محللون أردنيون: "لقاء العلمين" يؤكد حرص مصر على التعاون العربي لمواجهة التحديات الراهنة
بوابة روزاليوسف
جاء اللقاء الأخوي الخماسي بمدينة العلمين، بمشاركة قادة مصر، ودولة الإمارات والبحرين والعراق والأردن، كطوق نجاة لمواجهة التحديات والأزمات العربية الراهنة كما يقول الشارع السياسي والشعبي العربي في مختلف الدول العربية المشاركة.
وأكد محللون وخبراء أردنيون، أن اللقاء يأتي في توقيت مهم في ظل تحديات عدة تواجهها المنطقة بينها أزمات داخلية وأخرى خارجية انعكست على الداخل، وعلى رأسها الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي والذي بدوره يعد الاقتصاد العربي جزء منه.
وطبقا للخبراء والمحللين، فإن قادة الدول الخمس المشاركة في اللقاء بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي - والذي أكد من خلال هذه الدعوة حرص مصر على التعاون العربي لمواجهة التحديات الراهنة - يسعون إلى وضع حلول للأزمات المطروحة والعمل على تخفيف تداعيات الأوضاع العالمية الاقتصادية، وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والعربية والدولية وخصوصا الأزمات التي تشهدها بعض البلدان العربية.
وأكد الدكتور زياد الشخانبة أستاذ الإعلام في جامعة البترا الأردنية، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، أن أي لقاء قمة عربي يعقد بين الأشقاء هو يمثل عنوان التشاور الدائم في مختلف القضايا والتحديات، مشيرا إلى أن الدول المشاركة ممثلة في قادة مصر، والأردن والإمارات والبحرين والعراق دائما تتشاور وتتباحث من أجل مصلحة الأمة العربية وشعوبها. وقال إن هذا اللقاء جاء في توقيت مهم جدا نظرا للأزمات العالمية خصوصا الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا وكذلك الأوضاع بين القوى الكبرى وتأثير ذلك على الأمة العربية وبالتالي دعوة مصر لهذا اللقاء في هذا التوقيت يأتي من أجل التشاور والتباحث بشأن مواجهة هذه التحديات مما يؤكد حرص القاهرة على التواصل العربي المستمر.
وأضاف أن الأوضاع الاقتصادية الراهنة والتضخم العالمي تعد جزءا أساسيا في مباحثات القادة والزعماء خلال "لقاء العلمين"، مؤكدا أن التنمية هي ركن رئيسي حاليا في كافة الدول العربية ومصر رائدة في هذا المجال ويمكن من خلال التعاون العربي العربي بقيادة مصر أن تتحقق التنمية في ربوع العالم العربي.
ولفت أستاذ الإعلام في جامعة البترا الأردنية إلى أن "لقاء العلمين" جاء من أجل تعزيز التجارة العربية العربية وخصوصا وأن مصر والإمارات، بالإضافة إلى السعودية يمكن أن يساهموا في توفير الصناعة والتجارة للعالم العربي عبر التعاون والتنسيق بين الدول العربية.
بدوره، قال الدكتور جواد الحمد مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط بالأردن، أكد أن "لقاء العلمين" ونتائجه تؤكد أن هناك قمة عربية تعمل من أجل التصدى للأزمات الراهنة والتدخلات الخارجية في الشأن العربي وسط محاولات قوى إقليمية العبث باستقرار بعض البلدان العربية.
وقال الحمد، في تصريح مماثل لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن انعقاد هذا اللقاء في هذا التوقيت يؤكد الحرص العربي العربي على التشاور والتنسيق من أجل مواجهة التحديات وخصوصا وأن الأوضاع الاقتصادية الحالية الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية تعد كارثة بكل المقاييس وبالتالي حرص القادة المشاركون على وضع استراتيجية تعاونية عربية لمواجهة هذه الأزمة.
ونوه بأن أزمة الغذاء الحالية والتي وصفها بأنها "هم جديد في الوطن العربي" ضمن أولويات المباحثات بين قادة الدول المشاركة في لقاء العلمين، مؤكدا أن مصر والإمارات يمكنهما أن يعملان من أجل تخفيف أثار هذه الأزمة على العالم العربي عبر الاستثمارات الإماراتية في مجال الغذاء ومصر لديها من الإمكانيات التي تؤهلها لذلك بالإضافة إلى السودان.
وأشار إلى أن الأمن ومواجهة الإرهاب وكذلك التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية تمثل نتائج إيجابية في هذا اللقاء المصغر والدي يستبق القمة العربية في الجزائر قريبا، مؤكدا أن الدول المشاركة لديها حرص عربي كبير لتقديم العون للدول التي تشهد حالة من الصراعات سواء الداخلية كما يحدث في العراق أو خارجيا.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعرب عن التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادةً وشعباً للأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمعها بأشقائها من الدول العربية. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي بعد ظهر اليوم /الاثنين/، بمطار العلمين، بحضور رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، كلاً من ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن الرئيس السيسي رحب بزيارة ضيوف مصر الكرام في لقاء أخوي خاص، معرباً عن التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادةً وشعباً للأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمعها بأشقائها من الدول العربية. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بين الزعماء بشأن تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية والاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التعاون بينهم.