عاجل
الأحد 3 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مصر والإمارات 50 عاماً من المحبة

مصر والإمارات 50 عاماً من المحبة

أسعدني المشاركة فى حضور انطلاق فاعليات احتفالية مصر الإمارات 50 عاماً من العلاقات (قلب واحد التي أقيمت فى القاهرة، بحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدلولي ومحمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي، الاحتفالية التي تقام لمدة ثلاثة أيام، تعكس العلاقة الراسخة والتاريخية بين مصر ودولة الإمارات العربية الشقيقة، فهي 50 عاما من المحبة بين الدولتين والشعبين، شعب مصر بحضارته وتاريخه  الضاربة فى العمق من على ضفاف النيل وشعب دولة الإمارات التي حفرت فى خمسين عام مكانها كدولة متطورة فى العالم بشعب عظيم موصولة بحب مع أشقائها العرب، لا تنكر الفضل وتصون كل جميل، لا يغرنها بريق الأضواء ونظرة العالم المستحقة لها كدولة كبيرة بثقافة شعبها الراقي وطموح قيادتها وتخطيطهم المستنير  لبناء إنسان، ودولة قادرة التواجد فى محيطها الإقليمي والعالمي، بل إن طموحها قادة لإطلاق مسبارها للمريخ لتغزو الفضاء وتحفر اسمها بين الكبار.



 

أسعدني كم المشاعر الصادقة المحبة لمصر التي لقيتها من كل المسؤولين الإماراتيين والزملاء الإعلاميين الذين جاءوا من الإمارات فى حشد كبير وكوكبة من النابهين لتغطية هذه الحدث والاحتفالية والاحتفاء برسوخ العلاقات بين البلدين، وعلى مدى سنوات يزداد حبي للشعب الإماراتي الذي لي منه أصدقاء يحبون مصر ويدافعون عنها فى أشد أوقات الحروب التي تم شنها ضدها من أهل الشر فى السنوات العشر الماضية، والذين كانوا يريدون النيل منها، ونشر الفوضى من حين لآخر فى ربوعها وتشويه صورتها والتشكيك فيما تفعله قيادة مصر المخلصة، فكان الشعب الإماراتي عبر منصات التواصل الاجتماعي والإعلام البديل وقنواته الإعلامية ومواقعه الإخبارية الإليترونية بصدق السند لنا والسهام التي تنطلق لتصيب قلوب أعداء مصر، فتشتت شملهم وتفشل مخططاتهم، وكان ولا يزال الإماراتيون يرفعون راية الدفاع عن مصر، مؤكدين أنهم يحفظون الجميل لمصر وشعبها.

 

العلاقات الطيبة التي تجمع قيادة البلدين فى مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفى الإمارات العربية والمتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد ترسخ للعلاقة الطيبة بين البلدين ورباطها المتين فهي صخرة تتحطم عليها كافة محاولات شق الصف وزرع الفتن بين الدولتين الشقيقتين .

 مصرالتي شارك أبناءه ومعلميها ومهندسيها وأطباءها في بناء الإمارات، وشاركوا فى نهضتها، وبادلهم لذلك الأب المؤسس الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله حباً بصدق ليسير على نهج هذا الحب والعطاء أبناءه وكل الشعب الإماراتي من بعده، لتتواصل مسيرة المحبة والعطاء، والتي لم تقف عند الدعم المعنوي والمحبة الصادقة، ولكن بالدعم المادي فى أصعب سنوات مصر، ثم دخول رجال الأعمال الإماراتيين لمصر للاستثمار فى المشاريع المصرية، وإقامة المصانع واستصلاح الأراضي التي توفر الآلاف من فرص العمل، وتضيف مقدرات وأصول جديدة موجودة لمصر على الأرض المصرية.

 كما أن فى المقابل فتحت الإمارات ذراعيها لرجال الأعمال المصريين على أرض الإمارات والذين يشعرون بصدق أنهم ليس هناك تفرقهم بينهم وبين أبناء دولة الإمارات، فاستثمروا بحرية فى كافة المجالات، بالإضافة إلى وجود عمالة مصرية كثيفة فى جميع المجالات بكل الإمارات، بداية من إمارة أبوظبي العاصمة مرروراً بإمارة الشارقة، التي يعشق شيخها الشيخ سلطان القاسمي مصر وشعبها وحتي إمارة عجمان ورأس الخيمة وعجمان وأم القوين والفجيرة، وحتي إمارة دبي الأكثر شهرة سياحية وتجارية .

الإحصاءات الرسمية الأخيرة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء  للاستثمارات الإماراتية فمصر؛سجلت زيادة فى الاستثمارات بنسبة 169% بالنصف الأول من العام المالي الحالي 2022، وبلغت قيمتها 1.9 مليار دولار، مقابل 712.6 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2021/2020.

 

كما كشفت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى من حيث الدول المستثمرة فى مصر باستثمارات تقدر 6.200 مليار دولار ونحو 1250 شركة برؤوس أموال مصدر تقترب من 20 مليار دولار.

 

قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتصدر الاستثمارات الإماراتية فى مصر بنحو 55 شركة واستثمارات تبلغ 2 مليار دولار تليها القطاع التمويل التي تبلغ استثماراته 1.700 مليار دولار و49 شركة مؤسسة، ويأتى القطاع الانشائى فى المرتبة الثالثة باستثمارات 814 مليون دولار بعدد شركات مؤسسة 118 شركة ثم الاستثمارات الصناعية بعدد شركات مؤسسة 131 شركة واستثمارات 544 مليون دولار.

 

وتأتي الاستثمارات فى القطاع الخدمى المرتبة الخامسة بإجمالى 343 مليون دولار و275 شركة، تليها الاستثمارات السياحية بعدد شركات مؤسسة 48 شركة باستثمارات 260 مليون دولار، وتحتل المرتبة السابعة والأخير الاستثمارات الزراعية بقيمة 129 مليون دولار.

وارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر والإمارات، مسجلة 1.2 مليار دولار خلال الربع الأول من 2022. وكذلك، ارتفعت قيمة الصادرات المصرية للإمارات بنسبة 69.5%  خلال الربع الأول من 2022، مسجلة 576.7 مليون دولار.

فيما انخفضت قيمة الواردات المصرية من الإمارات خلال الربع الأول من 2022 بنسبة 19%، مسجلة 642.9 مليون دولار. 

لعل الاستثمارات الأخيرة التي ضختها دولة الإمارات الشقيقة فى مصر من خلال صناديقها السيادية، تؤكد عمق العلاقات، فالمشروعات فى مصر والمصانع والمزارع التي أقيمت أو ستقام باستثمارات إماراتية ستظل فى مصر، وكافة الهواجس التي قد تثار عن إمكانية أن تباع المشروعات التي يستحوذ عليها الأشقاء فى مصر لطرف ثالث، يجب أن يوضح الجانبان أنها لن تحدث، وذلك من خلال العقود التي ستبرم، ولنكون واضحين، ومن منطلق الشفافية وصدق المكاشفة بيننا كأشقاء أن المشروعات المصرية لن يأتي رجل أعمال إسرائيلي ليشتريها، أول يشارك فيها فى يوم من الأيام، لأن ذلك غير مقبول من الشعب المصري، فاتفاقيات السلام لن تمحي بسهولة من ذاكرة الشعب المصري العداء القديم، ويجب أن يكون الكلام واضحاً لنقطع كل ألسنة التشكيك فى الاستثمارات أو التي تريد أن تشوه كل جميل بين مصر والإمارات، فالوضوح مهم والمكاشفة واجبة والعلاقات المتينة بين مصر والإمارات يجب الا يلوثها غبار الفتن الذي يروج له كارهينا تلميحاً أو تصريحاً، لتحيا مصر وتحيا الإمارات ويعيش شعباهما أخوة مترابطين على الحب، مساندين لبعضهم لبعض أبد الدهر .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز