عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خليل الذوادي يكتب: سفر الإنجاز الوطني

خليل الذوادي
خليل الذوادي

أطل علينا من بداية هذا العام 2023م وبمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتأسيس الحرس الوطني، هذا الصرح الوطني الشامخ، الذي حظي برعاية واهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله ورعاه، والمتابعة الدؤوبة من قبل صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حتى يتبوأ مكانته الرفيعة الحالية ضمن منظومة الأمن والدفاع الوطني لمملكة البحرين، سفر الإنجاز الوطني، الذي هو من فكرة وإشراف الفريق أول الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الحرس الوطني حفظه الله، وتأليف الفريق الركن الشيخ عبد العزيز بن سعود آل خليفة، مدير أركان الحرس الوطني، بمساعدة فريق من التحرير والتدقيق اللغوي من أبناء الحرس الوطني لمملكة البحرين.



 

وحمل الكتاب القيم عنوان «رؤية ملكية» وتصدرت الكتاب كلمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، جاء فيها «فمنذ أن حملنا العهد وعقدنا العزم، بمساندة شعبنا الوفي على تنفيذ رؤية إصلاحية احداثية نبعت من واقعنا البحريني، فقد تسارعت عجلة البناء والإنتاج بنتائجها الطيبة التي نجد في نموها المستمر ما يقوي بناء دولة المؤسسات والقانون، والتي استطاعت بعون الله، وعبر مسيرتها الثرية، وعمرها الفتي أن تبلور تجربتنا البحرينية الرائدة بإنجازها المتميز بمضمونها، والرحبة بتطلعاتها» والكتاب صدر باللغتين العربية والإنجليزية، وتصدرت الكتاب مقدمة توجز أهمية إصدار هذا الكتاب الذي يعتبر سفرًا للإنجاز الوطني البحريني، فقد جاء في المقدمة: «شهد الحكم الخليفي على امتداد عصوره من الزبارة إلى المنامة نهجًا حكيمًا اختطه حكام آل خليفة الكرام، منذ أن حمل رايتها المؤسس محمد بن خليفة الكبير، فازدهرت وصار منارة يحتذى بها في النهضة والتطور والعلم والمعرفة، وسارت البحرين على درب التطور والنماء، حتى تولى رايتها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، فشهدت البحرين في عهد جلالته أبهى عصور من خلال رؤية ثاقبة حملت الخير والنماء للوطن وأبنائه وللعالم أجمع»، وأضافت المقدمة؛ «ثمة محطات منيرة وبارزة ومهمة في حياة الأوطان، وكتاب «رؤية ملكية» خطوة لتوثيق هذه المحطات البارزة والتي كانت نتاج ثمار الرؤية الملكية منذ بداية المشروع الإصلاحي والمسيرة التنموية الشاملة التي دشنها جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه». ويتناول هذا الكتاب محطات مختارة في مسيرة الخير والعطاء والتنمية والريادة في عهد جلالته الزاهر، وبلا شك فإن منجزات العهد الزاهر لن توفي حقها في كتب، إذ تعجز الكلمات والعبارات عن البيان، ولكنه من باب توثيق المنجز، الذي يحرص جلالة الملك المعظم أن يوثقها أبناء مملكة البحرين.

وتصف المقدمة فكرة هذا الكتاب بشكل جوهري على تسليط الضوء على كيفية تعامل مملكة البحرين مع مختلف الأزمات التي مرت بها، وكيف يتم تحويل بعض المنعطفات التاريخية المفصلية إلى منح وفرص وتطور مستمر.

ويصف معدو هذا الكتاب القيم إنجازه «بأنه مدعاة للفخر»، حيث يصف كيف تعاملت مملكة البحرين مع هذه المحطات بمسؤولية عالية، وتفان وإخلاص لا متناهي بشهادة خبراء دوليين، وهذا يدل على رقي في الفكر وإحساس عال بالمسؤولية التاريخية واستشراف عميق للمستقبل، كل ذلك تحت عنوان محبة الوطن، والحرص على أن يكون اسم مملكة البحرين عاليًا في المحافل الدولية، وتضيف المقدمة: «ولا نبالغ قولًا بأن مملكة البحرين قد أصبحت منارة يشار إليها بالبنان لما قامت به من خطوات جريئة ورصينة وأصيلة ونوعية في مختلف الصعد، سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وأصبحت نموذجًا يحتذى به في مختلف التجارب لدى الكثير من دول العالم كل هذا بفضل الرؤية الملكية التي ترنو إلى وطن يزخر بالنهضة والخير والنماء لأبنائه ومجتمعه».

وتضيف المقدمة: «ومن هذا المنطلق وإيمانًا وعرفانًا بحكمة مليكنا، حفظه الله ورعاه، يأتي هذا الكتاب ليثري المكتبة البحرينية والعربية والإقليمية والدولية بأبرز المحطات في تاريخ هذه المسيرة العظيمة منذ أن قادها جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه برؤية ملكية ثاقبة، وببصيرة عميقة نحو مستقبل مشرق بإذن الله تعالى».

والكتاب يضم رؤية العهد الزاهر منذ تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم مقاليد الحكم خلفًا لوالده، صاحب العظمة، سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، في 6 مارس 1999م، واتخذ جلالته سلسلة من الإصلاحات الشاملة التي أكدت حرص جلالته على تهيئة البيئة المناسبة لإقامة دولة القانون والمؤسسات بوتيرة مقدرة، وقد تمثلت تلك الخطوات في العفو العام عن الموقوفين في قضايا الحق العام، والسماح بعودة جميع المبعدين بالإضافة إلى عودة الحياة البرلمانية، وكذلك إلغاء قانون تدابير أمن ومحكمة أمن الدولة.

والكتاب يحمل فصولًا متعددة منها رؤية العهد الزاهر، ومنها ميثاق العمل الوطني في 23 ديسمبر 2000م والتعريف به وحكمة ملك وولاء شعب، وتنويه بدور درع الجزيرة وأهمية تثبيت الأمن والاستقرار في إطار الدستور والقانون والإشارة إلى لجنة تقصي الحقائق برئاسة خبير القانون الدولي الراحل البروفيسور محمود شريف بسيوني، وعضوية عدد من الأشخاص ذوي المصداقية والسمعة العالمية والخبرة المرموقة في مجال القانون الدولي لحقوق الإنسان، كما يتطرق الكتاب إلى حوار التوافق الوطني وما يستتبعه من التعديلات الدستورية ويتضمن الكتاب خطابات ملكية وانطلاقه متجددة نحو مستقبل مشرق؛ ويشمل الكتاب أيضًا النهضة الإنسانية والمجتمعية، ويشير الكتاب إلى البحرين ملتقى لحضارات الشرق والغرب ومنها الدعوة الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لزيارة مملكة البحرين، وكذلك زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» والإشارة أيضًا إلى إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية.

كما يشير الكتاب إلى الصندوق الملكي "لشهداء الواجب"، وفي دفتي هذا الكتاب فصول تتعلق بتمكين الشباب، وقانون الأسرة الموحد وقانون العقوبات البديلة والسجون المفتوحة بالإضافة إلى المنجزات العصرية والثقافية والحضارية كمسرح البحرين الوطني، والمواطن محور النهضة التنموية، والرفاه والحياة الكريمة، والمدن الإسكانية كمدينة سلمان، ومدينة خليفة ومدينة شرق سترة ومدينة شرق الحد بالإضافة إلى برامج وتسهيلات إسكانية، كما تمت الإشارة إلى الخدمات الطبية والعلاجية كمركز محمد بن خليفة بن سلمان آل خليفة التخصصي للقلب، ومركز البحرين للأورام ومستشفى الملك حمد الجامعي بالمحرق.

كما يتطرق الكتاب إلى مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل ومشروع تطوير التعليم والتدريب وهيئة جودة التعليم والتدريب، وكلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) التي افتتحها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، في 30 نوفمبر 2008م.

كما يشير الكتاب إلى مشاريع البنية التحتية والمشاريع الخدمية كمشروع مطار البحرين الدولي الجديد، ومركز مراقبة الحركة الجوية وتطوير شارع الشيخ خليفة بن سلمان وشارع الشيخ عيسى بن سلمان ومشروع تطوير تقاطع ألبا، كما يفرد الكتاب فصلًا عن الازدهار الاقتصادي وتعزيز التنافسية ومنها رؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي يضطلع بها صاحب السمو الملكي، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، بالإضافة إلى مشاريع تنمية أخرى كهيئة تنظيم سوق العمل وتمكين وهيئة تنظيم الاتصالات وبرنامج التوزان المالي وخطة التعافي الاقتصادي.

ويتطرق الكتاب إلى الخطوات نحو الاحتراف الرياضي والقانون الخاص به والذي يضطلع به سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة.

كما يتطرق الكتاب إلى النموذج البحريني في جائحة كورونا والريادة العالمية، حيث أورد كلمة صاحب الجلالة الملك المعظم في وصف ذلك «ولا نبالغ قولًا بأن النموذج البحريني في مواجهة هذه الأزمة الصحية استطاع أن يحقق صيتًا عالميًا وموقعًا رياديًا لا يقل شأنًا ولا تأثيرًا على صعيد أفضل الممارسات الدولية. وعندما تفشى فيروس كورونا في ديسمبر من العام 2019م سارعت مملكة البحرين وكثفت جهودها بتبني وتنفيذ العديد من الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية. وقد تولى إدارة هذه الإجراءات فريق وطني خاص للتصدي لفيروس كورونا» الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا كوفيد-19 مكون من خبراء ومختصين لتطوير وتنفيذ استراتيجية وطنية شاملة لاحتواء الفيروس بقيادة مباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله.

وأشار الكتاب إلى وسام الأمير سلمان بن حمد للاستحقاق الطبي، كونه يمثل الصورة المشرقة لما يبادل به جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، أبناءه من تقدير لعطائهم وتضحياتهم في سبيل رفعة وازدهار المملكة ويختم الكتاب صفحاته بخاتمة تقول: «أسهمت الرؤية الملكية السامية لقائد حكيم وشجاع في أن تكون مملكة البحرين دولة مدنية حديثة، ترتكز على ميثاق العمل الوطني كوثيقة جامعة، صوت لها مختلف أطياف الوطن بنسبة 98.4% وانبثقت عنها كافة التشريعات والقوانين التي وضعت أساسًا متينًا لنهضة وازدهار المملكة وشكلت منظومة وطنية حديثة ومتكاملة، ارتقت بأبنائها وحققت لهم الريادة والازدهار على الأصعدة كافة.

سيظل هذا الكتاب «رؤية ملكية» شاهدًا على العصر وسفر للإنجاز الوطني، وكما قال جلالته يحفظه الله ويرعاه «إن للبحرين قلبًا جامعًا واحدًا يسع كل أبنائها وبهم جميعًا قامت شامخة عزيزة وستظل بعون الله وتوفيقه قادرة على مواصلة نهضتها وتطورها».

 

وعلى الخير والمحبة نلتقي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز