عاجل
الأربعاء 16 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

وكيل أوقاف الإسكندرية يلقي خطبة الجمعة عن حقوق ذوي الأرحام

خطبة الجمعه بالاسكندرية
خطبة الجمعه بالاسكندرية

ألقى الشيخ سلامة عبدالرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، اليوم، خطبة الجمعة بمسجد سيدي بشر بإدارة أوقاف المنتزه. 



 

كما أدى الأئمة خطبة الجمعة بمساجد الإسكندرية بإشراف السيد صاحب الفضيلة الشيخ سلامة عبدالرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية وبمتابعة الشيخ هاشم سعد الفقي، مدير عام الدعوة والشيخ وسام كاسب مدير عام المتابعة ومسؤول الدعوة الإلكترونية بالمديرية تحت عنوان "حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة".

 

وفي ذلك يقول أ.د محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: "قد عُني القرآن الكريم بأمر الأرحام عناية بالغة، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" (النساء: 1)، ويقول سبحانه: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى ‌قُلُوبٍ ‌أَقْفَالُهَا" (محمد: 22 - 24).

 

وعنيت السنة النبوية المشرفة أيما عناية بصلة الأرحام وبيان ثواب الواصل، حيث يقول نبينا (ﷺ): "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" (صحيح مسلم)، وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ" (صحيح البخاري)، وفي الحديث القدسي قال الله (عز وجل): "أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن اسمي فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها بَتَتُّه" (صحيح البخاري).

وكما أمر الإسلام بصلة الرحم فإنه قد نهى عن قطيعتها نهيًا واضحًا، فعن سالم بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: فَثَنَّى الْعَاقَّ لِوَالِدَيْهِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى" (صحيح ابن حبان)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ"(مسند أحمد).

 

فالرحم تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة، يقول نبينا (ﷺ): "وَكُلُّ رَحِمٍ آتِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَامَ صَاحِبِهَا، تَشْهَدُ لَهُ بِصِلَةٍ إِنْ كَانَ وَصَلَهَا، وَعَلَيْهِ بِقَطِيعَةٍ إِنْ كَانَ قَطَعَهَا" (الأدب المفرد)، ويقول(ﷺ): "الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ" (صحيح مسلم).

 

وعن عبدالله بن سلام (رضي الله عنه) قال: لمَّا قدمَ النَّبيُّ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ) المدينةَ، انجَفلَ النَّاسُ قِبلَهُ، وقيلَ: قد قدمَ رسولُ اللَّهِ (صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ) ثلاثًا، فَجِئْتُ في النَّاسِ، لأنظرَ، فلمَّا تبيَّنتُ وجهَهُ، عرفتُ أنَّ وجهَهُ ليسَ بوَجهِ كذَّابٍ، فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أن قالَ: "يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ"(سنن ابن ماجه).

 

والصلة الحقيقية الكاملة ينبغي أن تشمل جميع الأقرباء حتى القاطع منهم، فالواصل الحقيقي ليس من يكافئ على الوصل فحسب فيصل من وصله فقط، بل الواصل الحقيقي هو من يصل من قطعه، حيث يقول نبينا (ﷺ): "لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا" (صحيح البخاري).

 

والصدقة على ذوي الأرحام لها أجران يقول نبينا (ﷺ): "إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّهَا عَلَى ذِي رَحِمٍ اثْنَتَانِ، إِنَّهَا صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ" (صحيح ابن خزيمة)، وصلة الأرحام تكون بزيارتهم، ومجالستهم، والإحسان إليهم، وأقل ما يقدمه الإنسان لصلة رحمه هو السلام يقول نبينا (ﷺ): "بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ" (السنن الكبرى للبيهقي)، وَمَعْنَاهُ صِلُوا أَرْحَامَكُمْ، فَكَأَنَّهُ جَعَلَ وَصْلَ الرَّحِمِ لِتَسْكِينِ الْحَرَارَةِ بِالْمَاءِ.

 

وإذا كان ديننا الحنيف قد نهى المسلم عن أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث، حيث يقول نبينا (ﷺ): "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ" (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، فإن العاقل من يستجيب لقول نبينا محمد (ﷺ): "وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ"، فيعفو عمن ظلمه ويصل من قطعه ويحسن إلى من أساء إليه".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز