عاجل
الأحد 3 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الإذاعة المصرية كنز من ذهب ومليارات ضائعة

الإذاعة المصرية كنز من ذهب ومليارات ضائعة

31 مايو 1934 تاريخ مشهود في تاريخ مصر، وسيظل محفورًا في ذاكرة الأمة المصرية؛ لأنه تاريخ انطلاق أول إذاعة مصرية حكومية، ملك الشعب، حيث صدح صوت المذيع محمد فتحي الذي لُقب بكروان الإذاعة، وافتتحت يومها الإذاعة بآيات من القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت، ثم بعد ذلك غنت أم كلثوم وعبد الوهاب وألقت قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي، والإذاعة الحكومية المصرية، والتي بعد عام وشهور قليلة ستكمل 90 عامًا على انطلاقها رسميًا، بعد أن كانت الإذاعات قبل ذلك عبارة عن تجارب أهلية خاصة في العشرينيات تتم من خلال شركة ماركوني البريطانية، حتى انطلقت الإذاعة المصرية، ولم يخفت صوتها من وقتها. 



 

90 عامًا ستمر على إذاعتنا المصرية، ولذلك وجب علينا إنشاء مشروع ضخم لاستغلال كنوزها وأرشيفها الضخم والنادر، والذي يمكن أن يدر الملايين بل المليارات من الجنيهات لو أحسنا استغلاله، مشروع ضخم يحقق عوائد اقتصادية لا يتخيلها أحد، مشروع ضخم يواكب العصر، ويستغل الإمكانيات الكبيرة لأبناء الإذاعة المصرية، الذين يقومون بمجهود كبير وجبار في البرامج التي يقدمونها، سواء من خلال إذاعة البرنامج العام أو القاهرة الكبرى المتميزة أو الشباب والرياضة المتجددة أو إذاعة الشرق الأوسط وصوت العرب وإذاعة القرآن الكريم العظيمة بمحتواها وبرامجها. 

 

ولذلك أقترح أن يتم إنشاء منصة عبر الإنترنت مهمتها أولًا بث البرامج ومئات المسلسلات القديمة وأرشفتها وعمل ملخص مكتوب لها وإتاحتها مع استخدام الوسائل التوضحية الحديثة من رسوم أو صور، ولك أن تتخيل أن يُتاح لك مسلسل "ألف ليلة وليلة"، مثلًا الذي كان يذاع في الإذاعة أو برنامج "أبلة فضيلة"، أو البرنامج الكوميدي "ساعة لقلبك"، أو البرامج الطبية أو برنامج "زيارة لمكتبة فلان"، ونستمع لصوت الحكيم أو إحسان عبد القدوس أو العقاد، وهم يتحدثون عن الثقافة، وما تحتويه مكتباتهم، كيف سيكون شعورك وأنت تستمع لحوار إذاعي مع الرئيس السادات أو الرئيس جمال عبد الناصر أو الملك فاروق أو الرئيس محمد نجيب وخطبه بعد ثورة 23 يوليو، أو حديث الأسير الإسرائيلي عساف ياجوري، خلال حرب أكتوبر، عشرات البرامج الدينية وبرامج الفتاوى من مشايخ الأزهر وكبار العلماء ومفتين سابقين، يمكن إتاحتها عبر المكتبة الرقمية التي يمكن أن تتاح عبر هذا الموقع الضخم، كما أننا في حاجة لإنشاء إذاعة للمرور ترصد وتحلل حالة المرور بكل المحافظات لحظة بلحظة، وترشد الناس وأكثر من أصحاب 9 ملايين مركبة تسير على الطرق وأكثر من 20 مليونًا يستقلون وسائل نقل كل يوم، وإذاعة المرور ستكون مهمة ويسهل توفير التمويل لها في ظل التوسعات الكبيرة في الطرق ووسائل النقل الجماعي الذكي، بداية من الأتوبيسات الخاصة أو الأتوبيس الترددي والمترو وحتى القطار الكهربائي والمونرويل. 

 

 

 المسلسلات والسهرات الإذاعية، ناهيك عن البرامج العلمية والترفيهية، وحتى البرامج الإذاعية الطبيبة والعلمية وتسجيلات القرآن الكريم النادرة لكبار القراء، والأناشيد الدينية، وحتى الأغاني الشعبية والتراثية، يجب أن تُتاح لأكثر من 100 مليون، وأكثر من 300 مليون عربي، يجب أن ننقذ تراثنا الإذاعي ومكتبة مصر وذاكرتها الإذاعية من الاندثار، وإتاحتها عبر الإنترنت، وأرشفت أهم ما بها، وتوفيرها لنا وللأجيال القادمة.. المشروع سيحقق أرباحًا ضخمة توفر لأبناء ماسبيرو الاكتفاء الذاتي، بعيدًا عن اللجوء للدولة لتوفير المرتبات، ولدى ماسبيرو من أبنائه الإذاعيين والمعدين والصحفيين بمجلة الإذاعة والتليفزيون، الكوادر والكفاءات القادرة على العمل وإنجاز المشروع وتفريغ محتوى البرامج الصوتية لتحويلها لموضوعات نصية مكتوبة سهلة القراءة، سواء بالعمل اليدوي أو من خلال برامج الذكاء الاصطناعي الحديثة، التي يمكن أن تحول الصوت إلى كلام مكتوب.. يجب أن نبدأ الآن وليس غدًا في تنفيذ المشروع، سواء استغلال الأرشيف الثمين القديم أو العمل على إتاحة المحتوى الذي يقدم الآن عبر الإذاعات المصرية، بدلًا من أن يضيع مجهود الزملاء المعدين والمذيعين هباء بمجهود يُذاع على الهواء ويندثر وللأسف يصعب الرجوع له أو لمحتواه مرة أخرى لعدم وجود موقع خاص لذلك يحفظه أو حتى تطبيق على الهواتف الذكية يُساهم في ذلك ونشره ليستمع له أكثر من عشر ملايين مصري مغترب  يتشوقون لنسيم مصر والاستماع لتراثها و إبداعها الإذاعي.. بالتأكيد سيدر الموقع، التطبيق المقترح، دخلًا بعشرات الملايين من خلال الإعلانات الرقمية أو من خلال الاشتراكات في المحتوى المميز، الذي يمكن بيعه بعد ذلك، مثلها مثل المنصات التليفزيونية أو من خلال تعظيم قيمة الإعلانات التي تبث على الراديو حاليًا، خاصة أن المعلنين سيسعدهم أن إعلاناتهم التي ستذاع في الراديو ستذاع أيضًا على الإنترنت، ويتم أرشفتها حتى يمكن الاستماع لها مع برامج الراديو. 

 

 

أكثر من عشر إذاعات تابعة للدولة ومثلها تقريبًا للقطاع الخاص، ويمكن أن نختصر بعضها من خلال ترددها على موجة F. M الشهيرة، والتي يسهل استقبالها على جميع هواتف المحمول وهي كالتالي، راديو الشباب والرياضة 108  MHz FM راديو البرنامج العام 107.3 MHz FM راديو صوت العرب FM 106.3 MHz راديو القاهرة الكبري 102.2 MHz FM راديو الشرق الأوسط 89.50 MHz FM راديو مصر 88.7 MHz Fm راديو نجوم FM 100.6 MHz راديو البرنامج الثقافي 91.5 MHz FM راديو البرنامج الموسيقي MHz 98.80 Fm نغم اف ام 105.3 FM MHz إذاعة الأغاني 105.8 MHz FM راديو الأخبار والموسيقى MHz 91.4 راديو جول اف ام 93.7 FM راديو القرآن الكريم 98.2  MHz FM راديو نايل FM MHz 104.25 اف ام شعبي 95.0 FM MHz راديو البرنامج الأوروبي 95.4 F. M راديو ميجا اف ام Mega 92.70 MHz راديو هيتس اف ام Hits 88.20 MHz راديو اينرجي 92.1 FM بالإضافة للإذاعات المصرية الموجهة (عربي - روسى - فرنساوي - إنجليزي)، وأكثر من 25 إذاعة تبث عبر الإنترنت ما بين متخصصة وتابعة لمواقع إخبارية مثل راديو الأهرام.. فهل يأخذ المسؤولون القرار الصعب، الذي قد يكون مكلفًا في البداية، ولكنه سوف يعمل على تشغيل مئات من أبناء الإذاعة والصحفيين ويستغل قدراتهم ويوفر ملايين الجنيهات بعد ذلك؟!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز