين بن سيدنا على بن أبى طالب- كرم الله وجه.. وبسبب نسبه الطاهر يعمر مقامه بالزوار والمريدين من كل المحافظات، كما أن له مريدين يتوافدون من السودان إلى مقامه بالدراسة بسببه أصله المصري السودانى.

ولد مولانا رضي الله تعالى عنه و أرضاه ببلدة “دنقلا” بشمال السودان في اليوم الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة بعد الألف من التاريخ الهجري “1328″ ، وبها حفظ القرآن وأتقنه فى مسجدها العتيق ،ثم وفد إلى مصر ، ليتلقى العلوم بالأزهر الشريف ، واتصل بأهله المقيمين بقرية ” السلمية ” بمركز الأقصر من محافظة قنا، يحدثنا الشيخ -رضى الله تعالى عنهعن أهله وأجداده الجعافرة فى السلمية ، فيقول عن أسرته : ” من بلدة الأقصر بصعيد مصر ، من القبيلة التي هى من الجعافرة ، وتسمى ” العلوية ”وهم مفرقون بين الأقصر والحلة والحليلة والدير، وقد قل عددهم والبقاء لله، وفى السلمية يوجد قبر جد والدى محمد رفاعى بمقبرة جد الجعافرة السيد الأمير ” حمد ” ،حيث كان يقيم هناك ، وللجعافرة نسب كثيرة محفوظة قديمة، ومن أشهرهم فى إظهار تلك النسب أخيراً : الشريف السيد إسماعيل النقشبندى وتلميذه الشيخ موسى المرعيابى ،

ولا تزال ذرياتهم تحتفظ بتلك النسب كثيرة الفروع المباركة”.وقد أخذ شيخنا – عليه رضوان الله – طريق سيدى أحمد بن إدريس –رضى الله تعالى عنه – عن سيدى محمد الشريف –رضى الله تعالى عنه – ويحدثنا شيخنا الإمام صالح الجعفرى عن ذلك فيقول:

” وقد أجازنى بهذا الطريق شيخى وأستاذى مربى المريدين الشريف السيد محمد عبد العال، عن والده السيد عبد العالى ، عن شيخه العلامة السيد محمد بن على السنوسى عن شيخه العارف بالله تعالى السيد أحمد إدريس رضى الله تعالى عنه”.

ثم كان حضوره إلى مصر للالتحاق بالأزهر بإشارة من شيخه سيدى محمد عبد العالى –رضى الله تعالى عنه- وعن ذلك يحدثنا شيخنا –رضى الله تعالى عنه.

– فيقول:“قبل مجيئى إلى الأزهر جاء أحد أهل البلد بأول جزء من شرح النووى على صحيح مسلم ، فاستعرته منه وصرت أذاكر فيه ، فرأيت سيدى عبد العالى الإدريسى -رضى الله تعالى عنه- جالساً على كرسى ، وبجواره زاد للسفر، وسمعت من يقول: إن السيد يريد السفر إلى مصر ، إلى الأزهر ، فجئت وسلمت عليه ، وقبلت يده ، فقال لى مع حدة :

” العلم يؤخذ من صدور الرجال لا من الكتب ” وكررها، فاستيقظت من منامى ، وقد ألهمنى ربى السفر إلى الأزهر ، وحضرت الشيخ محمد إبراهيم السمالوطى المحدث، وهو يدرس شرح النووى على صحيح مسلم، فجلست عنده.

 

التحق بالطريقة الإدريسية الأحمدية، ثم رحل إلى مصر للدراسة بالأزهر، وتلقى العلوم الشرعية على يد عدد من كبار العلماء، على رأسهم الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي، والشيخ يوسف الدجوي، والشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ محمد إبراهيم السمالوطي، حيث حصل على الشاهدة العالية والعالمية مع تخصص التدريس.

 

عين الجعفري مدرسا في الأزهر بقرار من الإمام الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرازق، وبدأ في إلقاء دروسه، وتحولت حلقته التي يعقدها بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة إلى ملتقى صوفي وتربوي كبير، يقصدها المريدون والمحبون من داخل مصر وخارجها، لا سيما من السودان, وفي هذه الحلقة تبلورت معالم طريقته، التي تجمع بين التربية الروحية وعلوم الشريعة، ولما وافته المنية عام 1979 دفن في المسجد الذي بناه بحديقة الخالدين بالدراسة، ليصبح ضريحه مزارا ومقصدا للطرق الصوفية عموما، والطريقة الجعفرية على وجه الخصوص.

 

 

الشيخ صالح الجعفري

 

يمثل مسجد صالح الجعفري مركزا رئيسا للطريقة التي أقامت عشرات الفروع في مختلف أنحاء مصر، كما أقامت مركزا جعفريا بكل من ليبيا وماليزيا، وينشغل أعضاؤها بنشاط ديني متنوع، كالاحتفال بالمناسبات الدينية وموالد أهل البيت النبوي، وتنظيم رحلات الحج والعمرة، وبالطبع تحتفل الطريقة سنويا بمولد مؤسسها صالح الجعفري في الخميس الأول من شهر رجب، حيث تقام حلقات الذكر، والإنشاد الديني، والحضرة الجعفرية بجوار الضريح.

 

الطريقة الجعفرية، واحدة من عشرات الطرق الصوفية المنتشرة بمصر، التي ينضوي معظمها تحت راية المجلس الأعلى للطرق الصوفية

ونختم الحديت بصلاة الفرج العجيب والفتح القريب لسيدي صالح الجعفري 

"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مَنْ أعلَيْتَ له الرُّتَب،  وكَشَفْتَ لَهُ الحُجُب. فَرَقَى إلى ما لم يَرْقَ إليه الخليل، و وصل إلى ما لم يصل إليه جبريل، ونظر ما لم ينظر إليه الكليم، و وصفته بأنه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم، وصلَّيْتَ عليه أنتَ وملائكتك تحبباً وتكريماً، وقلتَ: (يا أيُّها الَّذِينَ أَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)، عبدك ونبيك ورسولك البشير النذير، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله السراج المنير. فَصَلِّ اللهم عليه بعدد صلاة المصلين عليه من الخلق أجمعين، وعلى آله وسلم في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك، آمين. وارض اللهم عن أهل بيته الطاهرين، وعن أصحابه الطيبين، وارحم أمته، واحفظ شريعته، وبارك عليه وعليهم إلى يوم الدين. 

اللهم بعظيم فضلك، وبجاهه عندك، هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، وافتح لنا من الخير كل باب، يا من قال وقوله الحق في محكم الكتاب. 

(إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز