عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

اللغة العربية في إفريقيا

د. إبراهيم مرجونة
د. إبراهيم مرجونة

من الصعب أن نحدد متى بدأ انتشار اللغة العربية في إفريقيا، وبخاصة غربها، لكن تذكر بعض المصادر أن تجَّار المغرب ومصر كانوا يترددون على الأسواق الرئيسية في إفريقيا، وذلك في العقود الأخيرة للقرن السابع الميلادي الموافق للقرن الأول الهجري، ومن الطبيعي أن ينقل هؤلاء التجَّار لغتهم إلى القارة، وهذا في غربها. وأما شرقها، وبخاصة الحبشة وما جاورها من البلدان مثل جيبوتي والصومال، فقد عُرفت اللغة العربية هناك منذ قرون قبل ظهور الإسلام، لصلتهم بأرض الحجاز واليمن. ولكن الذي نستطيع أن نؤكده أن انتشار اللغة العربية والثقافة الإسلامية في إفريقيا واكب انتشار الإسلام، فهما متلازمان حيثما يدخل الإسلام تدخل معه اللغة العربية، ولا يكاد الإسلام يستقر في مدينة أو قرية حتى يفتح الدعاة أو التجار فيها مدرسة لتعليم القرآن الكريم ومبادئ الدين واللغة العربية التي لا يفهم أحد الإسلام فهماً صحيحاً بدونها. وكذلك كان للحج دور كبير في نقل اللغة العربية والثقافة الإسلامية إلى القارة، فقد كان بعض الحجاج يبقون في الحجاز بعد الحج للدراسة، وتحصيل العلم والمعرفة، ثم يرجعون إلى بلدانهم لنشر العلم الذي حصّـلوه في الحجاز، ومعهم بعض الكتب الإسلامية والعربية، وكان بعض الأمراء والملوك الأفارقة حين حجهم يستقدمون إلى بلدانهم بعض العلماء لتعليم الإسلام واللغة العربية، ويجلبون معهم كتباً في العلوم الإسلامية والعربية، وبهذه الطرق وصلت كتب كثيرة إلى أرض إفريقيا، وبخاصة غربها؛ مما ساعد على انتشار اللغة العربية والثقافة الإسلامية. وأصبحت اللغة العربية هي لغة الدين والثقافة والحياة الإدارية، وأصبح الحرف العربي هو الحرف الذي تُكتب به أشهر اللغات الإفريقية، مثل الهوسا والفلانية والسواحلية والولفية، وأصبحت المنطقة عظيمة الحضارة والتقدم بسبب الإسلام ولغته، وسرعان ما شكّل الإسلام عادات السكان، وطور أحوالهم، حتى صار مستوى التفكير والثقافة يقارن بنظائره، أو يفوقه في الدول المعاصرة لها، في تلك الفترة في أوروبا.



 

أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية

كلية الآداب- جامعة دمنهور  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز