خبير صيني بمكافحة الوباء: أبلغنا الصحة العالمية عن جميع المتغيرات الجديدة في فيروس كورونا
هدى المصري
قال ليانج وانيان، رئيس لجنة خبراء الاستجابة لـ”COVID-19” التابعة للجنة الوطنية للصحة، خلال مؤتمر صحفى أمس، نظمته جمعية الدبلوماسية العامة الصينية إن تعديل الصين للوباء يعتمد على فهم مسببات الأمراض، ومستوى مناعة السكان، وقدرة مقاومة النظام الصحي وتدابير تدخل الصحة العامة.
وأفاد ليانج بأن هذا لا يعني التخلي عن الفيروس، لكن "تخصيص الموارد لأهم مهام الوقاية والسيطرة والعلاج".
وأضاف: لقد بذلت الصين جهودًا لتعزيز الإمدادات الطبية اللازمة، بما في ذلك الأدوية العلاجية وكواشف الاختبار واللقاحات والأقنعة الطبية والبدلات الواقية.
واستعرض الخبراء أمس ما أصدرته الصين من تدابير متعددة في السنوات الثلاث الماضية لتقديم إرشادات للوقاية من الوباء ومكافحته، بما في ذلك تسعة إصدارات من بروتوكول التشخيص والعلاج لـ“COVID-19” و20 إجراء محسنًا و10 إجراءات جديدة. مؤكدين أن الدولة باتت تتعامل مع COVID-19 من خلال تدابير تستهدف الأمراض المعدية من الفئة B بدلًا من الأمراض الأكثر خطورة من الفئة A اعتبارًا من 8 يناير 2023.
وقال ليانج وانيان، خلال المؤتمر، إن الصين أبلغت منظمة الصحة العالمية عن جميع المتغيرات التي تم اكتشافها، وستواصل تحمل المسؤولية في تتبع المتغيرات الجديدة.
وردًا على سؤال يتعلق بالمخاوف الغربية بشأن ما إذا كان تعديل الصين لسياسة COVID-19 سيكون له تأثير على العالم وشفافية الأرقام الخاصة بعدد الوفيات، قال إن الصين أبلغت منظمة الصحة العالمية بجميع المتغيرات التي اكتشفتها وستواصل تحمل المسؤولية فيها. وسوف تتابع المتغيرات الجديدة.
وأضاف الخبير الصينى: إنه بدلاً من التركيز على عدد الوفيات في الصين؛ بسبب COVID-19، فإن المهمة ذات الأولوية بالنسبة للعالم هي تجاوز تأثير الوباء، مضيفًا أن حساب العدد المحدد للوفيات الناجمة عن COVID-19 غير ممكن لمعظم البلدان.
وأوضح أنه انطلاقا من الوضع الحالي للوباء على الصعيد الوطني، فإن ذروة العدوى لهذه الموجة في جميع أنحاء الصين في انخفاض.
قائلا لوسائل الإعلام: "لقد تمكنا من كبح جماح هذه الجولة من تفشي المرض، الأمر الذي يعكس تمامًا مرونة نظام الرعاية الصحية في الصين".
وأشار ليانج إلى أن نظام الرعاية الصحية في الصين لا يزال في أكثر الأوقات خطورة، سواء في علاج الأمراض الخطيرة أو الوقاية من الأوبئة الريفية والسيطرة عليها أو حماية السكان الرئيسيين.
وقال: فى الوقت الذي تتكاتف الصين فيه مع العالم باتباع خفض مستوى إدارة COVID-19، والذي تضمن رفع متطلبات الحجر الصحي للركاب الوافدين، أعلن عدد من الدول قيود دخول جديدة على المسافرين القادمين من الصين، متذرعين بأن ارتفاع عدد الحالات في الصين أثار مخاوف من جلب موجات جديدة أو متغيرات فرعية للفيروس إلى بلدانهم.
وردًا على هذه المخاوف، قال ليانج إن الصين تستجيب بنشاط لمنظمة الصحة العالمية في تبادل المعلومات بشأن المتغيرات الفرعية. وقد أنشأت الصين مجموعات متخصصة وأنشأت محطات تتبع في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك نقاط الدخول والخروج في كل ميناء، وفي المؤسسات الطبية على مختلف المستويات.
وقال ليانج، حتى الآن، أبلغت الصين عن جميع المتغيرات الفرعية للفيروس لمنظمة الصحة العالمية، وستواصل القيام بعمل جيد في تتبع المتغيرات الجديدة.
أما بالنسبة للاتهامات التي أثارها البعض في الغرب بشأن دقة الإبلاغ عن أعداد الوفيات وتوقيتها، فقال ليانج إن المطالبة بعدد من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا خلال الجائحة أمر غير ممكن، حيث يصعب على جميع الدول تقريبًا تحديد عدد الوفيات وفق معيار محدد، ويستخدم كل بلد معياره الخاص وفقًا لحالته الفعلية.
وأفاد بأنه مع اقتراب العام القمري الصيني الجديد، فمن المتوقع أن يعود عدد كبير من الأشخاص الذين واجهوا صعوبة في السفر خلال العامين الماضيين؛ بسبب إجراءات COVID-19 الصارمة إلى مسقط رأسهم، ما يشكل تحديات خطيرة لأعمال الوقاية من الأوبئة في المناطق الريفية في الصين.
وصمدت القرى والمحافظات في وجه الموجة الأولى من الإصابات وأجرت استعدادات منظمة من حيث الأدوية والمعدات والأفراد، للموجات المستقبلية بما في ذلك العدوى الناجمة عن اندفاع السفر في عيد الربيع.
في هذا الشأن، طرح ليانج ثلاث أولويات لأعمال الوقاية من الأوبئة في المناطق الريفية في الصين تتمثل فى أولاً، ضمان حصول المناطق الريفية على الأدوية والإمدادات ؛ ثانياً، التدخل المبكر والعلاج لسكان الريف، لا سيما العدد الكبير من الفئات الضعيفة والفئات المعرضة للخطر ؛ ثالثًا، زيادة قدرة ومرونة أنظمة الرعاية الصحية المحلية.
ومن جانبه، أضاف وانغ قوي تشيانج، مدير قسم الأمراض المعدية في مستشفى جامعة بكين، أن مراقبة الفئات السكانية الرئيسية مثل كبار السن أمر بالغ الأهمية، ويجب على جميع المحطات الصحية في المناطق الريفية ترقية الحالة الصحية للمقيمين الأكبر سنًا بانتظام.
كما شدد وانج على النقل السلس للمرضى الذين يعانون من أعراض حادة، وكذلك استقبال هؤلاء المرضى في المستشفيات الكبيرة.