طمأن جماهيره قبل معمعة المونديال
قمة الحسم.. "أهلي الصدارة" يعمق جراح "الأبيض" وينتزع الديربي الـ125 بـ"ثلاثية نظيفة"
أحمد فتحي
قمة الحسم جاءت مُسايرة للمُعطيات السابقة على انطلاقها، ومُطابقة لأمنيات وطموحات جمهور وعشاق النادي الأهلي، ليبتعد المارد الأحمر بالصدارة، ويوسع الفارق مع الزمالك إلى 8 نقاط، وهي الخطوة التي تُقربه بنسبة كبيرة "رقميًا"، من استعادة لقبه الغائب على مدار الموسمين المُنصرمين.
حسم الأهلي قمة الحسم وانتزع الفوز ونقاط الديربي رقم 125، بأداء مُقنع ومُطمئن لجماهيره وعُشاقه في كل مكان، رغم الظروف المُعاكسة التي تعرض لها الفريق، بسبب الغيابات والإصابات التي طاردت لاعبيه خلال الفترة الأخيرة، ليخوض معركته المُثيرة أمام منافسه وغريمة التقليدي بقائمة اضطرارية، خلت من أهم عناصره الأساسية، على الصعيدين الدفاعي ومتوسط الميدان.
جاءت بداية مباراة الديربي وقمة الحسم المرتقبة، حذرة من جانب لاعبي الفريقين، اكتفى فيها لاعبي القطبين باللعب في منطقة وسط الملعب، دون خطورة على كلا المرميين، اللهم من تسديدة وحيدة لمتوسط الميدان الأبيض “دونجا”، نجح الشناوي في التعامل معها، وكرة “كهربا” التي ضلت طريقها إلى الشباك، في واحدة من أغرب الفُرص التي شهدتها المباراة.
جاء الشوط الثاني مُغايرًا لما تم تقديمه على مدار 45 دقيقة خالية من كافة فنون الكرة والمتعة، ليكشر المارد الأحمر عن أنيابه، ويحقق فوزًا مُقنعًا ومُستحقًا بثلاثية نظيفة، وسعت الفارق مع الزمالك إلى 8 نقاط كاملة، وانفرد الأهلي على إثرها بصدارة ترتيب جدول فرق الدوري.
قدم الأهلي وجبة كروية دسمة في دقائق الشوط الثاني من مباراته أمام الزمالك، ليصلح كولر وجهازه المُعاون كافة الأخطاء التي وقع فيها خلال النصف الأول من مباراة الديربي 125، ليكتب نهاية مثالية لسيناريو أجمل "ليلة حمراء" لجماهير قلعة الجزيرة وعشاقها في كل مكان.
وشهد الشوط الثاني بداية مباغتة، قلب فيها الثنائي محمود عبد المنعم "كهربا" وبديله "محمد شريف" الطاولة على الجميع، بهدفين متتاليين في الشباك البيضاء، في المواجهة التي جمعت بين الأهلي والزمالك، ضمن مباريات الأسبوع الرابع عشر، لبطولة الدوري الممتاز.
وكان كهربا قد نجح في خطف هدف السبق والمبادرة بعد مرور عدة دقائق من بداية الشوط الأول بجملة نموذجية، أسفرت عن تقدم كتيبة المارد الأحمر بالهدف الأول، ومنحت زملاءه الثقة والأفضلية على أرضية ملعب ستاد القاهرة الدولي، الذي شهد ديربي القمة رقم 125.
بدأت الهجمة بكرة طولية ساقطة خلف دفاعات الأبيض، أرسلها حسين الشحات من الجانب الأيمن، ليتلقاها حمدي فتحي بهدوء أعصاب يُحسد عليه، ويوجهها برأسه نحو "كهربا"، الذي لم يتوانى عن وضعها داخل شباك "محمد عواد"، الذي فشل في التعامل معها، لتعلن عن تقدم الأهلي بالهدف الأول.
قبل محمود عبد المنعم "كهربا" الهدية، ورد على كافة المُشككين، والشائعات التي قللت من حجم مُساهمته، وقدرته على صناعة الفارق مع المارد الأحمر، بعد فترة الإيقاف الطويل، التي تجاوزت الـ451 يومًا.
وفي تكرار كربوني لهدف الأهلي الأول، عزز البديل "محمد شريف" تقدم المارد الأحمر بالهدف الثاني، بعد خطأ ساذج من دفاعات الأبيض، منح حمدي فتحي الفرصة في تمرير عرضية حريرية، وضعها شريف بكل سهولة داخل العرين الأبيض.
وأضاف "محمد شريف" الهدف الثالث لفريقه والثاني له، في الزفير الأخيرة من المباراة، بتسديدة قوية مزقت الشباك البيضاء، من تمريرة حمدي فتحي، صاحب النصيب الأوفر من التوفيق، ونجم اللقاء الذي كان قاسمًا مُشتركًا في الثلاثية الحمراء.
نجح رهان مارسيل كولر على "الفتى المشاغب"، الذي فشل جميع من سبقوه في ترويضه أو استثمار قدراته، وتطويعها لخدمة الكتيبة الحمراء، ليقدم "كهربا" فروض الولاء، ويرد الجميل مُضاعفًا خلال مبارتين مُتتاليتين، كان فيهما هو "كلمة سر" الفوز وتحقيق الانتصار.
أكد المدير الفني السويسري أنه يمضي بفريقه على الطريق الصحيح، ليكرر إنجازات مواطنه رينيه فايلر، وينجح في إعادة ترتيب البيت الأحمر من الداخل، مُبشرًا باستعادة المجد المحلي، والظهور بشكل مُشرف قبل خوض معمعة المونديال، علاوة على توجيه رسالة تحذير قوية لمنافسيه في البطولة الإفريقية.
حقق المارد الأحمر المراد في قمة الحسم، وقلص احتمالات عودة الزمالك لحلبة السباق على درع الدوري بنسبة كبيرة، أو التأهل لبطولة الأندية الإفريقية أبطال الدوري، في ظل المنافسة الشرسة المُتوقعة من الثنائي الطامح للمجد القاري "فيوتشر" و"بيراميدز".
نجحت كتيبة كولر في عبور قمة الحسم بـ ثلاثية نظيفة، وعززت موقعها في صدارة الدوري، قبل التوجه للمغرب للمُشاركة في كأس العالم للأندية، لتؤمن عودتها إلى السباق المحلي بفارق مُطمئن، بعيدًا عن حسبة المؤجلات، التي أطاحت بأحلام الشياطين الحمر، على مدار الموسمين الماضيين.
وبالنظر إلى أحداث المباراة، نجح الجهاز الفني للنادي الأهلي في قراءة المُعطيات السابقة للقاء، وتعامل مع النقص العددي الكبير في صفوف فريقه بواقعية شديدة، واستدرج الزمالك لمصيدة الأداء البطيئ والحذر، قبل أن يقلب الطاولة وينتزع فوزًا مُقنعًا، حسم به نقاط اللقاء الثلاث، ليحلق بالقمة مُنفردًا بفارق 8 نقاط عن الغريم التقليدي، و4 عن فيوتشر صاحب الوصافه ومنافسه المباشر على اللقب.
في المقابل واصل الزمالك ومديره الفني سلسلة النتائج السلبية، المُخيبة لآمال جماهيره ومُحبيه، والتي قدمها خلال الأسابيع الأخيرة بمسابقة الدوري الممتاز، والتي كلفت الفريق خسارة 16 نقطة، في مشوار دفاعه عن لقب الدوري، الذي حققه بالنسختين السابقتين تواليًا.
في ديربي القمة 125 قدم "كولر" أوراق اعتماده لدى جماهير القلعة الحمراء، ليؤكد صحة وجهة نظر مجلس إدارة النادي الأهلي، ورهانها على مدربها السويسري لتصحيح أوضاع الفريق، على الصعيدين المحلي والقاري، أملًا في استعادة لقب بطولة الدوري، وتعزيز موقعه في زعامة القارة الإفريقية بمجد جديد.