عاجل.. شيطان الغبار المريخي يمرّ فوق العربة الجوالة ويسجل الأصوات المخيفة
عادل عبدالمحسن
مرت زوبعة غبار شاهقة فوق مركبة فضائية متجولة أثناء استكشافها لموقع بحيرة قديمة على سطح المريخ - وسجلت المركبة أول أصوات شيطان الغبار المريخي هذا باستخدام ميكروفونها.
ربما يعجبك
وشياطين الغبار، أو زوابع الغبار، شائعة على المريخ، وهي جزء من أنماط الطقس على الكوكب الأحمر.
وكانت بعثات أخرى قد قامت بجمع الصور وبيانات الطقس وقياسات الغبار لهذه الأحداث، كما أن مسبار NASA InSight سجل إشارات زلزالية ومغناطيسية أنشأتها شياطين الغبار، ولكن الصوت كان العنصر المفقود- حتى الآن.
أول مهمة تحمل ميكروفونات في رحلة للمريخ
أكملت مركبة إبداع المريخ التابعة لناسا رحلة ناجحة 31 في 6 سبتمبر 2022.
وطارت المركبة الإبداع "97 مترًا" غربًا باتجاه دلتا نهر جيزيرو، في 55.6 ثانية.
وعندما حطت المركبة المسبار على سطح المريخ في فبراير 2021 ، أصبحت أول مهمة تحمل ميكروفونات في رحلة إلى الكوكب الأحمر.
وصادف أن ميكروفون SuperCam الخاص بالمستكشف الآلي قد تم تشغيله وتسجيله في 27 سبتمبر 2021، عندما مر شيطان الغبار مباشرة فوق العربة الجوالة، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت يوم الثلاثاء في مجلة Nature Communications.
قالت رئيس فريق إعداد الدراسة الدكتورة نعومي مردوخ، الباحثة في جامعة تولوز العليا، إنه خلال مقطع مدته 11 ثانية تم التقاطه بواسطة الميكروفون، هناك فترتان من الرياح منخفضة التردد حيث تمر الجدران الأمامية والخلفية لشيطان الغبار فوق العربة الجوالة.
وقالت مردوخ إن بين جدران الزوبعة فترة هدوء عندما كانت العربة الجوالة في عين الدوامة، ويمكن سماع طقطقة وهسهسة أثناء الحدث، والتي تم تحديدها على أنها حبيبات غبار تضرب العربة الجوالة.
أكدت مردوخ أن الباحثين تمكنوا من عد الجسيمات الموجودة في شيطان الغبار عندما اصطدمت بالمركبة الجوالة، مما أدى إلى نوع جديد تمامًا من القياس على الكوكب الأحمر، مؤكدة أنها المرة الأولى التي تتمكن فيها أداة من تحديد كمية الغبار المرتفع على سطح المريخ.
كما أكدت الصور والبيانات الأخرى التي أرسلتها المركبة الجوالة ما حدث، عندما جمع الباحثون جميع العناصر التي جمعتها المركبة معًا، قرروا أن شيطان الغبار وصل إلى أكثر من 118 مترًا طولًا وامتد عرضًا 25 مترًا، وحوالي 10 مرات أكبر من العربة نفسها.
قالت مردوخ إنه في حين أن هذا يبدو وكأنه زوبعة هائلة، إلا أنه متوسط حجم شياطين غبار المريخ.
فوجئ الباحثون باكتشاف أن الغبار المتراكم داخل شيطان الغبار، بدلاً من مجرد حمله داخل الجدران الخارجية- وهذا ممكن لأن شيطان الغبار ربما كان لا يزال في طور التكوين أثناء تحركه فوق المركبة الفضائية.
وتعمل شياطين الغبار كمؤشرات للاضطراب في الغلاف الجوي على سطح المريخ وتلعب دورًا مهمًا في دورة الغبار المريخي.
وتشتهر شياطين الغبار بأنها مفيدة وضارة على المريخ.
ومن المتوقع أن تنتهي مهمة المسبار "InSight" هذا الشهر بعد قضاء أربع سنوات في دراسة الزلازل وظواهر أخرى على الكوكب الأحمر.
وتجمعت طبقات من الغبار على ألواحها الشمسية ومنعت المركبة الفضائية من جمع طاقة كافية لمواصلة تشغيل أجهزتها.
وتحدث شياطين الغبار بشكل متكرر في " Jezero Crater "، حيث هبطت المركبة الجوالة، ولكن يبدو أنها غائبة في منطقة هبوط المسبار "InSight" في السهل المسطح من Elysium Planitia - والباحثون ليسوا متأكدين من السبب.
وفي منطقة هبوط "InSight"، استقر الغبار من الغلاف الجوي على الألواح الشمسية.
ومع ذلك، نظرًا لعدم وجود زوابع قادرة على رفع الغبار في منطقة "InSight"، فإن الزوابع غير قادرة على "تنظيف" الألواح الشمسية".
استفادت بعثات المريخ الأخرى في الواقع من عمليات التنظيف المنتظمة التي تقوم بها شياطين الغبار، والتي عملت مثل المكانس الكهربائية للغبار المتجمع على مركبات سبيريت وأوبورتيونيتي الجوالة التي تعمل بالطاقة الشمسية ووفرت لها عمرًا أطول من المتوقع.
قام المعهد العالي للملاحة الجوية والفضاء بجامعة تولوز، والمعروف باسم " ISAE-SUPAERO "، ببناء الميكروفون المثبت على المركبة الجوالة.
وكل شهر، تجمع مردوخ وفريقها ثمانية تسجيلات مدة كل منها حوالي 167 ثانية.
قالت مردوخ: "نحن نقدر أن ملاحظة ميكروفون واحد في منتصف النهار "الوقت من اليوم الذي يكون فيه نشاط شيطان الغبار" لديها فرصة واحدة فقط من بين 200 لتسجيل شيطان غبار مثل الذي واجهناه"، ولقد حالفنا الحظ بالتأكيد، ولكننا أيضًا استهدفنا ملاحظات الأداة بعناية لزيادة فرص النجاح."
يمكن لمزيد من تسجيلات الميكروفون التقاط شياطين غبار إضافية ، ويستخدم فريق مردوخ التسجيلات الصوتية لقياس الاضطرابات الجوية لتحديد نطاقها على المريخ.
تم تضمين ميكروفون SuperCam في الأصل للاستماع كأدوات على صخور المركبة الجوالة لتحديد خصائصها، لكن بياناته الصوتية تلقي الضوء أيضًا على إمكانيات علوم الغلاف الجوي على الكوكب الأحمر ، على حد قول مردوخ.
وتسلط كل هذه القياسات والتحليلات الضوء على مدى قيمة البيانات الصوتية في استكشاف الكواكب.
لذلك، وبالتوازي مع " ISAE-SUPAERO "، يعمل الخبراء الأمريكيين على تطوير الجيل التالي من أجهزة الاستشعار الصوتية التي سيتم إرسالها إلى أجسام كوكبية أخرى في جو في المستقبل.
جوجل نيوز
