عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أولياء الأمور يتصارعون بحلبة العام الدراسي الجديد

أولياء الأمور يتصارعون بحلبة العام الدراسي الجديد

أيام قليلة ويبدأ ماراثون العام الدراسي الجديد بما يحمله من منافسات وأحلام واهداف، وطموحات ومشاكل وهموم، وغيرها من تحديات مختلفة ومتنوعة بين أفراد المجتمع الواحد، كالمعتاد قطاعات كثيرة تستعد للمنافسة في الموسم الدراسي بشتى الطرق والوسائل، والمستهدف ثابت لا يتغير وهو الطالب وأسرته (الاثنان معا).



من أهم المراحل التي يتضمنها الماراثون الدراسي خطوة التنسيق للالتحاق بالمدارس والجامعات وتتوالى التحديات بعد ذلك، منها على سبيل المثال لا الحصر حجز الدروس الخصوصية والتي تبدأ قبل بدء العام الدراسي بشهر أو أكثر، حيث يتم الإعلان عن مواعيد الحجز الذي سيغلق بعد مرور فترة محددة، بينما فور إعلان نتيجة الصف الثاني الثانوي العام يقوم أولياء الأمور بالحجز والبدء مبكرا في دروس مناهج الثانوية العامة، ما يؤدي إلى انعدام شعور الطالب بالموسم الصيفي أو أي نوع من الترفيه، نظرا لبداية استعداده للثانوية العامة.

بسبب بدء الدروس الخصوصية في وقت مبكر وقبل استلام الكتب المدرسية، هناك كتب خارجية يتم حجزها مسبقا.

أما عن استعدادات المعلمين،فيقوم كل مدرس بترشيح الكتب الخارجية الخاصة بالمادة، بالإضافة إلى الملازم والمذكرات الشهرية التي يعدها والتي تتفاوت أسعارها على حسب المادة التعليمية والصف التعليمي. كما يقوم المعلم بحجز القاعات الدراسية في المعاهد التعليمية.

كما تعلن "السناتر" عن أسماء المعلمين المنتسبين إليها بطرق غريبة ومتنوعة، حيث يقوم البعض بإطلاق ألقاب للمدرسين على بوسترات الدعاية التي تنتشر على حوائط محطات السكك الحديد وجدران المنازلوالأسواق، من أمثلة هذه الدعاية: "أينشتين الكيمياء، وفيثاغورس الرياضة، وعملاق الأحياء، وأسطورة التاريخ، وغيرها من ألقاب"، بهدف حشد أكبر عدد من الطلاب.

كما يظهر استغلال بعض التجار للموسم الدراسي ويتصاعد جشعهم في المبالغة في أسعار المستلزمات المدرسية (شنط مدرسية- احذية- زي مدرسي- أقلام- كراسات- زي رياضي- مستلزمات الأنشطة المطلوبة من كل طالب دون مراعاة المستوى الاجتماعي).

لذلك قامت وزارة التموين والتجارة الداخلية، وتحت رعاية مجلس الوزراء، بتدشين معرض اهلا مدارس، من أجل توفير هذه المستلزمات بأسعار مناسبة، ومتاحة ومتوافرة للجميع وبكافة أنحاء محافظات مصر، وبتخفيضات تصل إلى ٣٠% و٥٠%، وذلك من أجل محاربة الغلاء ومنع الاستغلال، ولتخفيف العبء على أهالي الطلاب. كما يضم المعرض خدمات لبعض البنوك لتسهيل عملية الشراء.

كما أنه هناك من يساهم في مد يد العون لأهالي الطلبة من خلال إقامة أسواق ومناطق يباع داخلها الأدوات والمستلزمات المدرسية بأسعار المصنع كنوع من المساهمة لمساعدة أولياء أمور الطلبة، فضلا على قيام بعض من أصحاب المكتبات بوضع تسعيرة لتصوير الأوراق، مع اضافة ملاحظة أنه توجد أسعار خاصة بالمدرسين والطلبة.

كما قام أصحاب محلات الأحذية والشنط المدرسية والزي المدرسي بالإعلان عن تخفيضات متفاوتة بهدف جذب الزبائن لتحريك المبيعات نتيجة لارتفاع اسعار السلع المدرسية بشكل جنوني، وتراجع حركة الإقبال على الشراء، ولاستقطاب واغراء الزبائن من أجل انعاش عملية البيع والشراء.

تعتبر عملية شراء متطلبات الأسرة قبل المواسم بعدة ايام قليلة قرار خاطئ، حيث نجد نسبة الإقبال والتهافت من الجميع قبل أيام قليلة لشراء ملابس العيد او شراء الكعك أو شراء مستلزمات الدراسة أو غيرها من متطلبات كل موسم أو مناسبة، ما يسفر عن حدوث زحام وتكدس واختناق مروري بالشوارع، وهناك من يستغل الموقف بهدف تحقيق المكسب السريع من خلال مضاعفة الأجرة أو المبالغة في الأسعار .

في النهاية وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة والاعباء المالية والاجتماعية على رب الأسرة، أتمنى أن يراعي تجار السلع المدرسية ضميرهم في عملية البيع ولا يبالغون في الأسعار، مع وضع هامش ربح بسيط من أجل إسعاد أسرة تسعى جاهدة لتعليم أبنائها على حساب إمكانياتها البسيطة. فهناك من يعمل ليلا ونهارا وعلى حساب صحته من أجل تعليم ابنه أو ابنته، وربما يحرم نفسه من احتياجات ضرورية مقابل تعليم أبنائه ايمانا منه بقيمة وأهمية التعليم.

اخيرا وليس آخرا.. راجعوا ضمائركم حتى لا تجعلوا اولياء الامور يتصارعون بحلبة العام الدراسي الجديد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز