عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

دينا توفيق
دينا توفيق

أخذت "حواء" تتقلب في فراشها ليلا لا تستطيع النوم، فهى تشعر بالتوتر والاجهاد نتيجة للمسؤوليات الملقاة على عاتقها.. تريد أن تنام لكنها لا تستطيع.. تمر الساعات الطوال دون أن يغمض لها جفن.. تحولت غرفة نومها الى ميدان لصراعها بين النوم والأرق.. وأصبح وقت النوم هو وقت الفضفضة، فالوقت الذي تلجأ فيه الى الفراش هو الوقت الخاص بمناقشة الفواتير ومراجعة الحسابات والخطط لليوم التالي!



كانت "حواء" في الماضي تضع رأسها على الوسادة، فتنام كالطفل الرضيع في مهده.. وذلك قبل ان تجد نفسها حبيسة داخل إطار العطاء المانح الذي يهب ولا يأخذ سوى الفتات.. فقد أصبحت مسؤولة عن كل الأمور الحياتية بدءا من الابتسامة على وجه زوجها مرورا بشحوب ملامحه نتيجة نزلة برد وحتى تعثر أحد أطفالها في الدراسة..

أراكي يا "حواء" حائرة كأنك تسيرين في اتجاه واحد بمفردك، لم يفكر أحد في كونك امرأة لها أيضا حقوق لأن الكل اعتاد على رؤيتك صلبة كالصخرة..

لقد هرب النوم من عينيك لأنك فقدت الإحساس بالأمان، هذا الإحساس كان يجعل أيامك تمر وكل شيء داخلك مطمئن وهادئ دون خوف أو قلق... هذا الشعور لم يعد له وجود الآن.. وربما كان سكوتك وعدم البوح بما يدور بداخلك من صراع سببا في تلك الحالة التي وصلتي اليها الآن... فلتهدأى يا عزيزتي. لا تحاولي قبل النوم أن تفكري في سلبيات الوضع الذي تعيشيه بل الإيجابيات وتجنبي توقع الأسوأ دائما، وحاولي ان تفكري في كل الأشياء الجيدة في حياتك، كلما زاد شعورك بالامتنان، كلما حصلتي على نوم أفضل... اننا نحتاج كثيرا يا "حواء" إلى وقت صفاء نكون فيه بمفردنا، بدون أي مؤثرات خارجية تزيد من ضغوطنا وتثير أعصابنا، وليكن ذلك من خلال الخروج والمشي قليلا والتواصل مع الطبيعة وأخذ نفسا عميقا دون الحاجة الى التفاعل مع الآخرين. أراكي دائما تهتمين بتحقيق غايات وأحلام جميع من حولك سواء أطفالك أو زوجك ولكن ماذا عن اهدافك أنت؟ ماذا عن تخصيص وقتا يوميا لكى أنتي، تقومين خلاله بما تحبين؟ تأكدي انك ستشعرين بعدها انك حققتي شيئا لنفسك ومن اختيارك.. يا "حواء" توقفي عن أداء دور الشمعة التي تحترق من أجل الآخرين، فالمبالغة في العطاء ونسيان نفسك سينعكس عليك سلبيا ومع الوقت ستستهلكين ذاتك لإرضاء رغبات الآخرين ثم لن تجدين لديك بعد ذلك ما تقدميه لنفسك.. لأن الشمعة مع الوقت ستذوب وتظل وحيدة وحزينة.

فلتغيرى يا "حواء" مبدا الشمعة وكوني كالشمس التي تضئ لنفسها وللآخرين حتى تظلى دائما متوهجة ولا تفقدين شغفك بالحياة…

ان الاستمتاع بصحبتك الخاصة سوف يساعدك على تصفية ذهنك واكتشاف ذاتك من جديد وهذا من شأنه أن يساعدك على فهم أفكارك وعواطفك.. بالإضافة الى مساعدتك على اتخاذ قرارات أفضل وتأكدي أنك في النهاية ستحصلين على قسط كافي من النوم العميق وسوف تتغلبين على الأرق.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز