عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مئذنة المسجد العتيق في سيوة

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

نقدم الآن نموذجا لأحد المآذن الصحراوية، وهي مئذنة مسجد سيوة العتيق، ورغم أنها لاقتع في غرب إفريقيا، إلا أن البعض يرى أن شكلها وطرازها يبدو مهما لأنها تقع في ذات النطاق الجغرافي الذي نتحدث عنه في هذا الكتاب، وهو نطاق الصحراء، وخصوصيتها، وسماتها. 



شيد هذا المسجد في حوالي القرن 6هـ/12م ويبدو البناء في شكل مستطيل، ويتوسطه ست دعامات ضخمة برميلية الشكل، تقسم المسجد إلى 3 أروقة موازية لجدار القبلة، ويغطي المسجد سقف من جذوع النخيل والخشب، ويتميز المسجد بمئذنته الضخمة التي تقع بالزاوية الشمالية الشرقية، وتشبه طراز مآذن المغرب والأندلس، والمئذنة ليست مشيدة من الطين أو قوالب الطوب بشكل كامل، لكن الطين يُعد مكونًا مهمًا من أحجار المئذنة، إذ شيدت من حجر الكرشيف، وهي قوالب مصنوعة من خليط من الملح والطين في ذات الآن، وتعد تلك المئذنة نموذجًا لعمارة المآذن في الصحراء الإفريقية بصفة عامة، وهي تختلف بشكل واضح عن الطراز المعماري الخاص بالمآذن في بلاد المغرب والأندلس، وهو الطراز الذي ذاع في العديد من المدن في غرب إفريقيا كما أسلفنا القول. 

وتبدو المئذنة أقرب لشكل قمائن الطوب اللبن والتي كانت تضم أفران تستخدم لحرق قوالب الطين والتي توضع بها القوالب، ثم تتحول للون الأحمر، وتصبح أكثر صلابة بعد ذلك. كما يبدو في طراز تلك المئذنة بعض المساجد في بلاد المشرق مثل مسجد أحمد ابن طولون بالقاهرة الذي يتميز بالمئنة الحلزونية، وكذلك طراز مئذنة المسجد الجامع في مدينة سامراء بالعراق التي شيدت في أوائل العصر العباسي، وبناه الخليفة المعتصم (218-227هـ).  وتلك المئذنة مبنية من الطوب اللبن على غرار مآذن غرب إفريقيا، ويبلغ ارتفاعها حوالي 50م، وتشتهر بالمئذنة الملوية. وهذه السمات الخاصة بتلك المئذنة هي مما جعلنا نتحدث عنها في هذا الشأن لمزيد من إظهار التتنوع المعماري في مآذن الصحراء بإعتبارها البيئة المميزة لكل شعوب الصحراء، وكان لها أكبر الأثر في عمارة هذه البلاد لتكون الصورة أمامنا أكثر شمولاً وعمقًا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز