عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. إيمان ضاهر تكتب: رسمة في الخيال على اسم مصر

د. إيمان ضاهر
د. إيمان ضاهر

التاريخ يقول ما يشاء، أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء، باحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب، وباحبها وهي مرمية جريحة حرب، وباحبها بعنف ورقة وعلى استحياء".



أستهل مقالتي بعبارات خالدة لشاعر الحب والأحلام صلاح جاهين، الذي ما زال يسافر معنا، في قلوبنا وتراثنا وتاريخنا.. واليوم وفي عيد. 

الثقافة لا بد لنا من تكريم ذكرى نبلاء الروح في أم الدنيا، وإطلاق اسمه العريق على معرض الكتاب الدولي في دورته الـ٥٤.

كل الطرق المفتوحة أمام منابر العلم والفكر والتنوير، منبعها رافداً واحداً، سيد مطلق، أنه الثقافة، التي تبنى مجتمع أشمل وأغنى وأعرق، برؤية إبداعية ودأب ممهد للتقدم والتطور وإرساء حقوق الإنسان.. في الكتاب، نور الماضي بأيدي الحاضر، واستشراف مدهش للمستقبل.

معرض القاهرة الدولى للكتاب، يعد الأول عربياً، والمنافس لأكبر معارض العالم في الابتكار والإنجاز لمملكة الكتاب، بكل أنواعه وأشكاله، في المضمون والأسلوب، في مصر أم الأرض، أوليست "أم الكتاب"، الحاضنة لأصول الشعر وعراقة الأدب؟

ومن كان أول مناصريه؟  

زعماء كانت عقولهم حبر أفكارهم، وقد جسدوا قدرات جبارة وعظيمة، وجعلوها مطراً من الفكر الغزير: ألا وهو فكر الكتاب، ومعناه أن تعرف كيف تقرأ، أن تضيء مصباحاً في العقل لتحرير الروح من سجنها، ولتفتح بابا للكون بأجمعه.

أولى دورات المعرض كان راعيها زعيم العروبة جمال عبدالناصر، بمعية عقول مفكرة ومنيرة، أمثال الكاتب الكبير ثروت عكاشة، والدكتورة سهير القلماوي، معرض الكتاب الأول كان في ذلك التاريخ له أهدافاً متعددة، أولها الوصول إلى الوعي بكل جزئياته لديمومة الإنسان والنصر المستمر للأمة المصرية، معرض العزة والكرامة، تحديا لعنصرية الصهيونية آنذاك.

نحن بحاجة إلى الكتب، وبالكتاب لا بالسيف ننتصر على الظلم والأكاذيب: "نعم الكتاب يوحد في رأيى، ولأيام أظل أتأمله قبل فتحه باحساس الألفة والصداقة، شخص يدخل حياتنا ليخبرنا القصص والروايات..

معرض الكتاب في مصر مهرجان ضخم لكتاب وروائيين وشعراء وأدباء من مختلف أقطار  الدنيا، في جعبتهم ثقافة مشتركة ومتحدة، ديناميكية إنسانية قوامها وأهدافها الجمهور الزائر، والتبادل معه فى العديد من الروابط التي تجذب وتضمن جودة الخدمة للعارضين، خاصة القارئ.

أليس عيد الكتاب بحلته الـ٥٤، رافعة هائلة للنشر، لتراث متعدد الثقافات، يجمع مصر مع كل بلاد العالم؟ أليس الحافز الوحيد الذي يعزز النمو الأدبي لتجارة الكتب وترويجها بقوة شرائية حقيقية؟

إنه لقاء مثمر وغني، سنة بعد سنة لحكمة "اقرأ واجعل الناس يقرأون"، ودعوة لتكريس التفكير إلى دور القراءة والكتابة في مجتمعنا، كما أنه تعزيز أساسي لدور المؤلفين والمبدعين في صناعة الكتاب.

ثقافتنا، هل نتوارثها؟

الثقافة، شعلات الدنيا والكنز الوحيد الذي نملكه لتحدي الليل، ولننجو من الموت المهني.

فهل يمكننا تصور بيت بلا كتاب؟

بيت بلا كتاب روح جامدة، غير ساجدة، شبه ميتة، ولطالما قلت لنفسي، وأقولها لقارئى المستنير، طالما توجد كتب في حياتي على رفوف مكتبتي، فإن السعادة ضمانة أكيدة.

يعترف الكاتب الفرنسي فرانز كافكا: "إن الكتاب عليه أن يكون الفأس الذي يكسر البحر المتجمد في الداخل"، ثم يتابع إن الكتب أكواخ الأرواح، غذاء وفي ومقاوم للشيخوخة.

فماذا لو زرت عزيزي القارئ معرضك المتألق بروافده الشامخة بكتب تحكي وتقص، وهي مغلقة الصفحات، ماذا لو فتحنا النوافذ الورقية بعناية مؤلفيها وكتابها، لنسقي ثقوباً حياتية، ونعالج عيوباً إنسانية؟

للكتاب مؤلفان، أليست هذه عدالة القراءة في الحياة؟ عزيزي القارئ أنت المؤلف، افتح الكتاب ولا تغلقه لأنه يفتح عقلك، يقود قلبك، ويشرح صدرك ليصبح أسطورة حب خالدة تعج بالأحرف البليغة والعميقة "تؤدي إلى تسخين قلبك، وليس إلى حرق أصابعك".

معرض الكتاب يبقى حدثاً عظيماً، وطاقة من طاقات الجمهورية الجديدة الجبارة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

الكتاب هو الضمير الواعي لفهم العالم، والصفحات أفضل علاج للجهل، والغباء، والعنصرية، والملل، والوحدة، والحزن، ومواجهة التطرف والإرهاب والتهديدات التي تحوم في سماء مصر، أم الدنيا، أم المعارض الدولية، والتي ستبقى واعية للثقافة والفكر، فخر لكل مصري وعربي دون استثناء.

وأخيراً، ماذا أفعل هنا على هذه الأرض دون كتاب؟

ويجيبني الكتاب، لا يهم من يقرأني، لأن القارئ الحقيقي يجدني عندما يحتاجني، الكتابة مرآة ولا أرى فيه إلا ما تحمله نفسي من عواطف وآلام وأحلام، أسافر مع مؤلفه في تاريخ المعتقدات والحضارات، ليختبر قوة روحي، ورباطة جأشي في الصمود، وأجد فيه معنى لحياتي، بحبره وصفحاته الناعمة، حيث غرست موهبة الكاتب برأس مرتفع.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز