عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الوجبات الجاهزة.. والرقابة والضمير

همس الكلمات

الوجبات الجاهزة.. والرقابة والضمير

للأسف شئنا أم أبينا، أصبح شراء الوجبات الجاهزة سمة العصر الذي نعيشه، نتيجة إما انشغال ربة المنزل، أو لشراء المذاق الذي يتفنن فيه أصحاب المحلات.  



 

ولكن توقفت كثيرًا أمام موضوع انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي يخص الكفتة المضروبة، والذي هو اعترافات جاءت على لسان شاهد من أهلها "صاحب أحد محلات الكفتة".  

 

"استيقظ ضميره" بعد ترك المهنة وأحيل إلى المعاش، حيث فجر قنبلة قائلًا إن كل الكفتة المباعة خارج المنزل مضروبة، وأن غالبيتها دهن ونسبة ضئيلة جدًا من اللحم، وأحيانًا يوضع بها ذيل الماشية، وعظم مفروم، وهو ما يمثل غيابًا للضمائر وانتشارًا للجشع في تحقيق أرباح وأموال بعيدة عن أي شكل من أشكال الحلال.

 

  وبطبيعة الحال فقد فجر ذلك العديد من التساؤلات والمخاوف لدى الأسر المصرية، فالحقيقة أن الكفتة ليست الأكلة الوحيدة التي لا نعرف مصدرها، لكن جميع الأكلات خارج المنزل لا نعرف من أين جاءت، وكيف صنعت.

 

  القضية الأخطر، أن الوجبات غير المطابقة للمواصفات والاشتراطات الصحية، تخلق أجيالًا ضعيفة البنية وغير سليمة صحيًا، ما يهدد التنمية البشرية والاقتصادية المطلوبة للبلاد، فمن يفعل ذلك يعد عدوًا لا بد من الانتباه لخطورته على مستقبل شبابنا الذين يمثلون عماد التنمية والنماء.  

 

وهناك ضرورة للنظر والبحث، ليس فقط في نوعية الطعام ومصدره، ولكن أيضًا في القائمين على العمل بمحلات الطعام، خاصة داخل المطابخ، من حيث النظافة ومدى مراعاة الاشتراطات الصحية.   وفي الواقع العملي ليس من المستحيل مراعاة النظافة في الوجبات الخارجية، لأن هذا ما تم خلال جائحة فيروس كورونا كوفيد- "19" وكانت احتياطات النظافة على الوجه الأكمل.  

 

من الضروري الحفاظ على الصحة، فليس من المعقول أن تستخدم الكوب الزجاج ثم يتم "غسله بالماء" ليشرب منه شخص آخر، هذا يحدث في محلات العصائر مهما كانت كبيرة أو صغيرة، وأيضا في الكافيتريات.   أما على صعيد سلامة وصحة الوجبات الجاهزة ومكوناتها، فهي ترجع بالأساس إلى الضمائر الحية، ومراعاة الله في المكونات التي تتضمنها سواء كفتة أو غيرها، لأن ما بداخلها لا يعلمه إلا الله وحده "سبحانه وتعالى"، وتأتي في المرتبة التالية الرقابة المشددة والتحليلات المتواصلة لمكونات تلك الأكلات.

 

 

ومن المؤسف، أن انعدام الضمير يصل أيضًا إلى الأغذية والمشروبات المتداولة في الأسواق، والحملات الرقابية من وزارة الصحة والتموين تكشف عن كميات إما مجهولة المصدر أو منتهية الصلاحية، فهل يعقل أن يتم ضبط خلال شهر أغسطس الماضي فقط 196 طنًا، و405 كيلوجرامات من الأغذية المتنوعة، و8013 لتر عصائر ومشروبات مجهولة المصدر، وغيرها من المخالفات.

 

  أولستم تتفقون معي، في أنه إذا كان من الصعوبة توقف اللجوء إلى تلك الأكلات مهما كانت حملات التوعية، فإن الحل هو الرقابة المشددة، وإيقاظ الضمائر النائمة أو شبه الميتة.. حفظ الله شعبنا وأولادنا من كل سوء، فالبنيان السليم أساس التنمية والنماء.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز