قافلتان من الأزهر والأوقاف: السلام غاية إنسانية نبيلة وقضية راسخة في الفكر الإسلامي
السيد علي
أكدت قافلتان دعويتان مشتركتان بين الأزهر والأوقاف واللتان تم إيفادهما إلى محافظتي البحر الأحمر، والمنيا أن السلام غاية إنسانية نبيلة، وقضية راسخة في الفكر الإسلامي، فالإسلام دين السلام، وربنا - جل وعلا - هو السلام، ونبينا - ﷺ - نبي السلام، وتحية المسلمين في الدنيا والآخرة السلام، والجنة هي دار السلام، وتحية أهل الجنة في الجنة السلام، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً".
جاء ذلك خلال أعمال القافلتين المشتركتين بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وتضم كل قافلة عشرة علماء خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع"ادخلوا في السلم كافة".
وأوضحت القافلتان أن المسلم الحق يحقِّق السلام مع نفسه، وينشر السلام في مجتمعه، وفي العالم أجمع، فالسلام النفسي يجعل الإنسان يعيش في جوٍّ من السكينة والطمأنينة، ومحبة الخير للغير، وسلامة الصدر، فلا يحقد، ولا يحسد، ولا يغش، ولا يخون، وتراه مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر.
وأشار العلماء بالقافلتين إلى أن المسلمَ الحقَّ منضبطٌ في معاملاته مع الناس جميعًا على اختلاف معتقداتهم، حيث يعتقد بأن فلسفة السـلام في الإسلام تنبع من أنه دين يعدل بين الناس جميعًا في الحقوق وفي الواجبات، ويؤمن بقبول الآخر والمختلف، فتُصان الدماء في المجتمع، وتُحفَظ الأعراض والأموال، ويعيش المجتمع في مناخ من العدل والوفاء، ويتوفَّر الأمن والاستقرار، وتتحَقَّق التنمية والرخاء والازدهار .
واكد العلماء أهمية تحقيق السلام المجتمعي من "وثيقة المدينة" التي أبرمها نبينا (ﷺ) مع يهود المدينة، حيث تُعَدُّ هذه الوثيقة أفضل أنموذج في تاريخ البشرية للعيش الإنساني السلمي المشترك، والسلام بين أبناء المجتمع الواحد على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم، في إطار من الإنسانية الراقية، والمواطنة المتكافئة، ونشر قيم الرحمة والتكافل والتعاون والتسامح.. مؤكدين أن تحقيق السلام العالمي مطلب إنساني ووطني، وضرورة حضارية راسخة، وأصل ثابت عمَّق الإسلامُ جذورَه في نفوس الناس.