نشوى سلامة تكتب: الدولار وعمايله
كل الناس مالهاش سيرة إلا الدولار النهارده بكام، وأنا كمان بتابع باهتمام بس بفكر. وأتساءل دومًا: يا ترى الناس التانية عايشة ازاي، الناس دي اللي عُملة بلدها مسحولة من الدولار، اللي عدد سكانها فاق الحدود، الناس دي بتاكل إيه وبتشتري بكام وعندها ايه بتعمله.
الهند تحديدًا بما إنه يقال عليها زينا "دولة متأخرة" ومعرفش إزاي يتقال كده بعد طفرة التكنولوجيا لديهم، لدرجة أنهم يصدرون أدمغة إلكترونية وبرمجيات وأصبحوا أكبر منافس للصين مثلًا في صناعة أجهزة الهواتف المحمولة.
الهنود أخذوا سمعة طول عمرهم وكفاية بس انك تقول لواحد انت فاكرني هندي؟! يا ريت يا سيدي تفتكرني هندي! لو حظيت بطريقة إتقانهم عملهم وحرصهم الدؤوب على النجاح، يا ريت أقدر أكون متخصصة، أو عندي فرصة ابتكار.
التعليم هناك ليس من أجل شهادة تتباهى بها ولا لأن التعليم كالماء والهواء، أم من حق كل مواطن التعليم المجاني، كل هذه أمور نختلف بها عن الآخرين بصراحة، هناك التعليم دخلوه الريف كمان ليكتشفوا عباقرة جددًا يحافظون على طفرة بلدهم في التقدم التكنولوجي.
التعليم حتى يطبق ويخدم أهداف البلد، الناس في الهند أدركوا أن الأيام متسارعة وأن من لن يمتلك التكنولوجيا سيتأخر قرونًا، وهما ما صدقوا يغيروا صورتهم شوية.
الدولار يساوي الآن ٨٢ روبية، يعني في حتة تانية خالص، وعدد سكانهم أيضًا في حتة ثالثة، هتقول طيب.. الدخل هناك قد إيه والروبية بتجيب إيه، والشغل مناسبهم والا لأ؟ هفكر أنا كمان معاك طبعًا بس هقولك: محدش قاعد، محدش بيستني، كله بيشتغل وكلها أعمال يمكن أن ننظر إليها باستهجان، لكن هما عندهم أي عمل مقدس، لأنهم يبذلون فيه مجهودًا ويتقاضون عنه أجرًا، إحنا شوية مبنرضاش، ده إحنا حتى بنقلل من شأن المهن الحرفية وأصحاب الدبلومات الصناعية وننظر لهم كـ"درجة ثانية"، مع إننا منعرفش نعيش من غير وجودهم.
الناس دي بقى في ظل الأزمة العالمية اللي بنشوفها، وغلاء الأسعار يتعايشون ولا يشتكون ولا نار تحت الرماد! هل يكمل الهنود تطوير بلدهم أم يسخطون على مشاريعهم ويقولون عقول تكنولوجية ايه اللي بنصدرها واحنا بنعبد البقر ونحرق الموتى ونخلل المانجا؟ يا ترى عدت بيهم كام أزمة؟
يا ترى ما نظرتهم للفراخ عندهم لما يعرفوا وضع الفراخ والبيض عندنا، وعلى فكرة رغيف الخبز عندهم بـ٣٠ روبية، يعني تقريبًا ثلث دولار، غالي قوي مش كده؟!
يا ترى بقى هيبقوا فين بعد خمس سنوات والدولار فين، وإحنا هنبقى فين؟
جوجل نيوز
