ننشر نص كلمة وزير الداخلية في احتفالية عيد الشرطة
محمد هاشم
ألقى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية كلمة خلال احتفالية عيد الشرطة اليوم.
وتنشر بوابة روزاليوسف نص الكلمة:
السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي.. رئيس الجمهورية أصدق معاني الترحيب وكل الإعتزاز والتقدير.. لتشريف سيادتكم والحضور الكريم احتفال هيئة الشرطة بالذكرى الحادية والسبعين لمعركة الإسماعيلية المجيدة والتي تجسد ملحمة وطنية أحاطتها مشاهد مضيئة.. من نضال شعب أبى عندما تكاتف رجال الشرطة مع الفدائين على إمتداد مدن القناة وفاء لوطن عظيم.. ودفاعا عن العزة والكرامة فسقط منهم شهداء ومصابين ضربوا أروع الأمثلة فى الشجاعة والتضحية.
- لقد واجهت الشرطة فى تلك المرحلة من مراحل النضال الوطني.. عدوا ظاهر الهوية فتسابقوا بدافع من الإنتماء والمسؤولية مع أبناء الشعب لمقاومة المستعمر غير مبالين بقوته التي تفوقهم عددا وعتادا.
- ويسطر التاريخ للشرطة المصرية دورها الفعال على مر العصور في كل معارك التحرير ومواقف النضال واليوم وعقب مرور سبعة عقود يؤكد أبناؤكم من رجال الشرطة على تحملهم المسؤولية فى حماية أمن الوطن والوقوف بالمرصاد لعدو غير ظاهر يسعى لاستهداف وعي أبناء الوطن وتضليل أفكاره عبر ما يسمى بحروب الجيل الرابع والخامس.
السادة الحضور:
- تدرك وزارة الداخلية حجم التحديات .. التي أفرزها محيط إقليمى ودولى شديد الإضطراب يموج بالصراعات والتوترات التي ألقت بظلالها السلبية على شعوب العالم وانعكست على حياتهم اليومية والاجتماعية وهنا تنطلق جهود أجهزة الوزارة لتتكامل مع جهود أجهزة الدولة لفرض مظلة الأمن والاستقرار عبر تحقيق الاستباق الأمنى وجودة الأداء الشرطى محاطة بوعي شعبي يساند تلك الجهود ويدعمها.
- ويأتي في مقدمة التحديات الأمنية .. آفة الإرهاب والأفكار المتطرفة ومخططات نشر الشائعات والفوضى حيث يتخذ رجال الشرطة إلى جانب رفقائهم بالقوات المسلحة مواقعهم لإجهاض مساعي التنظيمات الإرهابية ومن يروج لها ويدور فى فلكها لاستعادة تماسكها وتوازنها التي فقدته.
عبر الضربات الأمنية الحاسمة وتجفيف منابع تمويلها وتعي أجهزة الوزارة ضرورة استمرار اليقظة الأمنية والقراءة الدقيقة لحركة وأنماط الأنشطة الإرهابية والإثارية إقليميا ودوليا واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع إمتدادها إلى داخل البلاد .
- واستكمالا لمنظومة المواجهة الشاملة للإرهاب.. تتخذ الوزارة العديد من الإجراءات بالتنسيق مع نخبة من علماء الدين والاجتماع لتصحيح أفكار المحكوم عليهم من العناصر الإرهابية إلى جانب المشاركة فى إعداد برامج وفق أسس علمية لحماية المجتمع من المفاهيم المتشددة بإعتبارها الحاضن الرئيسى لإفراز الإرهاب.
- وفي سياق متصل.. فقد حققت الاستراتيجية الأمنية المعاصرة نقلة نوعية فى مواجهة مخاطر الجريمة المنظمة عبر الوطنية بكل أنماطها ونجحت فى توجيه العديد من الضربات الأمنية للبؤر الإجرامية التي تعمل فى مجال الهجرة غير الشرعية والاتجار غير المشروع فى الأسلحة والذخائر وغسل المتحصلات المالية الناجمة عن تلك الأنشطة.
- وفى إطار سياسة الوزارة لحماية المجتمع من سموم المخدرات التي تعد أحد أدوات تدمير المجتمعات فقد أبرزت نتائج التحليل الإحصائى لعمليات ضبط المواد المخدرة وكمياتها إرتفاع معدلات محاولات إغراق البلاد والمنطقة بالمخدرات التقليدية والتخليقية استغلالا لما يشهده محيطنا الإقليمى من تداعيات سياسية وأمنية وتحرص أجهزة المكافحة والمعلومات بالوزارة على الرصد المبكر لتلك المحاولات والتصدى لها فى مهدها وتوجيه الضربات الأمنية الاستباقية لها والتنسيق الفاعل مع القوات المسلحة لمنع تسربها أو تحويل الأراضى والمنافذ المصرية لمحطة للتهريب
إلى الدول الأخرى.
- هذا ويمتد مسار الجهود الأمنية لتحقيق مفهوم الأمن الشامل إلى مكافحة الجريمة الجنائية بشتى صورها ويأتى الإنخفاض المتميز والمتتالى لمعدلات ارتكاب الجريمة نتاجا للجهود المضنية والأداء المتميز لرجال الشرطة إلى جانب مساندة شعبية فاعلة وجهود الدولة فى القضاء على المناطق السكنية غير الآمنة والتي كانت تشكل بيئة حاضنة لمختلف أشكال الجريمة.
- وعلى التوازى تحرص الوزارة على التصدى الحاسم .. للظواهر الإجرامية المستحدثة التي تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة عبر تحديث الإمكانيات الفنية والتقنية ومواصلة الارتقاء بالخبرات الوظيفية المتخصصة فى مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية وكذا التوسع فى مقار تلقى بلاغات المواطنين عن مختلف صور تلك الجرائم وفحصها فنيا بأقسام تكنولوجيا المعلومات بكافة مديريات الأمن كما تواصل الأجهزة الأمنية رصد وإجهاض الأنشطة الإجرامية للعصابات الدولية التي تستهدف السوق المصرفى المصري واتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين غطاء أمنى للمعاملات المالية للمواطنين.
- كما تضطلع أجهزة الوزارة بمواصلة تطوير قدراتها وتكثيف جهودها .. فى مجال مكافحة جرائم إنتهاك حقوق الملكية الفكرية وذلك إنفاذا لدورها الجوهرى فى تطبيق محاور الاستراتيجية القومية للملكية الفكرية والتي تم إطلاقها بتوجيه رئاسى لتحقيق أقصى حماية لتلك الحقوق وتمكين مؤسسات الدولة .. من إدارة الحقوق الفكرية المملوكة لها / بما يعظم العائد منها.
السيدات والسادة:
- اتخذت وزارة الداخلية مبادئ ومعايير حقوق الإنسان.. إطاراً لسياساتها ومهامها الأمنية ومن بينها تحويل السجون العمومية إلى مراكز نموذجية للإصلاح والتأهيل تطبق فيها فلسفة عقابية وإصلاحية حديثة على المحكوم عليهم والتي أثبتت عقب مرور عام على تطبيقها نجاحاً نوعيا فى مجال تقويم النزلاء سلوكياً ومهنياً للعودة كعناصر صالحة فى المجتمع عقب الإفراج عنهم كانت محل إشادة على المستوى المحلى والإقليمى والدولي.
- وتقوم الوزارة بجهود حثيثة لاستكمال جوانب المنظومة وصولا لإغلاق باقى السجون العمومية التقليدية والتي سيكون لها بعيد الأثر فى حماية المجتمع من أخطار تنامى الجريمة.
- وعلى صعيد آخر تحرص أجهزة الوزارة.. باعتبارها جزءا من نسيج هذا المجتمع على التوسع فى أداء دورها المجتمعى التكافلى لرفع العبء عن كاهل أهلنا من محدودى الدخل وتطوير خدماتها الأمنية للمواطنين واستحداث نظم خدمية لذوى الهمم وكبار السن إضافة إلى تبني برنامج طموح لتأهيل أبنائنا من سكان المناطق الحضارية ليكونوا جيلاً جديداً يسهم فى بناء بلادهم وهو ما انعكس على تعميق التلاحم الإنساني بين الشعب والشرطة.
الجمع الكريم:
- تعكس المؤشرات والدلائل.. نجاح المواجهة الأمنية الفاعلة لتحديات المرحلة الراهنة وتثبيت دعائم الأمن الوقائي والتي ترتكز فى سبيل تحقيق ذلك على تخطيط علمى مدروس يعتمد على دقة تحديد الأهداف وترتيب الأولويات وانتهاج أحدث الأساليب العلمية فى إدارة العمل الأمني من خلال مواصلة إطلاق طاقات وكفاءات العنصر البشرى وتزويده بالخبرات والقدرات الفنية المتطورة بما يحقق الجاهزية لأداء المهام الأمنية والتعامل مع مختلف المواقف والاستجابة السريعة لمتطلبات العمل وتحدياته.
- كما تحرص المنظومة الأمنية على استكمال كافة المقومات المادية والإمكانيات اللوجيستية وإعادة انتشار مواقع المنشآت الشرطية لمواكبة الطفرة الحضارية التي تشهدها البلاد وتأمين المجتمعات العمرانية الجديدة وما تذخر به من مقومات والاستمرار فى تحديث قاعدة متكاملة للبيانات والمعلومات والاعتماد على أحدث وسائل التكنولوجيا فى مجال العمل الأمني.
الأخوة والأبناء أعضاء هيئة الشرطة على امتداد مواقع العمل الأمني:
- تحية لكم في تلك الذكرى المجيدة.. فقد كنتم ولا تزالون بجهودكم وتضحياتكم على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقكم فى حماية أمن الوطن والمواطن.
- كما أتوجه بتحية تقدير واعتزاز.. لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأبية وقواتنا المسلحة الباسلة مع خالص الدعاء لمصابينا الأبطال باستكمال الشفاء حتى يعودوا لصفوف العطاء والمسؤولية.
السيد الرئيس:
- بحكمة وشجاعة وصدق.. تمضى جهودكم الرشيدة فى قيادة مسيرة الوطن إعلاء لمصالح الشعب وآماله وستبقى مصر بإذن الله آمنة مستقرة يبذل أبنائها من رجال الشرطة الجهد والدم خلف قيادتكم الحكيمة لحفظ أمن الوطن ومكتسباته وفاء للعهد.. وولاء للواجب.
حفظ الله مصر بكم.. وأدام عليها أمنها
وسدد بالحق كل خطاكم
إنه نعم المولى ونعم النصير.