عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
طفرات شاهدتها.. من داخل القطار 

طفرات شاهدتها.. من داخل القطار 

أكتب إليكم من داخل قطار الصعيد، وأنا مذهول ومزهو في الوقت نفسه من التغييرات الكبيرة والتحديثات العظيمة، التي طرأت على قرانا في صعيد مصر في الأقاليم كافة، فكلما قطعت عجلات القطار ميلًا أو أقل، شاهدت طفرات لم أرها من قبل، تغييرات في البنية التحتية من رصف للشوارع وحفر وتركيب لشبكات الصرف الصحي وكباري أنشئت حديثًا، لم أرها من قبل، وفرّت الوقت والجهد للمسافرين، حقًا مشاريع كبرى، وعلامات مضيئة، في تاريخ الوطن وفي الجمهورية الحديثة لا ينكرها إلا حاقد أو حاسد.



 

كان أقصى ما أتمناه أنا وأقراني من بني قريتي في صعيد مصر هو كوب ماء نظيف من النيل، كالذي نرتويه في القاهرة، فكنا نشرب مياهًا جوفية في قريتنا، كانت مليئة بالشوائب ولم تكن ذات جودة، أما عن شبكة الصرف الصحي فكان هذا حلمًا صعب المنال لنا جميعًا، فكانت هناك مدن وليست قرى لم يدخلها الصرف الصحي، فصدقوني الصرف الصحي كان لنا "حلم".

 

أما الآن فالأحلام أصبحت يقظة، دخلت قريتنا مياه النيل، وحُفرت شبكات الصرف وبدون محسوبية أو وساطة نُفذت تلك المشاريع المهمة، خاصة أن القيادة السياسية تستهدف تغطية كل القرى والمدن خلال الثلاث سنوات المقبلة بشبكات الصرف الصحي.

 

ولم يكن هذا فحسب، فقد نفذت الدولة المصرية طفرات حقيقية في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة من تحديث للبنية التحتية، فقامت بإنشاء أكثر من 22 مدينة سكنية جديدة على الظهير الصحراوي للمحافظات، ومشاريع عملاقة أسستها الدولة في الصعيد لم تعهدها من قبل.

 

يأتي في مقدمة هذه المشروعات العملاقة مجمع تكرير البنزين بأسيوط، الذي يوفر البنزين لأهل الصعيد ولمحافظات الجمهورية، والمجمعات الصناعية التي هدفت منها الدولة توفير فرص العمل وتيسيرها أمام الشباب، ومجمع "بنبان" للطاقة الشمسية كأكبر محطة للطاقة النظيفة في العالم، والتي تأتي في إطار خطة الدولة لتنويع مصادر الطاقة، تماشيًا مع التوجه العالمي لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، والمجمعات الصناعية، التي تستهدف تشغيل الشباب، ومشروعات الطرق والمحاور العرضية على نهر النيل، والتي اعتبرت بمثابة شرايين للتنمية وسهلّت الحركة لأبناء الصعيد.

 

بالتأكيد هذه المشاريع وهذا الانفتاح سيغير من عادات الصعيد وتقاليده غير المحمودة كعادة الثأر، وهذا الانفتاح سيفتح العقول والآفاق إلى ما هو أفضل، هذه الطفرة ستطفو بنا جميعًا وستصل بسفينة الوطن إلى بر الأمان، ولا شك أن الرقي هو عدو الجهل، وأن التقدم والحضارة هو عدو التخلف والرجعية.

 

أعتقد أن الثمار سنحصدها قريبًا من الشجر الذي غرسناه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز