عاجل
الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ابن الحَجَّامِ القيرواني المالكي (ت 346هـ/ 958م)

د. نورهان إبراهيم سلامة
د. نورهان إبراهيم سلامة

يذخر تاريخ إفريقية في العصر الإسلامي بشيوخ كبار أجلاء برزوا في العلوم الدينية، وصَنّف بعضهم مصنفات قيمة في هذا المجال، وتحلق حولهم جموع من طلاب العلم من أبناء بلدهم، وغيرهم. وكان الفقيه أبو القاسم عبد الله بن مسرور القيرواني المعروف بابن الحَجَّامِ من شيوخ المالكية الذين نقل عنهم العلم، وكان قد سمع ببلده من عيسى ومحمد ابني مسكين، وسعد بن إسحق، وعبد الله بن سهل الأندلسي، وحمديس القطان، وعمر بن يوسف، ويحيى بن زكريا الأموي، وغيرهم، ورحل إلى مصر وجدة وغيرهما وسمع بهما من جماعة، منهم: إبراهيم بن حميد، ومحمد بن إبراهيم الويلي، وابن الإعرابي وابن أبي مطر، وعبد الله ابن حمويه، ومحمد بن الحسين الطويبي.



  وقد غلب على ابن الحَجَّامِ القيرواني الجمع والرواية. وكان أكثر سماعه من عيسى بن مسكين.

 

  وقد تتلمذ على ابن الحجام كثير من طلاب العلم القيروانيين، منهم: أبو محمد بن أبي زيد، والقابسي، ومحمد بن إدريس، وأبو عبد الله الصدفي، وغيرهم من أهل إفريقية، ومصر، والأندلس. فسمعوا منه مصنفاته العلمية، فقد صنف وألف كتبًا كثيرة في أنواع من العلوم، منها: كتاب المواقيت ومعرفة النجوم والأزمان، وسمعوا منه أيضًا كتب الفقه المالكي، ومصنفات ابن سنجر الجرجاني نزيل مصر، برواية عيسى بن مسكين، ثم حدّثوا بها تلاميذهم بنواحيهم فذاعت هناك، والجدير بالذكر أن ابن الحَجَّامِ من علماء المالكية الذين تصدوا للمد الشيعي وقاوموه عقب قيام الدولة الفاطمية بإفريقية سنة 296هـ/ 908م، فقد كان ينظر إلى الشيعة باعتبارهم من أهل الأهواء والبدع، فجانبهم وقاطع رموز مذهبهم وكذلك تلاميذه، وكان تقيًا ورعًا زاهدًا.

 

  ولم ينل ابن الحَجَّامِ قدره من الاهتمام الذي يتناسب وقيمته العلمية، وذلك لقلة الدراسات عنه. وتوفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة (346هـ/ 958م). وسنه سبع وثمانون سنة. وكان سبب موته، أنه صلى ونعس، فالتهبت النار بثيابه، واحترق إلا موضع سجوده.

 

عميد كلية الآثار والتراث- جامعة الزيتونة الدولية 

أستاذ التاريخ المساعد بقسم التاريخ والحضارة-

كلية الآداب والعلوم الإنسانية-جامعة مينيسوتا الإسلامية (الفرع الرئيسي)

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز