عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قطر 2022.. وعلى نياتكم ترزقون

قطر 2022.. وعلى نياتكم ترزقون

"وعلى نياتكم ترزقون".. حقيقة أثبتتها قطر لجميع دول العالم، بعدما أبهرت الجميع بتنظيم ولا أروع لبطولة كأس العالم، لتوجه رسالة لجميع المشككين فى العرب بأنهم قادرون على صناعة المستحيل.



ولأن قطر اجتهدت على مدار سنوات لاستضافة كأس العالم ٢٠٢٢، وأنفقت قرابة ٢٦٠ مليار دولار، وهو رقم مالي خيالي نظير ذلك، تكلل سعيها بأن تكون أفضل نسخة في تاريخ المونديال على أراضيها من حيث الإبهار والتنظيم والتصوير والإخراج والتحكيم وعدد الجماهير وعدد المشاهدين، إلخ، ولأنها أيضًا حافظت على هويتها ضد محاولات بعض دول الغرب فرض ثقافتها وقناعاتها الغير أخلاقية، توج أسطورة الكرة الأرضية ليونيل ميسي بأول وآخر بطولة كأس عالم فى تاريخه الحافل بالأرقام الإعجازية؛ ليذكر التاريخ والأجيال فى العالم أجمع، وهم يسترجعون زكرياتهم أو يتصفحون وسائل البحث والتواصل أن الساحر ميسى عندما فاز بالبطولة الوحيدة لكأس العالم كان ذلك على أرض دولة قطر، وهو بحق شرف كبير يستحقه الشعب القطرى الودود الراقي المحب لمصر وللعروبة.

 

ولأن لكل مجتهد نصيب، سيذكر التاريخ أيضا أن أسطورة الكرة الأرضية الأخرى كريستيانو رونالدو عندما زرفت دموعه كان على أرض قطر عندما خسر أمام المغرب فى دور ثمن النهائي، ولم يوفق في الحصول على آخر كأس عالم في تاريخه في دولة قطر.

 

ولأنه أول مونديال يقام على أرض عربية، حققت المنتخبات العربية انتصارات خيالية لا يصدقها عقل لشعورهم بأنهم يلعبون على أرضهم، حيث بدأها المنتخب السعودي بالفوز على الأرجنتين في وجود ميسي ثم المنتخب التونسي بالفوز على فرنسا حامل لقب مونديال ٢٠١٨ ثم تحقيق المنتخب المغربى لمعجزة تصدر مجموعته بعد الفوز على كندا وبلجيكا والتعادل أمام كرواتيا ليتأهل لمواجهة اسبانيا بدور ال١٦ وفاز عليها بركلات الجزاء قبل أن يضرب موعدا مع البرتغال ليقهرها فى مباراة للتاريخ بنتيجة ٢-١ قبل ان يودع المونديال مرفوع الرأس بعد الخسارة أمام فرنسا ٢-١ بصعوبه فى نصف النهائي ليلتقي مع كرواتيا مجددا على المركزين الثالث والرابع ويتلقى الهزيمة غير المستحقة مجددا ويحصد المركز الرابع في سابقة تاريخية بالنسبة للمنتخبات العربية والإفريقية.

 

 

ولأن الشعوب العربية تستحق الفرحه كان لمونديال قطر مفعول السحر فى خرس ألسنة أصحاب الفتنة وتوحيد الأمة العربية على قلب رجل واحد فى ظهور حضارى سواء فى مدرجات المونديال أو خلف الشاشات فى شتى بقاع البلدان العربية يشجعون ويهتفون لكل ماهو عربى يبدع فى الدفاع عن اسم بلده والأمة العربية ، اذ تزينت المقاهى والمحال وجدران البيوت بأعلام قطر والسعودية والمغرب وتونس فى سابقة قلما تحدث.

 

 

ولأن ليو ميسى "أبو تياجو" صاحب الكرة والذي تشعر بأنه عبارة عن كرة متحركة كما وصفه نجلي الصغير وأسطورة سيخلدها التاريخ مثل مواطنه الأسطورة الراحل مارادونا، نصفه القدر وابتسم له الحظ وحقق حلم طفولته بالتتويج بلقب كأس العالم على أرض دولة قطر الذي ارتدى عباءتها الخليجية فى لافته تاريخية لم ولن تمحى من الذاكرة .

 

 

ومن أبرز العبر الذي منحتها تلك البطولة العالمية لجميع الأجيال الجديدة هو عدم الاستسلام والتحلي بروح الإرادة حتى مع تحقيق الفشل فى بداية الطريق ، وهو ما فعلته الأرجنتين بعدما خسرت على يد السعودية لتكون بمثابة ضربة الانطلاقة للتانجو لتحقيق لقب البطولة لتؤكد للجميع انه بالعزم والإدارة يتحول الفشل الى نجاح .

 

 

ولأن وراء كل رجل عظيم إمرأة عظيمة، فالجميلة أنتونيلا زوجة ميسى وأم أبناءة الثلاثة كانت كلمة السر فيما وصل إليه ميسى الذي أمتع العالم طوال ١٨ سنة، فضلا عن وفاء ميسي لرفيق عمره سيرجيو أجويرو الذي أجبره مرض القلب على اتخاذ قرار الإعتزال ليُحرم من لقب غالي عاش سنوات يحلم به ، فدعم ميسي لصديق عمره ورفيق رحلته وصل إلى أن منحه مكانه المعتاد في غرفته خلال معسكر المنتخب الأرجنتيني، وفي ليلة النهائي كانا معا في المساء يتحدثان عن ليلة التتويج وكيف تفوز الأرجنتين، وكيف يحقق ليو حلمه وحلم صديقه مرض القلب الممنوع من ممارسة كرة القدم طيلة حياته.

 

 

ميسي منح أجويرو قميص المنتخب الذي حُرم من المشاركة معه، وسمح له سكالوني مدرب الأرجنتين بالدخول إلى منصة التتويج، ليرفع كأس العالم ويلتقط الصورة التي طالما حلم بها في كل ليلة قضاها مع ليونيل يرتديان زي منتخب بلادهما، ليثبت انه بالوفاء تتحقق المعجزات.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز