عاجل
الإثنين 19 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
يا وزير الشباب والرياضة.. "رغد"  تسأل: هل هذا طبيعي أو معقول؟!

يا وزير الشباب والرياضة.. "رغد" تسأل: هل هذا طبيعي أو معقول؟!

لو أن هناك دولة فيها طفلة عمرها 10 سنوات فازت بميداليتين ذهبيتين لعامين متتاليين في مسابقة قارية.. بطولة إفريقيا.. لكان المسؤولون عن الرياضة في هذه الدولة أقاموا الدنيا ولم يقعدوها!



ولو عرفت أن هذه المسابقة ليست في لعبة الجمباز أو السباحة أو الجودو أو الكونغ فو أو أي رياضة بدنية.. لكنها لعبة من ألعاب الرياضة العقلية والذهنية.. رياضة الذكاء والعبقرية والتفكير، وحسابات التوقع، وحساب الخطوة التالية.. لعبة الشطرنج.

 

بطلة هذه الحكاية هي الطفلة "رغد علاء الدين حرزالله" تتبع نادي مركز ومدينة ههيا الرياضي.. محافظة الشرقية، ومسجلة في الاتحاد المصري للشطرنج وبطلة إفريقيا هذا العام، والعام الذي قبله، وكان قد كرمها وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي في مكتبه ووعدها بالسفر لبطولة العالم الفردي في الشطرنج للمراحل السنية من 8 سنوات إلى 12 سنة والمقامة في دولة "جورجيا" هذا العام في الفترة من 15 سبتمر إلى 28 سبتمبر 2022.

 

ورغم أن هناك توجيهات رئاسية مباشر وصريحة لرعاية الموهوبين والمتميزين في كافة المجالات والبحث عنهم في أي مكان إلا أن "رغد" بكل ما تحمله من موهبة في لعبة الشطرنج وبما حققته من ميداليات ذهبية على مستوى القارة الإفريقية لم يشفع لها لكي تسافر وتحقق- رغم صغرها– حلمها الكبير في تحقيق ميدالية لمصر.. ذلك الحلم الذي تحطم علي صخور الروتين واللوائح وربما أشياء أخرى لا نعلمها.. الله يعلمها.

 

حكاية "رغد " تكشف العجب في منهج الوزارة والاتحاد المصري للشطرنج في رعاية الموهوبين والأبطال، خصوصا أصحاب الرياضات الفردية في الوقت الذي تسعى فيه دول كثيرة لاختطاف مثل هؤلاء لتشجيعهم ورعايتهم والإنفاق عليهم!

 

في قرار الوزارة الخاص بمشاركة البعثة المصرية في المشاركة- الذي اطلعت عليه- عجب العجاب الذي يصل إلى حد قتل المواهب عمدا ومع سبق الإصرار.. الذي جاء حرفيًا.

 

- في المادة الثانية : (تتكون البعثة من 7 أفراد+ رئيس البعثة والمدرب+ 5 لاعبين ولاعبات ويرافق البعثة عدد 3 أولياء أمور على نفقتهم الخاصة)!

 

- في المادة الثالثة: (يتحمل الاتحاد الجورجي للشطرنج بالتكاليف المالية الخاصة بالإقامة والإعاشة لجميع أفراد البعثة المكونة من "7" أفراد، ويتحمل أولياء أمور اللاعبين ببقية التكاليف المترتبة على سفر ومشاركة البعثة، وأن يتعهدوا بعودة جميع اللاعبين إلى مصر مع عدم المطالبة بأي دعم مالي من الوزارة حاليا أو بعد العودة، وذلك دون أن يتحمل الاتحاد المصري للشطرنج أو وزارة الشباب والرياضة لأي أعباء مالية حاليا أو مستقبلا وطبقا لما ورد بكتاب الاتحاد المرفق).

 

باقي القرار تطلب فيه الوزارة من رئيس البعثة تقريرا يوميا عن المهمة... إلى باقي تفاصيل روتين دهاليز القرارات التي من هذا النوع.

 

الحقيقة أننا أمام واقعة تطرح تساؤلًا حول مدى التزام الوزارة والاتحاد بما يصرحون ويقولون عن تشجيع الأبطال والمواهب.

 

يا سيادة الوزير الدكتور أشرف صبحي قرار الوزارة الذي أمهرته بتوقيعك يعرقل مثل هذه المواهب، ويطفئ نور الأمل في عيون هذا الجيل لأن البطلة الصغيرة "رغد" لا تملك السفر ومعها مرافق علي نفقتها الخاصة لضيق ذات اليد!

 

يا سيادة الوزير ما جاء في القرار غير معقول، ويقلل من قدر وقيمة مصر الكبيرة في عيون الغير.. ثم أين هو الدعم الذي يقدم لبطلاتنا وأبطالنا من الوزارة أو اتحاد أي لعبة غير كرة القدم التي يهدر الملايين عليها ولا تحقق إلا القليل؟

 

ليس من المعقول أن يتحمل الاتحاد الجورجي للشطرنج نفقات إقامة وإعاشة البعثة.. والوزارة والاتحاد لا يتحملون شيئا فتحرم "رغد" من السفر! هل الوزارة أو الاتحاد فقراء؟ لا أظن!

 

هل معقول في مثل هذه المشاركات الدولية أن يقال للمشاركين سافروا علي نفقتكم الخاصة .. وكأن الوزارة والاتحاد تقول ( وإذا كان عاجبكم ).

 

في كل الأحوال ما حدث هو تقصير في حق "رغد" الذي ضاع.. وإهدار لموهبتها، ورسالة سلبية لمثل من هم على شاكلتها.. ولا يبقى غير المناشدة لإصلاح هذا الخلل وإزالة لوائح عفى عليها الزمن.. ولكِ الله يا "رغد".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز