عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
برلين - القاهرة

برلين - القاهرة

في سياق الاحتفال في برلين بمرور سبعين عاما على العلاقات المصرية الألمانية لم يكن الاحتفال بمرور عشرين عاما على إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة وعشر سنوات على فرعها ببرلين فقط احتفالا بروتوكوليا رسميا يشارك فيه مساعد وزير الخارجية الألماني فيتو تسيشيرى والسفير المصري في ألمانيا خالد جلال والسفير الألماني بالقاهرة فرانك هارتمان والوزيرة د.هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية وحشد كبير من كبار المسؤولين الألمان في قطاعات التعليم العالي الألماني والبحث والتبادل العلمي ونواب البوندستاغ ورؤساء هيئات اقتصادية وشخصيات سياسية وعلمية رفيعة المستوى.



وإنما ترجمة واضحة لنقلة نوعية في العلاقات المصرية الألمانية بفضل الزخم الذي أحدثته الدبلوماسية الرئاسية للرئيس السيسي ومنذ زيارته الأولى لالمانيا ولقائه بالمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في يونيو 2015 لتفتح بوابات التعاون المصري الألماني لقطاعات متعددة لم تكن متاحة على مدى سبعين عاما مضت في مجالات التسليح ومشروعات الطاقة الكهربائية ومشروعات النقل السريع ومشروعات التعليم ومشروعات الري الحديث.

وربما أهمها على الإطلاق ـ في تقديرى ـ هو توطين نموذج التعليم العالي الألماني للجامعات الألمانية في مصر، وليس سرا أن ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية كانت دولة مدمرة منهارة مقسمة إلى جزءين، وفي ما يقرب من 75 سنة أصبحت على هذا النحو من التقدم العلمي والصناعي والاقتصادي كقوة عالمية عظمى .. وهو ما لم يتحقق الا بفضل نموذجها في التعليم العالي.

و هو الذي بدأ بحلم د.أشرف منصور الشاب المصري الذي حصل على درجة الأستاذية في جامعة اولم الألمانية وهو لم يتعد الخامسة والثلاثين من عمره ورأى كوطني مخلص أن هذا النموذج من التعليم العالي الذي وضع ألمانيا في المقدمة من دول العالم علميا واقتصاديا وصناعيا يجب أن يكون متاحا للشباب المصري بما يؤهله لتأثير منتظر في حركة المجتمع المصري وتنميته وثقافته واقتصاده بفضل خريجين على مستوى عال ٍ من المهارات التعليمية والتدريبية والبحثية والعملية.. فبدأ مشروعه مستقدما أهم الجامعات الألمانية (اولم وشتوتجارت) في شراكة على أرض مصر. وبعد عشرين عاما أصبحت الجامعة الألمانية بالقاهرة جسرا رئيسيا في حركة العلاقات المصرية الألمانية في سياقات متعددة ليس أولها التعليم العالي ولا آخرها المشروعات المشتركة، كجامعة ثنائية القومية (ألمانية - مصرية) كثيفة المنح التعليمية بما يخدم أهداف التحرك المصري في التنمية وعلى النحو الذي أكدته وزيرة التخطيط د. هالة السعيد في كلمتها بأن أهدافها تتوافق مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة ومنصة للتعاون الصناعي والبحثي بين مصر وبين ألمانيا وإفريقيا وأوروبا.. هذا لمصر وله المئات من الدلالات المهمة في الحركة المصرية نحو المستقبل.

أما بالنسبة لألمانيا فقد أصبح الدارسين من الشباب المصري يمثلون نسبة 40% من دارسي التعليم العالي الألماني العابر للحدود في العالم كله يتمتعون بكل المهارات القياسية للتعليم الألماني بفضل ذكائهم الفطري وقدراتهم الفائقة على التعلم والبحث والتجريب، مبدعين ومبتكرين، وهذا أيضا له المئات من الدلالات المهمة على أن الشاب المصري ذكي ونابغ وقادر على التأثير في مسار التنمية في المجتمع الذي يعيش فيه، وهنا أتحدث عن 24 ألف خريج من الشباب المصري على مدى عشرين عاما مضت هي عمر الجامعة الألمانية بالقاهرة .. الآن يديرون مشروعات كبرى، ويبتكرون حلولا لصناعات مهمة، ويبادرون بأبحاث متقدمة، وينقلون خبراتهم لأجيال جديدة، تتخاطفهم الشركات والجامعات والصروح الصناعية والمشروعات الصغرى والكبرى في ألمانيا قبل مصر وفي معظم بلدان الاتحاد الأوروبي.

نحن نتحدث عن شباب هم رصيد مصري بامتياز مؤهلون لصناعة مستقبل قادر على تحقيق الحلم المصري في التقدم الاقتصادي والصناعي والعلمي حتى ولو كانوا في الخارج.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز