"زراعة القطن" بالقليوبية.. "الذهب الأبيض" يعود من جديد
الإرشاد الزراعي ينجح في تجربة زراعة محصولين استراتيجين "القمح والقطن" في موسم واحد
تشتهر محافظة القليوبية على مر السنوات الماضية بالزراعة لكونها محافظة زراعية أكثر من غيرها من المحافظات خاصة الموالح والخضروات وزراعة القطن طويل التيلة والتي كانت تتركز زراعته في مدينة قها، ولكن في الـ10 سنوات ماضية اختفت زراعة القطن من المحافظة واتجه المزارعون إلى الموالح والخضروات واتجهت زراعة القليوبية في توجيه المزارعين من خلال ندوات وإرشادات للمزارعين حتى أصبحت تعود زراعة الذهب الأبيض من جديد.
رصدت "روزاليوسف" زراعة القطن في محافظة القليوبية، ففي مدينة قها أكد أحمد سالم، أحد المزارعين أن لديه مساحة 6 أفدنة، يقوم بزراعة القطن سنويا وكان دائما يركز عليها أكثر من غيرها، ولكن أصبحوا يتعرضون للخسارة، وبعد أن قامت وزارة الزراعة بحل مشكله تسويق المحصول لجأ إلى زراعة القطن مرة أخرى.
وقال جودة أبوالسعود، مزارع من قرية كفر الشيخ إبراهيم بمدينة بنها، أنه يقوم بزراعة القطن منذ 40 عاما، ويتم زراعته في شهر فبراير ومارس فكلما كانت زراعته في البداية يعطى إنتاجية أكثر، ويتم حصاده في شهر سبتمبر، حيث يتراوح إنتاجية الفدان من 8 إلى 10 قنطار، حسب الخدمة .
ويشير محمد جودة، مزارع إلى أنه لا يوجد أي مشاكل في زراعته حيث يصيب النبات دودة اللوز والدودة الشوكية ويتم مكافحتها بالمصايد ووضع بها صابون ويتم غسلها يوميا، ويتم التسميد في البداية سوبر وكبريت، ثم التسميد بالنترات، ويتم الري في البداية كل شهر خلال الشتاء، وبعد ذلك الري كل 20 أو 25 يوما.
ويضيف جودة أن كل 7 عمال يقومون بجمع قنطار يوميا، أي يجمع الفدان بحوالي 70 عاملا، وكلما كان الاهتمام بالأرض أكثر كانت الإنتاجية أعلى.
ويشير محمود جمال أحد المزارعين، إلى أنه يقوم بتأجير أرض على مساحة 2 فدان، حيث لم يقم بزراعة القطن منذ حوالى 10 سنوات بسبب الأزمات التي كان يتعرضون لها، حيث كانوا يزرعون البصل وأشجار القطن صغيرة وبعد حصاد البصل بحوالي شهرين يكون أشجار القطن جاهزة للجني، وعاد لزراعة القطن مرة أخرى بسبب جودة السلاسة خلال العام الماضي وفتح أسواق جديدة.
وأضاف سالم ربيع، أنه لجأ إلى القطن هذا العام بعد أن نجح في بيعه المحصول العام الماضي مقارنة بالسنوات الماضية حيث كان بيعه بسهولة وبأسعار تنافسية بين التجار وبعد أن تم حل الأزمة اتجه الكثير من المزارعين لزراعته هذا العام حيث يبشر بالخير .
ولفت إلى أنه يتم زراعة القطن بداية من 15 فبراير، ويتم الحصاد فى شهر سبتمبر وحتى اكتمال النمو وتفتيح اللوز وجني المحصول.
وطالب جمال ربيع، من وزير الزراعة ومحافظ القليوبية بدعم المزارعين وعودة زراعة القطن بالمحافظة نظرا لكون وجاهزية الأرض والتربة في المحافظة على إنتاج أنواع جيدة من القطن.
وقال المهندس علي جودة مدير عام الإدارة الزراعية في بنها، أنه مسؤول عن 38 إدارة زراعية على مستوى المركز، حيث يقومون بعمل ندوات للمزارعين لإعطائهم الإرشادات وإطاهم التوصيات الفنية، تعطي توجيهات بالجني المحسن أي يتم الجني على مرحلتين، والمحصول هذا العام مبشر بالخير.
ولفت جودة إلى أنه في بنها يوجد حوالي 35 فدان قطن، حيث اتجه المزارع وعاد من جديد لزراعته، حيث يعتبر من المحاصيل الهامة والتي يكون ربحها عاليا وفوريا حيث كان يعتمدون عليها سنويا في زواج أبنائهم أو الدخول في المشاريع الجيدة.
وأكد أن زراعة القطن بالشتلة أوفر حيث يأخذ الفدان 30 كيلو بذر أما الشتلة تسعى 5 كيلو فقط للفدان، كما أنه الفترة التي تم زراعة القطن في الصوب يتم الاستفادة منها في زراعة محصول آخر خلال الـ٣ أشهر، حيث يوفر قنطار القطن حوالى 30 كيلو زيت، وأيضا توفير العملة الصعبة.
من جانبه، أكد المهندس محمود صبحي رزق مدير عام الإرشاد بمديرية الزراعة بالقليوبية، أن المساحة المنزرعة من القطن من الصنف "جيزة 97" بالمحافظة حوالي 107 أفدنة و20 قيراطا، بعدد 10 أفرع ثمرية، حيث يصل طوله إلى 140 سم.
وأشار مدير الإرشاد الزراعي بالقليوبية، أن هذا النوع يتم عدد 6 ريات، حيث يتم المكافحة ضد اللطع، وفقس دودة ورق القطن وديدان اللوز الشوكية بالمركبات الحيوية ومنظمات النمو الحشرية حسب التوصيات الفنية للوزارة.
ورجح مدير الإرشاد الزراعي، أسباب عزوف المزارعين عن زراعته، هو انخفاض سعر القنطار، وضعف التسويق في السنوات السابقة ويرجع إلى اتجاه المزارعين لزراعة القمح بدلا من القطن، متوقعا عودة زراعة المساحات المنزرعة بالقطن في السنوات القادمة.
وكشف مدير الإرشاد الزراعي، انفردت المحافظة والإرشاد الزراعي بالقليوبية بتجربة زراعة القطن شتلة بعد حصاد القمح بمساحة 2.5 فدان كتجربة ناجحة، أي يمكن زراعة محصولين استراتيجين في نفس وحدة المساحة في نفس العام على أن تعمم على باقي المحافظات بعد تقيمها وبذلك يمكن زيادة زراعة محصول القطن.



