عاجل
الأربعاء 6 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مسرح الكون.. والرقم 7 في عام 2023.. والفعل الفاضح  

مسرح الكون.. والرقم 7 في عام 2023.. والفعل الفاضح  

(١) المسرح الكبير 



أسدل العام 2022 ستائره، راحلًا بلا عودة، بما جرت على خشبة مسرحه الكوني، من عروض، ملهاة، ومأساة، ميلودرامية، وأخرى هزلية.

فما العام، إلا فصل من فصول مسرحية طويلة، بدأت مع وجود البشر، ليؤدوا فيها أدوارهم، حتى يرحلوا، ليحل محلهم آخرون في أدوار جديدة، بفصول جديدة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. وها نحن مع بداية الفصل المسرحي الجديد 2023.

مسرح البشرية، يختلف جوهريًا، عن دور المسارح العادية، تلك التي يؤدي فيها ممثلون أدوارًا محددة بمدى زمني، مقيدة بنص المؤلف أمام مشاهدين، لتحقيق هدف التسلية والإمتاع أو التثقيف والتنوير، وصولًا لتطهير النفس البشرية. 

 

فمسرح الكون، العرض فيه ممتد لا يحده زمن، ولا تقيده نصوص يكتبها البشر، بل لا ينقسم لممثلين ومشاهدين، فالجميع في هذا الكون المسرحي يأتي للحياة لأداء دور على خشبة المسرح، دور ممتد من الميلاد إلى الانتقال إلى دار البقاء.

والجميع يؤدون أدوارهم بين الفاعلين، وفي الوقت ذاته يجلسون بين صفوف المشاهدين، يتابعون أداء غيرهم لأدوارهم، في أحداث مسرح الحياة.

الدراما، لفظة يونانية تعني "أنا أفعل"، والحقيقة كل إنسان في هذا الكون يفعل أشياء كثيرة تتفق أو تختلف معها، وتؤدي أفعاله إلى تحقيق نتائج وآثار تُسهم في حركة الحياة في محيطه الضيق، الذي لا يتخطى حدود أسرته، أو الممتد لمحيطه الاجتماعي، والوطني، والإقليمي أو الدولي.

حتى وإن كان فعلك انسحابيًا أو التقوقع داخل ذاتك، أو ملازمة فراشك، فإن لهذا الفعل آثاره سلبًا أو إيجابًا على مسرح الأحداث، خاصة مع محصلة جمع الفاعلين لذات السلوك على المجتمع.

 

المأساة، أو التراجيديا، كانت سمة الفصل الثاني والعشرين من القرن الثالث الميلادي، العام المنقضي، فقد شهدت اندلاع الحرب الروسية- الأوروبية في أوكرانيا، لتصيب شظاياها الدول كافة، من لها دور في تلك المشاهد الدموية، أو جمهور المشاهدين في الدول النامية.

 

ويعرّف أرسطو المأساة أو التراجيديا، بأنها: "محاكاة لفعل نبيل تام، لها طول معلوم، بلغة مزيفة تختلف وفقًا لاختلاف الأجزاء، وهذه المحاكاة تتم من خلال أشخاص يفعلون لا عن طريق الحكي والسرد، وتثير الرحمة والخوف، وتؤدي إلى التطهير من هذه الانفعالات". 

 

في المسرح الكوني، يرفع الفاعلون في أحداث المأساة شعارات النبل، فمن يشن الحرب، يدافع عن أمنه القومي، ومن يتصدى يدافع عن أرضه وشعبه، فها هو الرئيس الروسي بوتين يبرر موقفه في هذا الفعل بالمشهد المسرحي، بالدفاع عن الأمن القومي لبلاده، وها هو الرئيس الأوكراني زيلينسكي، يرفع شعار الدفاع عن الوطن.

 

وبالمناسبة زيلينسكي، الذي يؤدي دور مشاهد الآن على مسرح الكون، كان يؤدي أدوارًا درامية في مسرح أرسطو، الذي انتقل بفعل التطور من مسرح إلى سينما، قبل أن يخوض الانتخابات الرئاسية لأداء دور جديد على مسرح الحياة في رواية يشاركه فيها بوتين ورؤساء أمريكا والاتحاد الأوروبي.

 

ومن المأساة، إلى الملهاة تلك الدراما الكوميدية، التي يسخر فيها البشر من أنفسهم، إلى الميلودرامية، تلك الأحداث التي تغلب عليها المبالغات والتضخيم، واليوم نشاهد على مشاهد "تويتر"، ومواقع التواصل الاجتماعي، من يؤدون أدوارًا ميلودرامية، تعتمد على تضخيم الأحداث، وخلق صورة زائقة عن الكثير من الوقائع.

 

يا عزيزي نحن في مسرح كوني كبير، واليوم بدأنا مشاهد الفصل 2023.

 

(٢) سر الرقم 7 في العام 2023

 

يحمل الرقم 7 أسرارًا لا يعلمها إلا الله، سبحانه وتعالى، فهو جل شأنه الذي خلق سبع سموات طباقًا، وجعل الأسبوع سبعة أيام.

 

وذكر الله في كتابه الكريم قصة سيدنا يوسف في مصر، التي مرت بسبع سنوات رخاء، تلاها سبع سنوات عجاف، وليست مصادفة أن تكون قارات العالم سبع قارات، وسبعة أشهر شرط اكتمال الجنين في بطن أمه، حال ميلاده مبكرًا ليُكتب له الحياة.

 

بل الأمر لا يقتصر على الأمور الدينية، فالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، والسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، وعدد الجمرات في مناسك الحج سبع جمرات في كل رمية، بل ألوان الطيف سبعة، ودرجات السلم الموسيقي سبع، وعجائب الدنيا سبع.

 

والأهم "كن فيكون"، سبعة أحرف، مكونات الشهادة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، سبعة.

 

لهذا أنا مستبشر بهذا العام 2023، ذلك الفصل الجديد الذي تجري عليه أحداث الكون، سيحمل الخير الكثير بإذن الله لمصر، والعالم، فمكونات رقم العام حاصل جمعها يُعطي الرقم “سبعة”، (3+2+0+2= 7)، هذا إلى جانب أسباب لها علاقة بما اتخذ من إجراءات إصلاحية، وما سيبدأ جني ثماره من مشروعات قومية في مصر.

 

"3" الفعل الفاضح

 

 فيديو الفعل الفاضح أعلى كوبري، تم تصويره في إبريل 2022، وتم نشره في مستهل يناير 2023، لماذا؟ الإجابة: محاولة لتغذية حملات الشائعات الموجهة لقانون الأحوال الشخصية، خاصة المتعلقة بشروط الزواج.

 

فالفعل ارتكبه مراهق، طفل، في مرحلة المراهقة 17 سنة، ومراهقة عابرة للطفولة المتأخرة، على أعتاب البلوغ 18 سنة، لا شك يحتاجان إلى بحث لسلوكهما، واستنهاض لدور المؤسسة الأسرية والتعليمية والدينية والإعلامية، لغرس بذور الأخلاق والقيم ورعايتها حتى تنمو في نفوس الأبناء.

 

لكن من القيم أيضًا التي يجب غرس بذورها، هي كيف نواجه انحرافات فردية لتقويمها، هل بتصويرها لتقديمها للجهات المعنية للمحاسبة، واتخاذ إجراءات التقويم والردع، أم بفضحهم وأسرهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإثارة المراهقين، وتشويه الصورة الذهنية عن المجتمع، والتوظيف السياسي في حملات الشائعات ضد مشروعات قوانين.

 

 

هل من الأخلاق رصد فعل فاضح بكاميرا، محمول أو غيرها في إبريل 2022، ثم نشرها في مستهل يناير 2023، ما القصد هنا، وربما هذا هو السؤال الذي تسعى النيابة العامة للتعرف على مصور وناشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي للإجابة عنه، والوقوف على ملابسات الواقعة، لاتخاذ ما تراه مناسبًا وفق توصيفها للواقعة والقوانين الحاكمة أو المجرمة.

 

القصد، أحد أهم أركان توصيف الفعل، والحكم عليه، تقع الجريمة وتنتفي بوقوع توافر القصد الجنائي من انعدامه.. فهل من صوّر هو من نشر، أم من صور ستر، وفقد هاتفه فوجده من نشر؟ ثم ما قصد من نشر، وما غايته من النشر في هذا التوقيت؟!  أسئلة تجيب عنها جهات التحقيق.

 

 

عام سعيد بإذن الله، ترتفع فيه معدلات الوعي، وجودة الحياة، وترمومتر الأخلاق، والعمل والاجتهاد، وتتقلص فيه الانحرافات والسلوكيات السلبية.  

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز