عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التهديد لغة الضعفاء

التهديد لغة الضعفاء

"أنت محول للتحقيق" عبارة هدد بها أحد الموظفين زميله رغم أن التحويل للتحقيق ليس من سلطته! 



وبينما أعرب جميع الموظفين عن استيائهم للغة التهديد التي يكررها هذا الشخص، قرر مدير المنظمة الذكي احتواء الموقف وعدم ترك الأمور بهذا الاحتقان.

وبينما يراجع سياساته قرر أن يغير نمط الاتصال داخل المؤسسة، فكل مؤسسة تتبع سياسات مختلفة لإنجاز العمل في إطار ما نسميه الاتصال التنظيمي Organizational communication بهدف تحقيق أهدافها المرجوة وبناء بيئة عمل ناجح، ويعتبر الاتصال التنظيمي من أهم آليات العمل داخل المؤسسات، فعدم فعاليته يؤدي إلى سوء الفهم وتدهور الرضا الوظيفي وتردي أحوال المؤسسة.

أحد أبرز السياسات التي تعوق الاتصال التنظيمي حينما يتم اتباع سياسة التهديد والوعيد وترويع العاملين بالمنظمة، أو اتباع سياسة العصا دون الجزرة، فلا توجد مكافآت بل العصا لمن عصى، وتزداد بيئة العمل سوءا إذا لم يكن هناك معايير واضحة للثواب والعقاب أو لو كان يتم الكيل بمكيالين، معيار لفئة التابعين على حساب غير التابعين، فالمحاباة لصالح مجموعة معينة دون أخرى تؤثر على بيئة العمل، فتصبح سامة تتسم بالمحسوبية والشللية والنميمة ونقل الأخبار والشائعات.

وتشير الإحصاءات أنه ما يقرب من مليوني موظف أمريكي يبلغون عن تعرضهم للعنف في العمل، لذا تحدد بعض المنظمات في دليل الموظفين طرق الإبلاغ عن التهديدات، لذا على كل مدير التأكد من أن الثقافة الداخلية للمؤسسة تدعم الإبلاغ عن الإساءة، وتعمل المؤسسات الناجحة على أخذ هذه البلاغات على محمل الجد دون الكشف عن هوية المتضررين نفسيًا مع اتخاذ الإجراء المناسب بحسم وبسرعة.

واحدة من أنجح الوسائل المتبعة إنشاء خط ساخن، حيث يمكن للموظفين الإبلاغ عن مخاوفهم دون الكشف عن هويتهم، ولكن أيا كانت الطريقة، فالتحرك الصحيح هو الاستجابة الفورية في حال الشكوى من تهديد.

وقبل كل شيء فمعلوم للجميع، أن من يستخدم التهديد والوعيد شخص ضعيف البنية النفسية، مهزوز داخليًا يشعر بصغر نفسه فيعوضه بالصوت العالي والتهديد فقط لمجرد أتباع رأيه، فتجده يخفي ضعفه وقلة إمكانياته وراء ضجيج التهديد ومحاولة التسلط على الآخرين، الأخطر حينما يأتي التهديد من أشخاص غير المدير المسؤول ولكنهم أعطوا أنفسهم- بسبب قربهم منه- حجما أكبر مما يستحقون، فتجدهم يتخذون موقفا عدوانيا من أي شخص دون مبرر، أو يقومون بتضخيم الخطأ بشكل مفرط، بمعنى أن مقدار الخطأ لا يتناسب مع ردود أفعالهم، كذلك الإفراط في تتبع الأخطاء، واستخدام الصوت المرتفع في التهديد اللفظي المباشر وغير المباشر.

لكن عامة، تتبع الإدارة الرشيدة النصح وتلتزم بحقوق وواجبات الوظيفة التي حددتها الأنظمة واللوائح والقرارات، وتدفع الموظفين للقيام بأداء أعمالهم الوظيفية بدقة وعناية لضمان اتصال تنظيمي كفء داخل المؤسسة دون إهمال في حقوقهم أو واجباتهم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز