

سامي أمين
مفيد فوزي الذي عرفته
برحيل مفيد فوزي تفقد مؤسسة “روزاليوسف”، والصحافة المصرية والعربية، أحد أهم نجومها ورموزها على مدى عقود، ولقد شرفت بأن يكون له دور كبير في مسيرتي المهنية، منذ البدايات في مجله "صباح الخير"، عندما كان رئيسًا لتحريرها فمنحني الدعم والتشجيع لأكون رسامًا بالمجلة ولأهم الأبواب التي كان يكتبها وهو شاشة "صباح الخير"، التي يختار فيها شخصية العدد.. وهو داعم كبير لشباب الصحفيين والرسامين.

مفيد فوزي، عاشق لفنون الرسم الصحفي والكاريكاتير، وكان من النادر أن يستعين بالصورة في المجلة، وهي إحدى السمات التي تميزت بها المجلة منذ نشأتها. وأذكر له أيضًا أنه قدم أعدادًا خاصة متميزة ومبتكرة مثل عدد "أحلى جنون"، الذي منح فيه الرسامين لتحرير العدد بالكامل والرحلة الأخيرة إلى القمر، حيث تخيل نهاية كوكب الأرض ورحيل سكانه إلى القمر، كما أنني عملت معه في آخر خمس سنوات في باب أسبوعي بمجلة روزاليوسف "حديث المدينة".. خواطر فنية.. حيث كان بيننا مكالمة أسبوعية للاتفاق على شخصية الأسبوع، وهي كانت بالنسبة لي لقاء أسبوعيًا بالأستاذ، وكيف يفكر ويستعرض الأحداث ويحللها بخبرة السنين الطويلة من العمل الصحفي والإعلامي، الذي كان أحد أكبر رواده، خاصة بالإعداد للبرامج الناجحة منذ بدايات التليفزيون المصري مثل "نجمك المفضل" والنادي الدولي، كما أنه أول من كتب ما نسميه اليوم البوست أو التويتة الشديدة الاختزال في بابه الشهير سماعي، الذي كتبه على مدى عقود في مجلة "صباح الخير"، وله باب في "صباح الخير" أيضًا من أنجح أبوابها، وهو كان يكتبه على لسان صحفية اسمها نادية عابد كشخصية من خياله ابتكرها، والتي تفاعلت مع قرائها عبر أفكارها وكلماتها ومواقفها.
رحم الله أستاذي وكاتبنا الكبير، أحد أهم الأعمدة التي قامت عليها مؤسسة روزاليوسف الصحفية والصحافة المصرية والعربية.