دينا توفيق تكتب: يا حواء
بدأت "حواء" تفكر بطريقة مختلفة، توقفت عن المبالغة فى توقعاتها حتى لا تنتهى بالإحباط.. كتمت حزنها وحبست دموعها وألقت كل شىء وراء ظهرها.. فهى ببساطة صارت الآن لا تبالى.. فمن أراد أن يعبر أيامها وهو يحمل ثقل أمتعته، سيمر دون أن يتمكن من إفساد مزاجها أو تعكير صفوها.. ربما كانت هذه هى حالة النضج التي وصلت إليها، فهى لن تجادل بعد اليوم، ستسامح، ومن يؤذيها ستخرجه من حياتها كأنه لم يكن يوما.. لكن ما زالت أفكارها غير مرتبة، فهى لم تستوعب كيف يمكن لبعض القلوب أن تتغير إلا إذا كانت من البداية غير صادقة، فمن يحب بصدق لا تتغير ترددات قلبه.. لكن يبدو أن هذه هى طبيعة بعض القلوب التي تصدأ مع مرور الوقت.. وأنتى يا "حواء" تستحقين قلبا صادقا يبادلك الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق.. فقد تألمتى كثيرا، فلا تنتظرى شخصا خذلك وانتظرى ضوءا جديدا يمكن أن يتسلل الى قلبك الحزين.. ابتعدى يا عزيزتى عن العلاقات المعقدة، فالعلاقات الإنسانية الصحية تقوم على أسس من الاحترام والمشاعر المتبادلة والرعاية المشتركة.. فهى باختصار رغبة مشتركة فى السعادة.. تلك العلاقة نكون فيها على طبيعتنا بلا خوف.. فاذا اختلت إحدى هذه الأسس، اختل الميزان وتحولت الى علاقة سامة مليئة بالأذى والمشاعر السلبية.. تعلمى يا "حواء" ثقافة التخلص، التخلص من الزوائد التي تثقل كاهلك، المشاعر المؤذية، الأشخاص الذين لا يشكلون فرقا بوجودهم.. ستجدين بعد ذلك مساحة كبيرة بحياتك وأشخاصا رائعين يشبهونك.. ليس جميع البشر يا عزيزتى تملك بساطتك.. فأنت تفرحين بالأشياء التي يراها البعض سخيفة وساذجة وتسعدك الأفكار والأحلام.. وتسعى روحك دائما الى التحليق فى سماء بلا حدود.. فإذا كانت لديك القدرة لتحبى، فلتحبى نفسك أولا.. وما دمت تحبين نفسك، سترين الحياة بجمالها رغم تلك العثرات المبعثرة، فبهذا الحب ستعطين لنفسك متسع للقناعة والرضا والصبر.. وتأكدى بأنك جميلة كما أنت بلطفك وعنادك، بصمتك وكلامك.. فلا تستهن يا عزيزى الرجل بامرأة عجوز فى عقلها وطفلة بروحها.. ولا تنخدع بتلك الضحكات الوهمية التي تخفى وراءها ألمها، فهى تخفى قوتها وراء ضعفها.. وهى عندما تفتح لك قلبها، تتوقع منك أن تستقر فيه برغبة وحب أو أن تعيد إغلاق أبوابه بهدوء ولطف، فلا تخذلها لأنه لا يلتئم سريعا قلب امرأة انكسرت، ولو تظاهرت بالتناسى!
ربما يعجبك
جوجل نيوز
