عيسى جاد الكريم
رسالة لوزير السياحة.. خيالة الهرم والتطبيقات الذكية
استبشرت خيرا عندما تم تعيين المحترم أحمد عيسي وزير للسياحة فهو مصرفي معروف وعمل بقطاعات مهمة مرتبطة بالسياحة والآثار قبل منصبه الحالي منها القابضة لمصر للطيران وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات بما يعني بالإضافة لخبرته المصرفية وعمله في وضع الخطط الاستراتيجية لنمو البنوك أنه عمل بقطاعات مهمة ترتبط بوزارة السياحة منها الطيران وتكنولوجيا المعلومات والمهمان لنمو القطاع السياحي واستثمار ما لديه من إمكانيات.
ولذك فإنني أوجه رسالة للسيد الوزير الذي نأمل أن يحقق وجوده على رأس الوزارة ما يصبوا له المصريون وأن تحقق مصر المكانة التي تستحقها وأن تستحوذ على حقها في السياحة العالمية وذلك لأننا نمتلك كافة المقاومات السياحية العالمية؛ فنحن الوحيدين في العالم الذين لدينا واحدة من عجائب الدنيا السبع الباقية على وجه الأرض وهي الأهرامات وسوف أتحدث في نقطة واحدة وهي الاهتمام بمنطقة الأهرامات لتكون مصدراً مهماً للدخل القومي، ومن هذه الأشياء هي التي تتفرد بها منطقة الأهرامات هو وجود الخيالة أو ركوب الخيل والجمال والعربات التي تجرها الخيول في منطقة الأهرامات ومحيطها..
ولأن الوضع للأسف الشديد رغم كل التحديث وكل التطوير الذي شهدته منطقه الأهرامات وكورنيش المريوطية السياحي وإقامة كوبري وطريق سياحي بجوار الأهرامات وعمل مدخل جديد للأهرامات وإزالة التعديات بمنطقة نزلة السمان ونقل السكان لمساكن حضارية وإقامة طريق رائع ومبهر من المتحف المصري الكبير إلى الأهرامات بمواصفات عالمية والعمل على إنشاء محطات مترو قرب الأهرامات ستخدم بشكل كبير حركة المترددين... ولكن ما زالت مشكلة الخيالة بالأهرامات تحتاج إلى نظرة وخطوة جادة للتغيير لتؤتي ثمارها.
وأنا أقترح على السيد الوزير أن يتبنى خطة بإنشاء شركة حكومية مصرية يتم من خلالها تأجير الخيول بالمنطقة السياحية من خلال تطبيق سهل وبسيط يسمح للسائح بحجز الخيول والجمال في وقت محدد ولوقت محدد، وهذه الخطه التي ترتكز على تقديم خدمة الخيول والجمال للسياح الأجانب والعرب والمصريين ستقوم بعمل مركز وعيادات بيطرية بمواصفات عالمية للعناية بالجمال والخيول وعمل رونق ولوجو خاص للخيول والجمال أو زي فرعوني مميز للسياس والخيالة.
كما أنه يمكن تخيير السياس وأصحاب الخيول ما بين الالتزام بالاشترطات الجديدة أو بيع أو تأجير خيولهم وجمالهم للشركة الحكومية الجديدة التي بدورها ستتكفل برعاية الخيول ولا تقوم بتشغيل إلا الخيول والجمال بمعايير صالحة فقط بالخدمة في مجال السياحة مع حتمية تشغيل السياس والخيالة الحاليين بالشركة الجديدة برواتب مجزية جدا وتوفير تأمين اجتماعي وصحي لهم للاستفادة من خبراتهم السابقة وضمان عدم معارضتهم للمشروع والشركة الجديدة مع التزامهم باشتراطات الشركة التي سيكون ضمنها إجراء تحليل مخدرات شهريا للعاملين(بما يسهم في دفع الشباب والعاملين بالبعد عن المخدرات) ، مع إعطاءهم دورات متخصصة لحسن التعامل مع السائحين وكل عامل سيكون له رقم مميز وبادج يحمل اسمه بوضوح وتزويد ملابسه بكاميرة تراقب طريقة تعامله مع السائحين مربوط بغرفة مراقبة مركزية ووجود رقم للشكاوي يمكن للسائح في حال تعرضه لأي مضايقة تقديم شكوى له أو إرسال استغاثة طوارئ من خلاله سواء تليفونياً أو اليكترونياً.
الشركة المصرية الجديدة يمكن ان تعمل في منطقة الأهرامات والأقصر ودندرة وأسوان والتطبيق الذكي التابع لها، والذي يمكن لشركات السياحة والأفراد العاديين تحميله لحجز خدمة ركوب الخيول مسبقاً سيكون فيه سعر تأجير الخيول محدد السعر ولو قلنا التذكرة بمبلغ 100 جنيه مثلا في الساعة، بما يمنع الاستغلال ويجعل شركات السياحة تضع ركوب الخيل ضمن برامجها وكل سائح بما فيهم المصريين يعرفون َمسبقا تكاليف الاستمتاع بركوب الخيول، كما أن الدفع أون لاين من خلال الفيزا أو من خلال التطبيق سيسهم في حصول الدولة على عوائدها الضريبية بشكلف فوري.
آمل أن يسهم وجود الوزير أحمد عيسي علي رأس وزارة السياحة والآثار في الاستثمار الأمثل لما لدينا من مقومات سياحية تزخر بها مصر من شمالها لجنوبها بما يسهم في جعل السياحة مصر مهم وكبير للدخل القومي، حيث تنتظر الوزير مهمة أخرى وهي الدفاع عن حقوق مصر في الفكرية لآثارها وذلك سواء بمقاضاة الدول التي تقوم بنسخ الآثار والمعابد المصرية خارج مصر كالصين ودول أخرى أو إجبار هذه الدول بدفع مقابل مادي لاستغلال الآثار المصرية سواء بالنقل والنسخ أو من خلال الوسائل التكنولوجية الأخرى خاصة في ظل محاولات شركات تكنولوجية كبرى عمل مجسمات فيما يسمى بالواقع الافتراضي للأماكن الأثرية المصرية والمعابد والمتاحف المصرية وهو ما يجب أن ننتبه له جيداً.