عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. إيمان ضاهر تكتب: الأخلاق.. الرحيق المختوم والكنز المكنون

د. إيمان ضاهر
د. إيمان ضاهر

"شيئان يملئان ذهني بالرهبة والإعجاب، السماء المرصعة بالنجوم فوقي، والقانون الأخلاقي في داخلي". قرائي الأعزاء.



 

هذه الكلمات تجسد في عمقها "جوهر الأخلاق" والأدب واللطف الطبيعي وبلسم الروح، وأهم غذاء للوعي البشري، وأساس كل جمال، ورمز أخلاقي.

 

أنا أكتب لأثبت وجود أخلاقي الوديعة، ليس بالقول فقط إنما بالفعل "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى..". 

 

وفي المواقف الصعبة اليوم، والمشاهد المخيفة والمروعة للحروب الاقتصادية، وهيمنة دول على أخرى، والتغييرات المناخية، وتضاعف الفقر والحرمان، ليسيطر الجهل والظلم على الإنسان، لا أتخلى عن أي فكر أخلاقي رفيع، باحثة عن طريق الصواب لخدمة الناس وإقناعهم بحب الخير وتجنب الشر.

 

"فالحلال بين، والحرام بين"، والأخلاق أول الامتيازات الإنسانية، ومن دون أخلاق محسنة، مبدؤها الطيبة والإحسان يتعرى المرء من كل مقاييس هويته، ويعمى نظره عن رؤية الله عز وجل، “إن الله كتب الإحسان على كل شيء”.. "ان الله طيبا، ولا يقبل إلا طيبا".

 

قارئي العزيز، أخلاقنا، تاج معرفتنا ودراستنا، بحثنا وممارستنا، قانون الواجب المقدس والنظام الثابت المتوازن، في ديمومته وصورته الأصيلة، الرائعة بمنطق فعاليتها، بحيث تجعلنا جديرين بالسعادة في هذه الحياة. 

 

هذه المحكمة العليا التي تسكن في كيان كل إنسان إنها "الضمير" إرادة تصاغ بقوانين العقل الخالص الذي لا يمكنه ضرر الإنسانية، لأنها "غاية" وليست "وسيلة"، حياة نعيشها بحب بنائها، وليس نعمة يجب الحصول عليها. فكيف نستثمر جزيرة الأخلاق لنرتقي بها؟

 

علينا تأبط العقائد الأخلاقية التي تنيرنا بكل مكارمها، لننسجم مع الطبيعة والأرض، “فمن فاقك في الخلق، فاقك في الدين”. 

 

لؤلؤة الخلق، تطبع في جوف القلب أفضل العطاء، ومفتاح العظمة أن نكون ما نبدو عليه، صادقين مع أنفسنا، حتى نتمكن من الصدق والعدل مع الآخرين، "فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

 

فماذا عسانا نفعل؟ علينا بأخلاق العفاف والبعد عن بشاعة الأوصاف.

 

وأخلاقي، تعلمني تنمية فضائلي، وتهدئة عواطفي، وقمع رداءة المرء. فالأخلاق الحكيمة هي رنين قلب يتدفق بمشاعر العناية بالإنسان. 

 

الأخلاق الصارمة، الأخلاق قبل العمل كي يتم العمل، فالعناية الإلهية تنظر إلينا وتنتظرنا.

 

وفي الحفاظ على الذات، تتحول أخلاقنا إلى نور مكنون، يضمن الكمال الداخلي، ومفاهيمه في السعادة والعدالة والكفاءة والأمانة، كلمات جامعة بالمعاني العظيمة، هدايا للإخلاص والصبر والمودة والتواضع.

 

ألسنا اليوم في دنيا كثر فيها العجب والكره؟

 

ألسنا في عالم الشهوات المضللة، ولم يعد هناك ما يريب الناس أو يهديهم؟

 

قارئي، أنت على خلق كريم، أحرص بكلماتي الجامعة على الحديث عن حسن الخلق، أن تكون ثراء ورفاهية لكل قارئ مثقف، لأنها أعز ما يملك المرء، وثروته أينما كان، في الشرق أو في الغرب، وأياً كان دينه.

 

فكل الأديان السماوية، عقائدها الأولى عطر الأخلاق إلى آخر الزمان، لكن عمادها تدنى لدى البعض، واختفى عند البعض الآخر، فتوارت أوتادها، وشاع الخطأ ليتبين أن الشر أصلح من الخير، واحتجب الأكثر عن أمم الأخلاق النفيسة، النقية، الطاهرة التي تريح القلوب، وتحث العقول، وتزين الروح.

 

قارئي الصادق، هل الأخلاق تربية، لغة واصطلاحا؟

 

من أوتار قلبي الصادقة المفعمة بروعة الخلق تعلمت أن الاحترام رفعة الأدب، وليس ضعفا، والاعتذار من شيم الخلق وليس مذلة. 

 

وارتقيت بأخلاقي، وما زلت في طور الارتقاء، ربما حتى رحيلي، وتيقنت أن الراقين أخلاقاً أكثر الناس عذاباً ومعاناة يومية في الحياة، فلا أحد يفهم لغتهم إلا من كان يساويهم في الرقي الأخلاقي. 

 

وكيف نتابع في الرقي بملاحة الأخلاق؟

 

وعلى كرسي بهاء الخلق وإكرامه جلست لأتعلم دروس الحياة، لأحافظ عليها كي لا يسلبني إياها أحد، وإلا سأخسر كل سحرها.

 

الأخلاق، الضوء الوحيد، وبهجة الإنسان، للحفاظ على الكرامة والعزة، والفضائل الإنسانية ابتعاد عن القبح والدمامة، وبشاعة النفوس اللئيمة والشريرة.

 

فهل كل إنسان يملك الصلابة الكاملة لتطبيق الأخلاق، وهل هي امتلاك؟

 

قارئي المخلص والخلوق، رونق الأخلاق لا يعترف بالامتلاك، إنما يتطلب المحبة والصدق والأمانة والشهامة والإحسان، والالتصاق العميق والاندفاع نحو الآخر. 

 

مبادئ لا تتجزأ، أنزلها الله عز وجل في دين الإسلام، في معجزة القرآن كدليل قاطع للضمير الواعي، كقاعدة أخلاقية عادلة بالحق، وتطبيقه بحسن الخلق وتميزه. 

 

"وإنك لعلى خلق عظيم"، أوجد الرسول المعلم عليه الصلاة والسلام صفات راسخة في روح كل مسلم، علمنا إياها الحبيب المصطفى، "تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك".

 

الرقي والسمو بأخلاق المسلم، أهم شرائع هذا الدين الجميل، وحث الرسول الحكيم المعلم، الأمين، في رسالته السماوية على حسن الخلق، فجمع بين التقوى وروعة الخلق، قائلاً عليه الصلاة والسلام ما معناه:  "أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق".

 

وأختم مقالتي على هذه النفحات، نفحات النبوة.

 

روضة من روضات الرياحين والياسمين تنير أخلاقي وتعطرها بذكر المعلم الرسول العظيم، عليه الصلاة والسلام، نعمة الوجود من اهتدى، وبالأخلاق اقتدى.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز