عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بوابة روزاليوسف تزور المقبرة السرية لأول إمبراطور

بالصور.. جيش من الطين عدده 5 آلاف محارب صيني وعمره ألفا عام

جيش تيراكوتا
جيش تيراكوتا

لم أكن أتخيل أن تهدي رغبة إمبراطور صيني في الهرب من الموت للعالم؛ واحدة من أهم الكنوز التاريخية وأكثرها إثارة للدهشة والإعجاب مثل "جيش الطين الصيني" أو "جيش التيراكوتا".



 

 

جيش الطين الصيني" أو"جيش التيراكوتا
جيش الطين الصيني" أو"جيش التيراكوتا

 

قبل أن أزور مدينة شيان عاصمة مقاطعة شانشي الصينية؛ ضمن برنامج مركز الصين الدولي للتبادل الصحفي 2022، واشاهد بعيني داخل ضريح الإمبراطور الأول "كين" أو ما يعرف باسم "جيش الطين" أو "جيش التيراكوتا" هذا العدد الهائل والذي يصل الى الآلاف من الجنود المصنوعة من الطين والتي تقف وكأنها في انتظار إشارة للحرب يطلقها الإمبراطور.

 

هذا الإمبراطور الصيني الذي تمتع بأقوى جيش في العالم عندما كان على قيد الحياة، فأراد الجيش القوي نفسه بعد وفاته. حيث كان مرعوبًا من الأرواح الشريرة التي تنتظره في الحياة الآخرة أو كما يعتقد معظم علماء الآثار توقع أن يستمر حُكمه بعد الموت في الآخرة كما كان عليه في الحياة، فقام بصُنع هذه التماثيل، ومهما يكن من أمر فإن حُراس قبره يقدمون اليوم بعضاً من أعظم الأفكار التي لدينا في عالم الصين القديم.

 

أفراد من جيش الطين الصينى" أو"جيش التيراكوتا
أفراد من جيش الطين الصينى" أو"جيش التيراكوتا

 

وخلال الزيارة التي قمنا بها كإعلاميين جاءوا من مختلف دول العالم، تجولت كاميرا بوابة روزاليوسف داخل ضريح الإمبراطور الأول "كين" وما يطلق عليه جيش الأرض المطهية هو قبر الإمبراطور "تشين شي هوانغ" في العام 209-210 قبل الميلاد.

قالت لنا المرشدة السياحية والمهتمة بمحاربي التيراكوتا داخل المتحف: لا يُعتبر جيش المُحاربين المصنوع من الطين فقط مجرد مشهد يعود تاريخه للعصور القديمة؛ لكنه واحد من أكثر الاكتشافات الأثرية شهرة في العالم، فقد وقف هذا الجيش الطيني ذو الحجم الطبيعي الذي يبلغ عدده نحو خمسة آلاف محارب صامتاً على روح أول مُوحِد للصين لأكثر من ألفي عام.

 

وأشارت إلى أنه تم اكتشاف جيش المحاربين عن طريق الصُدفة، حين حفر الفلاحون بئرًا تحت الأرض أسفر عن اكتشاف الآلاف من الجنود والخيول المصنوعة من الطين، وعلى مر السنين أصبح هذا الموقع مشهوراً لدرجة أن العديد من صفاته غير العادية أصبحت معروفة جيداً خاصةً حقيقة أنه لا يوجد وجوه متشابهة للجنود.

ففي مدينة زيان Xian (أو شيان) شمال غرب الصين، في عام 246 قبل الميلاد، حين أمر إمبراطور الصين الأول "تشين شي هوانغ" ببناء هذا الجيش ليتم دفنه معه عندما يموت، وأمر حينها بألا يكون هناك جنديان مُتشابهان في هذا الجيش بأكمله، وهذا ما رصدته الكاميرا بالفعل ببراعة مثيرة للدهشة.

 

وقد تم بناء هذا الضريح بشكل يجعل من الصعب على أي شخص اكتشافه، وبالفعل لم يتم اكتشاف هذا الجيش الأسطوري إلا بالصدفة في العام 1974. حتى الآن، تم حفر أربعة مداخل بشكل جزئي، ثلاثة منها مليئة بجنود تيراكوتا، ومراكب تجرها الخيول، وأسلحة، أما الحفرة الرابعة فوجدت فارغة، وهذا دليل على أن البناء الأصلي لم يكتمل.

 

بدأت زيارتنا داخل المتحف بأكبر الحُفر، الحفرة رقم 1، وهي الأكثر نفوذاً والاكبر من حيث المساحة ويعتقد أنها تحتوي على 6000 محارب (2000 فقط معروض) بالإضافة إلى الخيول، وكلها تواجه الشرق وجاهزة للمعركة، تليها ثلاثة صفوف من الرماة الذين كانوا في الأصل يحملون الرماح والسيوف وخناجر الفؤوس وأسلحة أخرى طويلة المدى.

 

وبعدها انتقلنا الى الحفرة التالية، وهي الحفرة الثانية التي تحتوي على حوالي 1300 من المحاربين والخيول، عند قيامي بفحص خمسة من الجنود عن قرب وجدت مستوى التفاصيل غير عادي، بداية من التعبيرات وتسريحات الشعر والدروع وحتى الأحذية كلها فريدة من نوعها.

 

وقبل نهاية الزيارة ذهبنا الى أصغر حُفرة، وهي حُفرة رقم 3 والتي تحتوي على 72 من المحاربين والخيول، ويعتقد أنه مقر قيادة الجيش بسبب عدد كبار الضباط الذين تم اكتشافهم هناك، ومن المثير للاهتمام ملاحظة أن الغرفة الشمالية كانت ستستخدم لتقديم القرابين قبل المعركة.

 

تقريبا كما يوجد أشكال الجنود الفريدة والمُتنوعة، فقد تم اكتشاف زوج من المركبات البرونزية والخيول في غرب المقبرة، وهي الآن معروضة جنبًا إلى جنب مع بعض الأسلحة الأصلية التي يُمكنك رؤيتهم عن قرب في متحف ضخم حديث يُسمى قاعة قبر الإمبراطور "تشين شي هوانغ".

 

كما كشفت لنا المرشدة الصينية أن نحو 700 ألف شخص شاركوا في بناء آلاف التماثيل الطينية غير المتشابهة بملامح دقيقة لدرجة مدهشة، ووضعوها في أفران وصلت درجة حرارتها لألف درجة مئوية، ثم تركوها لتبرد قبل أن يتم تزيينها وتلوينها بألوان زاهية كالأزرق والوردي والأحمر والأخضر. وأن الجنود كانوا يحملون في أيديهم أسلحة حقيقية ويظهر ذلك في تحفزهم ووضعية أيديهم، مضيفة أن تلك الأسلحة كانت متطورة ومتقدمة جدا وقتها وفقا للأبحاث التي أجريت عليها لاحقا، حيث كانت للسهام قدرة عالية على اختراق أي درع في ذلك الوقت، كما أن أسرار "محاربي التيراكوتا" لم تتكشف بالكامل، وربما يستغرق الأمر مزيدا من الوقت حتى تبوح مقبرة الإمبراطورِ الاول بكامل اسرارها المدهشة".

 

ومن الجدير بالذكر أن ضريح الإمبراطور كين نفسه لم يتم الوصول إليه حتى الآن، هذا وقد أوحت كتابات المؤرخ "سيام كيان" أن الضريح قد يحتوي على كنوز هائلة.

حيث قال في كتاباته: "تمتلئ المقبرة بنماذج من القصور والأجنحة والمكاتب وكذلك الأوعية الدقيقة والأحجار الكريمة والتحف النادرة".

 

وتشير الأبحاث والحسابات القديمة إلى أن المقبرة قد تحتوي على نسخ طبق الأصل من الأنهار الموجودة في المنطقة ونبع من الزئبق المتدفق إلى البحر عبر التلال والجبال البرونزية. ويقال إن الأحجار الكريمة مثل اللؤلؤ تمثل الشمس والقمر والنجوم الأخرى.

 

وقد كشفت الاختبارات الحديثة التي تم إجراؤها على تلة المقبرة عن وجود تركيزات عالية بشكل غير عادي من الزئبق، مما أدى إلى منح المصداقية على الأقل لبعض الأبحاث التاريخية.

 

هذا ويستخدم علماء الآثار الصينيون تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، لفحص تلك المقبرة.

 

وكشفت هذه التقنية مؤخرا عن غرفة تحت الأرض، جدرانها الأربعة تشبه السلالم، وصرح أحد علماء الآثار العاملين في الموقع لإحدى الصحف الصينية "إنه ربما تم بناء الغرفة لدفن جثمان الإمبراطور".، وتضم هذه الحفر ما يقارب الـ8,000 مُقاتل مع إداريين وموسيقيين، و130 عربة بـ520 حصاناً، بجانب 150 حصاناً للفرسان! ويتوقع الخبراء أن هناك العديد من الحفر التي تحوي المزيد من جنود التيراكوتا.

 

هذا ولم يكتشف العلماء أجزاء كبيرة من هذا المكان بعد مثل الهرم الترابي الذي يبلغ ارتفاعه 76 متراً، بمساحة 350 متراً مربعاً لأنهم يخشون أن يقوموا بتدميره عند محاولة اكتشاف ما يحتويه! ويُوصف جيش تيراكوتا الصيني من قبل بعض الأشخاص، بأنه الأعجوبة الثامنة في العالم.

 

ويزور ملايين الأشخاص الموقع سنوياً، بما في ذلك قادة العالم وكبار الشخصيات، وتستفيد المنطقة بكاملها من السياحة، التي أنتجت حوالي 720 مليون دولار في العام 2014، وفقاً للحكومة المحلية.

 

ويعتقد الخبراء أن هذه التماثيل تكشف حنين الامبراطور للعظمة الأبدية، حيث يتمتع كل محارب بملامح وجه فريدة من نوعها.

ويرمز هذا الجيش الكبير من التماثيل إلى تقاليد الدفن في الصين القديمة، والاعتقاد القديم بأن النفوس تنفذ إلى عالم آخر.

 

ومن الضريح انتقلت مع الوفد الاعلامي إلى بعض الأماكن الهامة داخل مدينة شيان؛ وهي واحدة من أقدم المدن في الصين، وأقدم عواصم المقاطعات وواحدة من العواصم الصينية الأربع القديمة، وقد شغلت مركزا للعديد من السلالات الحاكمة في الصين، بما في ذلك تشو الغربية وتشين وهان الغربية وسوي وزو الشمالية وتانغ.

 

وكانت الزيارة التالية لحائط مدينة شيان.. هذا الجدار التاريخي والمبهر الذي يعد أحد أقدم وأكبر وأفضل جدران المدن الصينية التي لا يزال محافظا عليها، والذي تم بناؤه تحت حكم الإمبراطور هونغو تشو يوان تشانج كنظام دفاع عسكري للمدينة، وتم تجديده عدة مرات منذ بنائه في القرن الرابع عشر، ثلاث مرات على فترات من حوالي 200 عام في النصف الأخير من 1500م و1700م، وفي السنوات الأخيرة في عام 1983. ويغطي الجدار مساحة حوالي 14 كيلومترا مربعا. وتم بناؤه على الطراز المعماري الصيني، وتم تشييده كحصن دفاعي بخندق مائي وجسور مراقبة وأبراج زاوية وجدران حاجزة وأبواب، ويضم ممر في الأعلى حيث يمكن للزوار التجول والتعرف عن قرب على هذا الجدار التاريخي.

 

وحاليا يستقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ فيه ضيوفه من الرؤساء وقادة العالم؛ كان اخرهم رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودي الذي تم استقباله في هذا المكان الذي يمثل عظمة وقوة الحضارة الصينية. كما يعد شهادة رائعة على المهارات الهندسية والبناءية للشعب الصيني القديم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز